بداية لابد لي أن أثني على الأسلوب الشائق و التسلسل المنطقي في طرح الموضوع والسبر في أعماقه وصولا إلى منطقية الحلول التي هي بمثابة البذره الرئيسة لنبات حسن سيؤتي بلا ريب أكله ولو بعد حين قد يصفه البعض بالسهل الممتنع .
لو اتخذنا نموذج كودو كغايه واعتبرناه بمثابة المنطاد الذي سيحلق بأي زوجين إلى فضاء التوافق والحب والموده وبناء الأسرة السعيده ,, فسيكون لزاما علينا أن نعيد البحث والتنقيب عن الأسباب المؤديه بدورها إلى هذا الكم من قضايا الأحوال الشخصيه في دور القضاء التي تتمحور في معظمها حول الفشل الزوجي في العلاقة الحميمه او تدور في فلكه على أقل تقدير .. لنصل إلى أن جل قضايا طلب التفريق تبدأ أسبابها من الفراش .
قد أسهبت وتفضلت أخي الفاضل جمال الروح مشكورا بطرح الأسباب ومن ثم الحلول . وإن كنت أرغب في إضافة نقطه هامه بما أننا جميعا نتفق على أن الحياء هو الحائل والحاجز المنيع دون الوصول إلى بعض ركائز نموذج كودو ,, وهي أننا لابد أن نسعى جاهدين لفهم أسباب وجود ذلك الحاجز ,, ولو سعينا , لتوصلنا إلى توجيه أصابع الإتهام إلى المتهم الرئيس وهو الموروثات الإجتماعيه لدي الأزواج والزوجات ,, وطبيعة البيئه التي عاشها الطرفان من حيث تعاطي والد كل منهما مع والدته من خلال حضارة الحوار وفاعلية الإنصات والاعتراف بالخطأ والإحترام المتبادل مع الثقه المطلقه,, وكيفية تقبل النقد من الآخر وعدم الترفع عن محاولة التغيير للأفضل ,, والحرص على رأب أي صدع قد يحصل بعقلانية ومنطق ولا نغفل عن المخزون المعرفي لثقافة الزوجين .
تحدثنا مرارا عن أهمية الحوار الزوجي بين الزوجين في كل ما يعنيهما ,,
لكن يرى الكثيرون أن الصعوبة تكمن في خوض أمور بتلك الحساسيه مم قد يعتبره الزوج جرأه مطلقه من زوجته التي لم يعهدها فيها فمن أين أتت بتلك الجرأه التي أباحت لها التحدث عن رغبتها الحاره في أن تعيش نموذج كودو ولو لليلة من عمرها !!!!!! فقد يكون الزوج من النوع الذي لا يتقبل النقد مطلقا وإن كنت لا أفضل أن يكون نقدا بقدر ما يكون بمثابة ملاحظات لطيفه قد تلمح إليها الزوجه بطريقة ليس فيها أدنى تجريح أو انتقاص . بالمقابل قد يلمح الزوج عن رغبته في نموذج كودو الذي لم يعرفه ولم يعشه منذ سنوات زواجه مع ذلك يتفادى الخوض في ذلك تجنبا لاحتداد قد ينجم من زوجته مفرطة الحساسيه مجنبا نفسه فورة بركان هائج قد تثيره الزوجه كونه انتقدها فشعرت عدم رضاه عن أدائها لسنوات مضت .
هنا لو كنا قد واجهناه بسؤالنا التالي : هل أشبعت حواسك الخمس ؟ فسيجيب دون تردد : لا ويبدو أنني لن أشبعها يوما,, ولكني ومع امتعاضي قد اعتدت وألفت وهذا نصيبي في زواجي لا حيلة لي إلا تقبل ما أنا عليه.
إذا عنصر الحوار في إبداء الرغبات الخاصه مفقود عند البعض إما ترفعا وكبرياء وإما حياء .
وهذا يعني أن إدعاء الرضى والقبول من منطلق الألفه والتعود يعد سببا وجيها من الأسباب .
و أسمح لي أخي الكريم أن أضيف سبب آخر من خلال شكاوى تتردد على ألسنة بعض الزوجات على نحو المثال التالي فتسرد إحداهن قائله : يبتعد عني زوجي مرارا بداعي السفر وقد تطول مدة غيابه لشهور مما يوقد لهيب الشوق فيترجم إلى مكالمات مطوله ورسائل حب غارقه في الرومانسيه والهيام على أمل اللقاء الذي أبدأ بعد اللحظات له مستعينة بكل خبرتي وطاقاتي في جعل يوم اللقاء ليلة من العمر لا تنسى ..فأهيئ المكان والزمان ..وامني نفسي بلحظات أتوق لها .. أنتظرها بفارغ الصبر فما أن يحدث اللقاء المنتظر حتى أفاجئ بأنه لم يدم إلا ثوان معدوده لم أتمكن خلالها وكالعاده من استشعار ما حلمت به فكما عود الثقاب لا يلبث أن يشتعل حتى يخمد وهيهات بعودة ذلك اللهيب ,, إذا المتهم الآخر هنا هو سرعة القذف عند الزوج ,, وهذا بدوره قد يحتاج إلى علاج تشخيصي قد يغفل أو يتغافل البعض عن أهميته ومن ثم يأب الكثيرون الإعتراف به كحالة تحتاج إلى علاج , وعليه يكون رفضهم قاطعا مجرد التفكير في الذهاب للطبيب طلبا للإرشاد والنصح ,, واعتبار ذلك انتقاصا في ذكورتهم وفحولتهم ,, والزوجه بدورها قد تسر ذلك في نفسها ولا تبده بل ولن تطالب به رضى منها بما قسمه الله تعالى لها .. إذا في مثل تلك الحاله لا سبيل لإشباع الحواس الخمس .
متهم آخر يحول دون نموذج كودو وهو المعامله بنديّه مطلقه ,, فهناك الكثير من الأزواج يعتريهم بعض الكبر حيث ينتظرون المبادره من الزوجه ,, إلا تفعل ,, تُهجر ,, ولا تجد سبيلا للوصال ,, ما يجعلها تستخدم سلاح عزة النفس والمعاملة بالمثل . فهنا أيضا ضاعت ركائز نموذجنا المنشود . مم يؤدي لأن يعيش كل منهما في عالمه ويبحث عن سبل متعته الشخصيه بنفسه . .
ناهيك عن أسباب أخرى إعتقاديه بمعنى إعتبار العلاقه الخاصه أداء غرائزي وفطري عوضا عن اعتبارها حاجة جسديه يحتاجها العقل وتتعطش لها النفس التي تبحث دوما عن المصالحه مع ذاتها,, وتهنأ بها الروح ما ينعكس على أداء سليم ونجاح في شتى مجالات الحياه الطبيعيه ,,
أما الأسباب الإقتصاديه فهي بدورها خارجة عن إرادة الزوجين منها السكن مع العائله.. وعدم إتاحة الخصوصيه المطلقه لتفريغ الطاقات على نحو ما ينادي به نموذج كودو .
أعتذر عن الإسهاب على الرغم من توسع الموضوع فهناك الكثير للإضافه والاستدراك قد لا يتسع المقام لسرده وعرضه .
دمت بسعاده .
تقبل إحترامي وتقديري
__________________
ألا بذكر الله تطمئن القلوب