رد: هل سأهوى العزوبية!!
صباح الخير للجميع، الحقيقة أن جميع الردود عبارة عن ذهب، وتلامس عمق المشكلة من زاوية أو أخرى، وسأحاول أن أرد عليها جميعاً.
الحقيقة ماكنتُ أتصور أن أجد من يفهمني بدقة، إلا أنه على مايبدو أن جميع الأخوة والأخوات عرفوا جذر المشكلة لدي، وكنتُ منذ زمن أبحث عمن يفتح لي المجال كاملاً للحوار حول هذه النقطة، وأتمنى أن تتسع صدوركم لقراءة ما سأكتبه هنا:
الخشية تكمن في أن أندم على فوات وقتي دون زواج، والخشية الأخرى هي صعوبة إيجاد الشريك الأخرى، وهناك أمر آخر وهو قد يكون مثالياً وهو مواصفات تلك المرأة، وباختصار أن تعجبني المرأة القيادية، حين أرى إحدى أخواتي كيف تقود بيتها لبر الأمان وكيف تتخذ القرارات بشجاعة أدعو الله أن يأتي لي بمثلها، وحين أراها أو أرى غيرها، كيف تقلق على زوجها وتتابع معه أي موضوع وتشاركه همه وتدافع عنه في كل موقف، أشعر كيف أن الله رزقه شريكة تستحق الوفاء والعيش والإخلاص بس تشعره بالسكن والاحتواء.
لاشك أني حينما أردت الزواج كنتُ أبحث عن ذلك كله وربما أكثر، وبالرغم من أني تزوجت ولم يكن داخلي حباً لها ألبته، إلا أني كنتُ حريصاُ على تطبيق مبادئ معها كزوجة، وكنتُ حريصاً على تنمية قدارتها ومهاراتها وتنميتها الشخصية، ولكن في المقابل أجد لامبالاة منها، وكأني في وادي وهي في وادي، مما ضاعف خيبة الأمل بها، كنتٌ قرأت كتباً كثيرة حول الزواج والحياة الزوجية وقرأت المئات من المقالات حول الزواج، والعشرات من مقاطع الفديو واليوتيوب حول الزواج ودور الزوج والزوجة فيه لمدة تزيد عن سنتين، ووقفت على المئات من المشاكل الزوجية، والتي استفدت منها وسعيت على إلى تجنبها، لكني في المقابل وجدت إمرأة لم تقرأ حرفاً واحداً من ذلك.
المشكلة الكبرى هي أنه بقدر ما أنك مقبل بخيلك وركبك نحو الحياة الزوجية، تجد الطرف المقابل لايحمل ذلك الهم وذلك المشروع ولا حتى بما يوازي 5% من همك وطموحك ومستقبلك.
البنت التي كنتُ تزوجتها، لم تكن صاحبة مشاكل ولا غيره، المشكلة كانت في شيئين أنه لم يكن هناك حباً ولا ميولاً لها، وهذا ماجعلني أكثر حسرة، الأمر الأخر لم تكن هي مستعدة لأن تكون زوجة، ولا تفقه أبجديات دور الزوجة، بالإضافة إلى السمات الشخصية الغير مناسبة من حيث الشخصية بشكل عام وطبيعتها والقدرة على التصرف فكانت أقرب إلى الضعف منه إلى شيء آخر.
والحكاية تكمن باختصار: حينما اجتاحتني فكرة الرغبة بالزواج، وكنتُ وقتها في بداية دراستي في الخارج، كنتُ حريصاً على أن تكون زوجتي قد انهت الجامعة، لتأتي معي وتكمل دراستها وتحصل على الماجستير ونتخرج تقريباً وسوياً، ولأختصار الزمن كنتُ أفضل أن تكون متخرجة من القسم الانجليزي لكي لاتمضي وقتاً أطول في الدراسة باللغة قبل الدخول بالماستر، ولم يكن ذلك شرطاً، إلا أنه تفضيلاً إذا كانت البنت مناسبة، وحسب المواصفات وجدوا أهلي تلك البنت، وتمت الخطبة، وعلمنا بعد ذلك أن لها أختاً وحيدة تكبرها ولم تتزوج، ولما تقدمنا بالخطبة، وسألوا أهلها عني واطمأنوا لي، طرحوا الموضوع على البنت، ووافقت وبشرط أن تتزوج أختها قبلها، واتصلت أمها بأهلي وقالت هذا الشرط، وطلبت منا أن نصبر شهوراً قليلة لأن أختها حسب وصفها تخطب كثيراً وكثيراً ولكن لم يكن هناك نصيب، وبالفعل صبرنا، ومرت أربع شهور ولم نسمع جواباً، وطلبت من أهلي التواصل معها مرة أخرى، وبالفعل تم وطلبوا أيضاً أن نصبر كذلك، وكنت وقتها في اختبارات ودراسة صعبة وصبرت إلى أن مرة أكثر من شهرين وطلبت من أهلي أن يتصلوا وأن يسألوهم إما الموافقة أو أن الامر سينتهي، بعد أن أخبروهم أهلي، بعدها بيومين اتصلت أمها وقالت أن البنت وافقت وستتزوج، عدت للسعودية بعد شهرين وتمت المكلة وتواصلت مع البنت، وكان الأمر عادياً، وكنت أشعر أن ثمة أمراً غير طبيعي ولكن ليس لدرجة ذلك الإحساس القوي، كانت قلقة من موضوع لو تطلقنا ونحن في الغربة كيف سترجع (تخيلوا تطرح من هذا الاحتمال!) وكنت أقول لها أنتي الآن مقبلة على زواج ويفترض ألا تكون مثل هذه التخيالات في ذهنك وغير ذلك من مواقف تبين لي أن المرأة لم تكن مغصوبة على الزواج ولكنه مضغوطٌ عليها في قبوله لأني اكتشفت ذلك فيما بعد، فالعائلة متعلمة وليست بتقليدية في الشكل الذي يمكن تصوره، لكن ربما رغبة أمها بي جعلتها تضغط عليها بشكل كبير، تزوجنا بعد العيد وقبل العودة لأمريكا بعشرة أيام، وكنت قد طرحت فكرة السفر لشهر العسل قبل الذهاب لأمريكا ولو لمدة خمسة أيام، لكنها رفضت ذلك كوننا سنذهب بعد عشرة أيام وأنها تريد أن تكون قريبة من أهلها، ووافقت على ذلك لأني بطبعي لا أحب أن أفرض رأياً أو خياراً على الطرف الأخر مالم يكن مقتنعاً ومؤيداً للفكرة أو قابلاً بها على الأقل.
فيما بعد اكتشفت أنها لم تكن مقبلة على الزواج، ولم تكن تلك البنت التي تنتظر بأحر من الجمر أن يطرق أحداً بابها، ولم تكن متهيئة لتكون زوجة ويكن لديها مسؤولية، كانت متعلقة بأهلها بشكل جنوني، وكانت تمضي وقتاً طويلاً بالحديث معهم، وللأمانة أصبحت وبشكل لاشعوري يضيق صدري حتى من أهلها، لأني احسست أنها نست أن لها زوجاً، كما شعرت أن مشاعرها واهتمامها كله صوب أهلها، لم تكن تعرف مايجب عليها كزوجة من أدوار يعرفها الجميع تجاه الزوج ولا أريد التفصيل كي لا أطيل، كما أنها لاتعرف من المطبخ إلا أسمه ولا تعرف تطبخ شيئاً، ولو ذكرت لكم من المواقف المضحكة لما صدقتوا، واكتشفت أن السبب كان يكمن في أمها، فأمها ذات شخصية تحب العطاء والعمل فكانت هي من تطبخ بجانب الخادمة وهي من تقوم بكل شيء بحيث أنها تستمتع بذلك مما جعلها تنسى أن تجعل بناتها يقومن في أي دور، وكانت تقوم برعايتهن وتدليعهن بشكل كبير، ومع ذلك كنتُ متفهم للأمر وكنت أعطيها المجال لتتعلم، وكنت أطبخ تقريباً أكثر من 80% من الطبخ في تلك الفترة.
الحقيقة أن مع بنت لم تعرف وربما لم تريد أن تعرف دورها كزوجة، ودخلت الحياة الزوجية كنوع من الترفية طالما أنه لم يكن بقناعة تامة أو بإقبال عليه، مما جعلها تقوم بنفس الدور وهو اللاشئ الذي تقوم به في بيت أبيها.
وجميع هذه الأحداث من غياب الحب، وغياب الدور الحقيقي للزوجة تجاه زوجها وبيتها، وحضورها الجسدي معي والذهني مع أهلها، وضعف بالشخصية عندها، وعدم اهتمام في تطوير الذات والنفس أو التفكير فيه، جعل الحياة الزوجية لاطعم فيها ولا روح، وكانت بالفعل خيبة أمل كبيرة لم أكن أحسب حسابها ولم أكن أتوقعها، فلم أكن أستطيع أن أعطيها الحب، وربما هي لم تحب أيضاً، وهي غير مقبلة ومستعدة لتكن زوجة، ذبل كل شيء، ومع الوقت والصبر اكتشفت أنه من الصعب التعايش مع هذا الوضع، وكنت أفرح بالبعد عنها أو حين سفرها، وأشعر بالانتصار، ولما تم الطلاق كانت سعادة لاتوصف وكأنني قد خرجت من سجن، وللأمانة لم أكن قلقٌ إلا عليها أكثر من نفسي كون الطلاق للمرأة أصعب من الرجل، ولكن حسب ماوصلني أنها تزوجت، والله يوفقها.
استرسلت في ذلك الحديث لأعطيكم صورة أكبر عن فكرة الزواج والعزوبية وتخوفي، وخشيتي أن تتكرر تلك المرأة مرة أخرى معي، وتخوفي من أن يجتاحني ذلك الضيق الذي كنتُ أشعر به معها، وتخوفي من سطحية تفكيرها واختلاف الطموح فيما بيننا، وكنتُ ولا أزال أتسائل حول رغبتي بفراق طليقتي هل كان لعدم الحب ولعدم كونها الزوجة المناسبة أو التي تمتلك الحد المقبول لتكون فعلاً زوجة أعتز بها وأسعد معها أم لكوني إنسان يفضل العزوبية أكثر من أي سبب آخر!! وهذا مايحيرني حقيقة.
سأتوقف هنا، وإن كان من مزيد من تفاصيل سأحكيها، وسأرد على ردودكم السابقة، وبانتظار تعليقاتكم الرائعة.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..
التعديل الأخير تم بواسطة Neat Man ; 26-07-2016 الساعة 09:02 AM