في البداية ومن منطلق شخصيتي بأني إنسان مباشر وواضح
ولا أحب أعيد بالكلام ولا أكثر منه...
ربما سيصدم الكثير من موضوعي وطريقة كلامي
ولكن
الذي يفكر (بعقلانية) ويرى الجانب (الواقعي) فمتأكد بأنه سيقتنع به!
بسم الله،
فلانة تشتكي:
ااااااااااااه وااااااه من القهر الي فيني...
بعد العشرة والصبر والمحبة...
تركني وجحدني وباعني بين يوم وليلة...
صبرت على كلامه واهاناته وضربه و.. و.. و..
...الخ
...الخ
ترد عليها علانة:
الصبر يا اختي
والله يعوضك بالزوج الصالح
...الخ
...الخ
وجاء دور فلان يشتكي:
بعد ما اخلصت لها وحبيتها ودلعتها...
وحققت لها كل امانيها..
وصرفت عليها دم قلبي وتعبي وشقاي
لجل اعيشها عيشة بكرامة
باعتني برخيص...
ورمتني مثل الجزمة القديمة...
وطلبت الطلاق وحلفت انها ما ترجع البيت
الا على قبرها!!!
يرد عليه علان:
الصبر يا اخي
والله يعوضك بالزوجة الصالح
...الخ
...الخ
وبعدين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إلى متى ونحن نؤمن بالصورة الحزينة والتعيسة
بسبب فشلنا في حياتنا الزوجية؟؟؟
واعطائها أكبر مما تستحقه!!!
هذا مطلق مسكين الله يعوض عليه
وهذه مطلقة مسكينة الله يعوض عليها
وخير يا طير!!!!
عشنا الغالبية الساحقة من سنين أعمارنا غير متزوجين
-سواء عزاب أو منفصلين-
ولم يحدث لنا أي شيء!
المصيبة الحقيقة هي الكذبة الكبرى التي
صدقوها معشر المطلقين والمطلقات
في مسألة التعاسة والحزن بحياتهم !!!
وكأن نهاية الكون واللعنة قد جاءت عليهم...
قبل فترة قرأت في إحدى الصحف عن معلمة
أقامت حفلة بمناسبة طلاقها !!!
وصرحت بأنه نوع من التعبير عن فرحها الشديد
لحصولها على ورقتها!!
وانا اقول الان وامام الجميع
انا سعييييييييييييييييد بطلاقي
ورأي الناس ونظرة المجتمع
فهي اااااااااااخر اخر اخر اهتماماتي!
- قد اهتم بالنملة التي في الصالة أكثر منهم-
عجبا !
تجلس مع متزوج يبدأ يعرض
شكاويه وتعاسته في حياته
وتجلس مع مطلق/ـة
نفس الشيء
مثل ما يقول الشاعر الظريف:
"مافي احد مرتاح"
الغني لا يقول انا سعيد
والفقير كذلك،
والامير والخادم
والرئيس والمرؤوس
والمريض والصحيح
والمتزوج/ـة والمطلق/ـة
الكل يشتكي
(( الا القنوع ))
هو الوحيد الذي عرف طعم السعادة
بقول الحمد والشكر لله
"وقليل من عبادي الشكور"
لو أتحدث لكم عن مدى خسائري
المادية
والاجتماعية
والنفسية
والصحية
والعاطفية
والأسرية
و..
و..
التي سببها زواجي التعيس
لفاضت أعينكم من الدمع
ومع ذلك لازلت أقول:
انا سعيييييييييييييد
-ولله الحمد-
ولا أريد شيئا
ومقتنع بحياتي...
-مقتنع فيها جدا جدا جدا-
وراضي بكل شيء...
ولا ينقصني غير رضا الله عز وجل...
وانت؟ اخبرني/اخبريني
ماذا خسرت/ـي؟؟؟
أكاد أن اجزم أن خسائركم لا تساوي عشر خسائري
ومع ذلك
الصورة التعيسة التي ترسمونها في كتاباتكم!
اذا كنت مطلق/ـة وعليك ديون أرهقتك
فاحمد ربك لان غيرك ليس لديه وظيفة وبالسجن الآن!
واذا كنت مطلق/ـة ولديك بيت تنام فيه
فاحمد ربك لأن غيرك نائمين في الشوارع!
اذا كنت مطلق/ـة وتجد لقمة تأكلها
فاحمد ربك لأن ثلثي البشر لا يجدون حتى ماء نظيف صالح للشرب!
واذا كنت مطلق/ـة وتخشى على أطفالك،
فاحمد ربك لان غير أطفالك هم أيتام لا أم ولا أب
مع ذلك نجحوا وفلحوا بحياتهم
(دليل على أن الله خير حافظا وليس الوالدين)
واذا كنت مطلق/ـة وحرمت من العيش مع أطفالك ولا تراهم إلا كل فترة،
فأنظروا إلى الخادمات والسائقين في بيوتنا
الذين حرموا من أطفالهم سنين طويلة
وسافروا إلى مصير مجهول بآخر الدنيا
للقمة العيش!
اما اذا كنت مطلق/ـة ولازلت بصحتك وعافيتك
فزيارة واحدة لأقرب مستشفى تجعلك تسجد لله شكرا على نعمة الصحة
التي وهبها لك
واذا كنت مطلق/ـة وحواسك الخمس وأعضائك بخير،
فاحمد ربك (بقوووووووووووة) فغيرك غير قادر على المشي أو غير قادر على أن يحرك يده
أو يبصر بعينه أو يسمع بأذنه!
الزواج يا إخواني وأخواتي سنة الحياة
-ولا شك في ذلك-
ولكنه ليس نهاية الحياة !!!
اعتبره كمجرد مدينة زرتها ولا أعجبتك
فاكمل طريق حياتك دونه...
ملايين من البشر عاشوا وماتوا دون زواج
ولا نقص ولا طال من أعمارهم...
والان قد يعتقد الجميع اني ضد فكرة الزواج ومحارب له
وهذا شيء لم ولا ولن اقصده
ولكني أحاول قدر الإمكان أن أحارب التضخيم التعيس لهذه المسألة
وكأن من يفشل في حياته الزوجية
ارتكب جرما عظيما!!
بالرغم بأن انها مسألة لا تستحق تغيير
مجرى حياتك
أو التأثير في شخصيتك!
ولا اعلم سر نظرة الشفقة إلى المطلقة أو المطلق
والدعاء لهم بالعوض
وكأنهم سيموتون ان لم يتزوجوا
غيرك ما عرف ولا ذاق طعم الزواج لظروفه
ولا صار له شيء!
إذا كان الفراق عزيزا،
فهناك من يموت أمه وأبوه (أغلى اثنين في حياة الإنسان)
بعدها عزاء ثلاثة أيام
-مع حزن لبضعة أسابيع-
ونكمل حياتنا كأن شيئا لم يحدث
هؤلاء اغلى اثنين بحياتنا فما بالكم بشخص لم نطيق العيشة معه!!!
مسألة أخرى ألاحظها بشكل غريب
-خاصة مع النساء-
وهي مسالة تعليق حياتها على الزواج
تجد مرأة (عانس) تفكر وتخطط كثيرا وتنبني مستقبلها على الزوج القادم...
وتجد مرأة (مطلقة) محطمة وتعيش حياة كئيبة تنتظر الفرج (فارس الأحلام)...
-وكأن هذا الفارس هو من سيسقيها جرعات السعادة!!-
ونسيت اختنا في الله انه قد يكون اكبر سبب لتعاستها...
وحتى لو لم يكن كذلك،
إلى متى توقفين وتعلقين حياتك على هذا الأمل؟؟؟
ولنفترض أن إرادة الله لم تكتب لك الزواج في حياتك،
هل ستصبح حياتك مشلولة !!!
يا اخوان الله عز وجل خلقنا أولا (لعبادته)
ومن ثم لاعمار الأرض وقضاء حوائجنا فيها
اما الزواج فهو (سنة) الحياة وليس (ركن) من أركانها...
أعلم جيدا ان كلامي غير تقليدي بالنسبة لكم (وقد لا يعجب البعض)
ولكن يكفينا تعاسة وكأننا مخلوقات شاذة فيها نقص أو عيب!!
التفاؤل المفرط خطأ كبير...
وكذلك التشاؤم فهو تعاسة...
ولكن الأصح هي (الواقعية)
فالفرق بين المتفائل والمتشائم والواقعي فرق عظيم
وخذوا هذا المثال (الهام):
في يوم عاصف بوسط المحيط تبحر عليه ثلاث سفن
بها متفائل ومتشائم وواقعي،
المتفائل نزل داخل سفينته (على أمل) أن تعتدل الرياح يوما ليكمل إبحاره،
المتشائم خرق سفينة ورمي بنفسه بعد فقدانه الأمل وأنهى كل شيء،
اما الواقعي، فبدأ بالإبحار وأنزل ورفع وعدل الاشرعة حتى تتناسب مع حركة الرياح!
والآن الاختيار لك
هل تريد ان تكون متفائل يعيش على عالم الأوهام والخيال،
ام متشائم تعيس محبط اقرب للانتحار،
ام واقعي يعيش الحياة كما ينبغي؟؟
الإجابة عندك أنت وحدك!
- تركي -