اجمل الذكريات لمعدد الزوجات - الصفحة 3 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-2009, 08:38 PM
  #21
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
"الحلقة الثانية عشر"


جائني رد صديقي بعد حوالي أسبوع ظللت خلال تلك المدة متشوقاً ملتهب الظلوع..


قابلني صاحبي في المدرسة وقال أبشر بما يسرك..

وهنا احتبست أنفاسي فرحاً وخوفاً وإن كانت موجات الخوف والتوجس استطاعت أن تطوي موجات الفرح بداخلها فاختفت أو كادت ...



حاولت استعادة رباطة جأشي سريعا وتمالكت قائلاً:ما هي البشارة بشرك الله بالجنة؟



قال :الجماعة موافقين وموعد الرؤية بعد يومين



فقلت:الله يبشرك بالخير وبدأت على الفور أسترد ذكريات الماضي القريب وأنظر بشيء من الوجل والخوف للمستقبل المهيب




افترقت عن صديقي ولكن الخوف لم يفارقني وظل القلق يصحبني حتى وصولي إلى المنزل..




طبعا الحاسة السادسة التي شرحنا طرفا من سيرتها سابقا بدأت تعمل كالعادة لدى زوجتي الأولى




هذه الحاسة تزيد قدرتها على الكشف والاستنتاج كلما زاد القلق والخوف والتوتر لدى سعادتي الذي كم حاولت جاهدا أن أبدو طبيعيا ولكن دون فائدة




وحين ألحت علي بكثرة الأسئلة ذكرت بأن هناك ضغوطا في العمل من المدير ووكيله




لم تبتلع زوجتي تلك التبريرات وأما أنا فقد بدأت أتهيأ نفسيا للقاء الموعود..





وجاء اللقاء الموعود بعد ترقب وتوجس وطول انتظار مع قصر المدة ولكنها الحالة التي كنت عليها أطالت القصير ويوشك أن تقصِّر الطويل





ركبت سيارتي وتوجهت إلى منزل المخطوبة بعد أن أخذت الوصف بدقة متناهية




ووصلت المكان وأوقفت السيارة ونزلت منها مترقبا متلفتا ذات اليمين وذات الشمال




ثم طرقت الباب بعد أن قرأت آية الكرسي وفاتحة الكتاب..




فخرج لي رجل أظنه في الأربعين ملامحه قوية ومساحة التقطيب في وجهه كمساحة المياه بالنسبة لليابسة على الكرة الأرضية..



سلمت فرد السلام فعرفت بنفسي معكم الفقير لله الراجي عفو مولاه الخاطب من طرف فلان..




فقال تفضل والله والنِّعم في فلان يعني صديقي وأما أنا فلا ونِّعم ولا هم يحزنون





دخلنا إلى صالون كبير وثير المقاعد فاتجهت بخبرتي الضعيفة إلى صدر المجلس




لأكون في أحسن وضع حين تدخل العروس إلينا فأراها من أول إطلالتها وحتى آخر انصرافها كاملة غير منقوصة..





شعرت حين جلست أو هكذا خُيل إليَّ بأني ضيف ثقيل الظل مطفش ممِل



طبعا حاولت أن أقطع الصمت المطبق الذي أعقب الجلوس لأنني أحسست بالاختناق من ذلك الجو الخانق والحانق



فقلت الجو حار هذه الأيام وكان عرقي يتصبب على جبيني فلست أدري أمن ضعف التكييف أو من عدم رباطة جأش شخصي الضعيف



فرد علي بصوت مرتفع نعم الجو حار جداً



فقلت:نعوذ بالله من حر جهنم فالتفت عني ولم يجبني ولو حتى بآمين ودعا أخاه الأصغر بصوت عال يوشك أن يسمع به من بين لابتي الحارة وين القهوة؟




وجاءت القهوة واحتسيت فنجانا واحدا وقيل لي بصوت قوي:تقهو.. فقلت شكرا




واضطررت لرفع صوتي بها منطلقا من المبدأ الدستوري :لكل حزة لبوس





وعاد الصمت ليطبق على مجلسنا من جديد وسمعت صوت خطوات أو شعرت بأن أحدا يبدو أنه يتأهب لدخول المجلس فقمت بعملية تشييك سريعة على الفور أتأكد فيها من وزن المرزاب على نقطة السنتر فوق مفرقي المتهلل بالعرق كما أتأكد




خلالها من أن جميع أزرار العنق قد أحكم إغلاقها وأخذت أعتدل في المجلس




مرة أسترخي بظهري ومرة أرفع ظهري كل ذلك استعدادا لطلة العروس





وجاءت الطلة المنتظرة لا لأرى العروس ولكن لأرى شقيقها الأكبر حيث دخل علينا بوجه عبوس وسلم سلاما ثقيلا كأنه كابوس..




وإذا كنت فيما سبق من مجلسي أشكو من الصمت المطبق فلقد عانيت بعد دخول هذا الآخير من الكلام المقلق..





حيث أنهال علي حفظه الله ورعاه بسيل عرمرم مؤذ من الأسئلة المتنوعة المختلفة المتناقضة أحياناً..



ما أسمك؟ ومن أين أنت؟ وكم عمرك؟ وأين تعمل؟ وكم خدمتك؟ وما مقدار مرتبك؟




وأين يعيش والدك؟ وهل أمك على قيد الحياة؟ وهل لكم أقارب هنا في المدينة؟




طبعا هذه الأسئلة أو أغلبها تمت الإجابة عليها من قبل صديقي وصهرهم ولكن اللحاحة أعيت من يداويها..



ثم بدأ في طرح نوع من السؤالات ذات الوزن الثقيل واللقافة في التطويل..



قلي بصراحة لماذا تريد أن تتزوج على زوجتك؟هل قصرت معك زوجتك في شيء؟؟




وقبل أن أحاول أن أبدأ الإجابة تلقف قائلاً: وعلى فكرة وهل تقرب لك زوجتك ؟ وكم مضى لك منذ زواجها..؟؟




طبعا لم أجد مفرا من الإجابة على هذا الكم الكبير من الأسئلة الثقيلة الممرضة



ولكن لأجل عين تكرم مدينة وهل رأيت بالله شيئا عليكم حتى أحتمل هذا الطوفان العظيم من هذه التحقيقات الغليظة؟؟




نسيت أن أذكر أن هذا الشقيق كان إذا التفت إلى أخويه هش وبش وإذا توجه بالحديث إلي عبس وبسر وكشر وشزر..



طبعا طال المجلس وكان الوقت بعد العشاء فقلت في نفسي:يا ولد لماذا لا تبادربالهجوم فهي أحسن وسيلة للدفاع..

فقلت:يا جماعة الخير فضلاً وليس أمراً أنا عندي موعد مهم بعد حوالي ساعة ويا ليت تأتي العروس لأراها وتراني الرؤية الشرعية بارك الله فيكم..



طبعا طلبي لم يلق ترحابا عند صاحبنا هذا المهذار الثرثار معليش نسيبي وأنا حر يغفر الله لي وله ولكم فلستم تعرفونه ولا تعرفونني



ويبدو أن الجهات الداخلية في المنزل من النساء قد ضقن ذرعا بذلك الشقيق



فما هي إلا لحظات حيث قام أصغرهم رعاه الله وأيده ليدعو العروس لتأتي للنظر والجلوس..




وبدأت أنفاسي تحتبس حين وقف شقيقها الأصغر على باب المجلس وهو يقول: هيا أدخلي يا الله يا بنت الحلال أدخلي هذا شرع الله والحمد لله ما فيه شيء



وهي تتلكأ في الدخول ونبضاتي تخفق في قلبي بسرعة وتصول وتجول..




وآخيراً دخلت العروس وهي تنظر عند قدميها وأما أنا فقد فتحت حدقة العينين على مصراعيها حتى أرى أكبر مساحة لأرى المملوح ثم أضطررت إلى غض بصري بعد أن رأيت أعين القوم ترمقني بوضوح ..




جاءت وجلست وهي خجلى وقد أدركت أنها مربربة بل فوق الربربة ربربة..





وساد الصمت قليلاً وهنا قررت أن أكون سيد الموقف بلا نزاع فقررت أن أسألها بضعة أسئلة وكان منها سؤال سخيف لا أعرف كيف خرج من رأسي ولا أدري هل استساغه القوم أم سألقى بسببه التقريع واللوم..




هذا السؤال لفظه كان ما يلي:هل أنت مقتنعة بالزواج؟ لا أحد يلومني ويقول أو تسأل امرأة في بيت أهلها خرجت إليك في مجلسهم لتراها من أجل الزواج هل هي مقتعنة بالزواج؟هذا الذي حدث وأقصه كما وقع!!





طبعا أجابت العروس على هذا السؤال السخيف برد لطيف تمثل في هز رأسها هزة خفيفة فوق تحت وتحت وفوق وأظنها عدة هزات ولست متأكدا..




طبعا أنا أفضل عند الرؤية الشرعية وكما يقول خبراء القانون عفوا التعدد رؤية العروس واقفة ذاهبة آيبة..




فترددت في أن أطلب أن تهب واقفة وأن تذهب وتجيء..وبينما أنا متردد متوجل




إذا بالعروس قد هبت قائمة وانصرفت من المجلس حاولت أن ألاحقها بنظرة حسيرة ولكن هيهات هيهات..



حتى هذه الرؤية لم تكتمل وابتدرني القوم بنظراتهم وكأنني قرأت على وجوههم بعض تساؤلاتهم التي تطلب مني الانصراف




فقلت في نفسي خلك رجال واطلب رؤيتها مرة ثانية وفعلا طلبت ذلك معللا بأنها لم تجلس معي فترة كافية وأخذت أسوق تبريرات اجتماعية معروفة بأن هذا زواج وعشرة عمر وليس سنة أو سنتين..




فاختلفوا واعترض الأغلبية منهم أعني اعترض اثنان ووافق أصغرهم ورفع طلبي إلى الجهات الداخلية المسئولة التي سرعان ما قامت مشكورة بتلبية الطلب كحالة استثنائية





وجاءت عروسي ترفل من جديد وجعلت أرمقها من بعيد..


قديم 31-10-2009, 08:40 PM
  #22
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
الحلقة الثالثة عشر ...


دخلت عروسي من جديد..وقررت بعد أن استوت في مجلسها أن أكون هادئا ثقيلا..لأراها مرة ثانية بشكل دقيق..

ويبدو أنها هي الأخرى اتخذت القرار نفسه حيث كانت تبادلني النظرات..وأما الكلمات فقد اختفت من لساني.. وحين استمر الصمت قليلا أخذت أردد هاتين الكلمتين:ما شاء الله تبارك الله..
هاتان الكلمتان يا سادة هما شعار كثير من الخطاب حين يرون مخطوباتهم..إما حقيقة وتعبيرا عن إعجابهم..وإما مجاملة وتخلصا من الإحراج في ذلك المجلس..

أما أنا والحق يقال فلم أدر من أي النوعين كانت كلمتاي!!..

طبعاً لم أشأ أن أزودها حبتين فقررت إنهاء المجلس فقلت:خيرا إن شاء الله..والتفت إلى بعض إخوتها قائلاً:
إذا أرادت الأخت الانصراف فلتتفضلْ..وفعلا انصرفت ولم تغب عن عيني حتى خرجت من المجلس تماماً..

وبعدها استأذنت للانصراف وما أتممت استئذاني حتى هب القوم وقوفاً فقمت على الفور..وقصدت الباب..
وعند الباب الخارجي قال الأكبر منهم:إذا صار معك شيء فأخبر نسيبنا..

فقلت:أبشر وسم..

ركبت سيارتي وصورة خطيبتي لا تفارق مخيلتي..

وانطلقت بالسيارة وأنا لا أدري أين أذهب!!..حيث كانت الأفكار والتخيلات تموج في رأسي وصدري ووجداني..

قررت أن أتوقف قليلا وأسترجع ما حدث لأعرف حقيقة موقفي مما رأيت وشاهدت..

تذكرت دخولها وإطلالتها بجسمها الريان بل الزائد رياًَ..وكما تعرفون فسيادتي من هواة المربربات..

وقلت في نفسي بل لقد قلت بلساني:جاك يا مهنا ما تمنى..

وكان الحمل ولعله أثر على جسم زوجتي الأولى حيث كان وزنها بالنسبة لي ناقصاً..على الأقل لأني أميل إلى ربربة جسم المرأة..
وتذكرت نظراتها الحلوة خصوصا في الإطلالة الثانية..فقلت في نفسي:هذا النظرات من أولها!!!

وكنت قد عرفت بل تيقنت أنني قد حزت على بعض إعجابها إن لم يكن على وافره و كامله..

عرفت ذلك من نظراتها وقد صار لي خبرة قليلة برؤية النساء في الخطبة..ثم تيقنت منه بعد ذلك عن طريق صديقي صهرهم حين هاتفته لأعطيه أخبار زيارتي لأصهاره..حين سألته سؤالاً يحمل قدراً من خفة الدم والاستظراف:
هاه يا أبا فلان..عسى فلانة اسم الخطيبة ارتاحت للموضوع!!..يعني حين رأتني ماذا قالت..

وكان صاحبنا طيباً الذي في قلبه ينطق به لسانه..فأجاب إجابة أحاطتني بشبكة من الإعجاب بالنفس هذه الشبكة الإعجابية كانت بعض خيوطها ولم أنتبه لها قد نسجت من الغرور..

ولئن قال شوقي:والغواني-يعني النساء-يغرهن الثناء..فإن معاشر الخطاب والخاطبين والمقبلين على الزواج وخصوصا المعددين يغرهم ويغريهم الثناء والإطراء بالوسامة والفخامة والهندامة مع أن كثيرين بينهم وبين تلك الأوصاف بعد المشرقين..

قال:فلانة مرة مبسوطة وسعيدة..وتقول:ما شاء الله تبارك الله..ثم سكت وليته لم يسكت..

فقلت:ما شاء الله تبارك الله..وبعدين..ماذا قالت:

فقال:لا بعدين ولا قبلين ما قالت إلا كل خير..

لكن أخبرني عن نفسك؟؟كيف وجدت فلانة..إن شاء الله أعجبتك..

فاجأني بسؤاله..حيث كنت أستمتع بإعجاب خطيبتي بي ولم أتوقع سؤاله هذا!!..

سكت قليلاً..فقال:ولِمَ سكت؟؟فقلت:أبداً المرأة بنت حلال وشكلها طيب وحبوبة..

فقال:يعني أنت موافق على الزواج بها!!..

ترددت قليلا ثم بادرت بالقول:موافق نعم بل بالعشرة..

كلمة بالعشرة لم تكن لقناعتي الكاملة بالمخطوبة بقدر ما كانت لإظهار قوة الشخصية أمام صديقي الذي أعرف أنه سينقل ما يدور بيننا إلى زوجته لتنقله بدورها إلى الجماعة..

أغلقت السماعة..ثم قلت كعادتي:راحت السكرة وجاءت الفكرة!!!..

وبدأت أفكر في زوجتي الأولى وفي الأطفال..فقررت المضي قدما في هذا المشروع الجديد وبدء النضال..

أخبرت عديلي بالخبر فهلل وكبر وعاتب على عدم إخباره بتلك التفاصيل فقلت:أبشر بالخير ما زلنا في أول المشوار..

وعدت إلى منزلي وكانت الأمور مع زوجتي طبيعية إلى حد ما وإن كنت أعاني من بعض التوتر الذي أحاول إخفاءه كمثل الموظف الذي يدخل مديره عليه ويسأله عن عمله الذي لم ينجزه فهو يحاول التظاهر بأنه قد أتم العمل وأنه يحاول جمع الأوراق..

مر على الرؤية يومان وأنا كالحبة في المقلاة أو كالمقلاة التي فيها حبة تحمص بلا زيت..

وعزمت على بدأ تنفيذ المشروع واتصلت بصديقي وواعدته والتقيت به وطلبت منه أن يكون العقد والزواج بعد أسبوع إذا كان ممكنا..فتقاصر المدة..فطلبت منه أن يكلمهم بإلحاح فكلمهم وكانت المفاجأة أن وافقوا-طبعا وافقت الحريم-والرجال لهن تابعون..
أسبوع وأكون عريساً..أسبوع وأكون معدداً..أسبوع ويكون عندي زوجتان..يا الله من فضلك!!!..

وجاء يوم العرس الموعود..وذهبت مع عديلي المحترم إلى محل لبيع الذهب واختار لي طقم ذهب بأربعة آلاف..فليس لي بالبيع والشراء خبرة ولا دراية..واشترينا ساعة بألف وخمسمائة ريال..وطقم عطور نسيت ثمنه ولكنه غال..

وكان أصهاري الجدد على عكس المحافظين عفوا الأصهار القديمين ميسرين مسهلين ولم يتكلموا في مهر ولا حفلة..

ثم ذهبنا إلى مطبخ معروف واخترنا –اختار عديلي-ثلاثة من الخراف لوليمة الزواج..فنظرت شزرا إلى أحدها وتذكرت يوم زواجي الأول حين ذهبت مع والدي لشراء الخراف فوطأ أحدها لا سامحه ذابحه بظلفه على قدمي وطأة صرخت منها فالتفت إلي والدي محملقا وقال بصوت حاد:أتصرخ من خروف!!!!!..

طبعا كان الاتفاق على أن يكون الزفاف في بيت الأصهار وأن تبقى الزوجة في شقتها وأنا أمر عليها مرور المسيار..وأن أعطيها مصروفا شهريا..

و بعد العصر تم عقد النكاح وكان المهر ميسرا وليس في العقد قيود ولا شروط..

وجاء الليل السعيد وكان يوم أربعاء..ما أحسن يوم الأربعاء..-ولا حقق الله أمنية من يريد تغيير الإجازة من الخميس إلى السبت..ما علينا-..

وكنت قد أوصلت أسرتي الحبيبة إلى بيت أهلها وزوجتي تقول في الطريق:إن قلبها منقبض ولا تدري لماذا..وقالت لي:الله يعطينا خيرك ويكفينا شرك..فقلت:اللهم آمين..وطمأنتها وأوصيتها بترك الوساوس وقلت وكنت صادقا بأن لدي موعدا و رحلة مع الزملاء!!!..

نعم لقد دعوت بعض زملائي الموحدين الذي يتطلعون إلى التعدد يوما من الأيام والخروج من معتقل جوانتنامو الكبير الذي تسيطر عليه النساء..

عفوا وأستغفر الله من هذا التشبيه ولكن بعضهم حاله صعب وصعيب مع زوجته..ووضعه كئيب..من تسلطها وتعجرفها ولكن دعوا الخلق للخالق!!!..

عدت إلى منزلي واغتسلت ولبست ثوبا جديدا و شماغا جديدا وتأبطت مشلحي وما هي إلا نصف ساعة إلا وأنا أمام منزل العروس..

وكان نفر من زملائي قد وصلوا قبلي إلى المكان فهم ينتظرون وصولي أيدني الله في تلك الليلة..

وترجل موكبنا من السيارات حيث جاء كل واحد في سيارته..ودخلنا المنزل وأنا في المقدمة وقد ارتديت المشلح..واستقبلت استقبال الفاتحين!!..

كان زملائي خمسة..دخلنا المجلس وتربعت في صدره فأنا بطل الحفل الليلة..

وأما أصهارنا و أضيافهم فكانوا يفوقون العشرين..يعني نحن الأقلية..

التفت نحو عديلي وقد عملت إحصاء تقريبيا للقوم..فقلت:القوم هنا يزيدون على العشرين ونحن ستة أشخاص..والنساء لا ندري كم عددهن..فهل تظن أن عشاءنا وطعامنا يكفي!!!!!..

فقرصني في ذراعي قرصة حركتني في مجلسي وقال:العشاء يكفي..ومن لم يشبع فالمطاعم موجودة..خلك في نفسك..ولا تفكر في أي شيء آخر..

كانت كلماته تنزل علي قلبي عسلاً خالصًا..ولم أعد أحس بألم القرصة..فقلت في نفسي:
أنا أمامي عروس وآهات وأشواق..و من لم يشبع فالبطقاق..

كنا نتحدث وقد أحاط بي زملائي ونتضاحك..وكان القوم يتحدثون فيما بينهم ويتضاحكون مثلنا أو أشد منا..

وجاء العشاء ووضعت المائدة وكنا قد جلبنا بعض الفاكهة والمرطبات فقمت مرحبا بالقوم على اعتبار أنني المضيف..

فأمسك عديلي بيدي وشدني وكان قد جلس على أحد الصحون التي احتوت على نصف خروف وقال:اجلس لا أبا لك! فأنت العريس وأنت الضيف..فامتثلت النصحية شاكرا ومقدرا على الفور وخررت جالساً..

وكان أحسن الله إليه يتعاهدني بقطع خالصة من الشحم من ظهر الخروف..ويقول لي:كلْ فعليك ليل طويل!!!!..

أكلت ما تيسر فلم تكن شهيتي مفتوحة بالرغم من إلحاح عديلي عليَّ بالأكل..

و كنت مهتما بتلك الليلة ومغتما بحال زوجتي وأطفالي..

وتناول الجميع طعام العشاء وشُرب الشاي الأحمر والأخضر والنعناع..وانصرف الأكثرون وانصرف زملائي وبقي معي عديلي يؤازرني ويتحدث معي وأنا مشغول البال..

وفي تمام الساعة الثانية عشرة والنصف جاءني داع كريم:

يقول:أيها العريس هلم إلى العروس!!!...

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

قديم 31-10-2009, 08:43 PM
  #23
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
الحلقة الرابعة عشر



فوجئت بهذا السيل المنهمر من أحبابنا الأطفال-ما شاء الله تبارك الله-وتذكرت فلذات أكبادي وتذكرت زوجتي الأولى..وقمت متثاقلا وسط صراخ الأطفال وتحلقهم حول العروس يعتنقونها ويقبلونها ويتزاحمون ويتعاركون من أجل ذلك..


فذهبت إلى المغسلة وغسلت وجهي بالماء دون الصابون..وعدت إلى الغرفة فهرع إليَّ شرذمة من الأطفال للسلام علينا ومباركة مشروعنا الجديد..وأنهيت هذه المهمة بسلام..


وبينما كنت أستعد لتغيير ملابس النوم إذا بشقيق العروس التي دخلت الحمام للتو يتوسط غرفتنا ويطوف حوله الأطفال وهم يصرخون ويضحكون وهو يلاعب هذا ويمازح ذاك وقد بدا كزعيم قومي حقق نصرا وعاد ليحتفل به أنصاره ومؤيدوه..


وشعرت بالإحراج لأنني لم أكن قد خلعت ملابس النوم بعد..ولكنه سلم علي وبارك لي مجدداً وقد رأى معالم الإحراج تتقاطع فوق ملامحي كتقاطع عدد كبير من السيارات في نقطة التقاء لأربعة شوارع حين تتعطل إشارة المرور..


فسأل عن العروس ثم استأذن وأنسحب في هدوء..فأذنت له بكل سرور..وقلت له شكرا ومتشكرا ومشكور..


وبعد نحو نصف ساعة أو أقل جاءنا طعام الإفطار..وقامت عروسي بدور عظيم في إفراغ الغرفة من زائريها الجدد..


غير أن صاحبنا الأول بقي في الغرفة يقفز من مكان إلى آخر و قال بكل إصرار إنه سيتناول طعام الإفطار معنا شاء من شاء وأبى من أبى..


وقلت في نفسي:ها أنا أترك أطفالي فلا أفطر معهم وآتي إلى هنا لأفطر مع عيال خلق الله!!!..ولكن تذكرت أنه يتيم فهان الأمر..


ثم تذكرت إنني عريس ومن حقي أن أستمتع بأيام العرس الثلاثة على الأقل..


ومن حقه هو أن يلهو مع الأطفال الباقين من إخوة وأخوات وأقارب..


ولكن ما الحيلة في إخراج هذا الصغير؟؟..


قررت أن أتنازل عن بعض موقفي لأستطيع الوصول إلى هدفي..


كانت أمه طيلة تلك الفترة مشغولة باللبس والتزين وجاءت ترفل في زينتها ونعمتها وجلسنا نحن الثلاثة على المائدة وأصر الصغير على أن يستأثر بجوار والدته جنبا إلى جنب..


كانت مائدة الإفطار تحتوي على أكثر من خمسة عشر صنفا دون مبالغة..طبق من الفول والبيض بأنواعه الثلاثة مسلوق ومقلي وشكشوكة..والأجبان أكثر من خمسة أنواع..والقشطة نوعان والمربى عدة أنواع وطبق العسل وطبق زبدة الفول السوداني والزيتون نوعان..


طبعا لقد عددت الأطباق..وقلت لعروسي:لماذا هذه الكلفة؟؟..فقالت:الله يحييك يا عمري وش سوينا شوية نواشف..


وبعد أن أكل الصغير عدة لقيمات يقمن صلبه ويدعمن نشاطه وطاقته ومشاكسته سألته:


أين الأطفال؟؟..


فقالت العروس:في الصالة يفطرون ويتفرجون في التلفزيون..


فهب وصاح:سوف أذهب إليهم..


فخرج محفوفا بدعوات الرعاية والسلامة وطول الإقامة..


وأقبلت أنا وعروسي نأكل ونمزح ونضحك..وبعد كل فترة وجيزة تسألني ماذا تريد؟فأجيب لتضع لقمة بيدها الحانية في فمي..واضطررت للرد بالمثل..ووضعت في فمها بضعا من اللقيمات..


وبعد أن أفطرت فطورا ثقيلا هنيئا مريئاً وشربت الشاي بالحليب حتى كأنني من إقليم البنجاب العجيب استلقيت على السرير بينما أنشغلت العروس برفع المائدة وإخراج أجزائها مع الصغار خارج الغرفة..


وأخذت أفكر في زوجتي الأولى وأتذكر ابتسامتها وإشراقتها..


وأتذكر بكاءها و دمعتها..وأتذكر الأطفال وأشعر بالشوق والقلق..


ولكن ما إن عادت عروسي حتى جاءت معها بموجة من الطمأنينة والسلام..


وقامت خلال تلك اللحظات وما تبعها من تأملات بحملة ناجحة من المساج والتدليك لقدمي وساقي وركبتي..فلقد قصصت عليكم ما عانيته يوم العرس من تعب ونصب ووصب..


وأنا كوالدي يحفظه الله مدمن مساج ولا أكاد أستغني عنه ليلة بل في اليوم ربما عدة مرات..


كان المساج الرائع قد أدخلني في نوبة عميقة من التأملات في حالي بين زوجتي الأولى وزوجتي الجديدة..


بالرغم من أن العروس كانت تسأل بين فترة وأخرى أسئلة استطلاعية عن زوجتي الأولى وعن أهلي..


وكنت أجيب على أسئلتها بحذر شديد..


وبعد أن صلينا الظهر سألتني عن الغداء وش نفسك فيه؟؟..فقلت:غداء!!!وما يزال الإفطار جاثما في معدتي يرفض التحرك حتى الآن..


فقالت:سوف نتغدى بعد العصر إن شاء الله..


فقلت:حتى ولو كان بعد المغرب..


فقالت:لا لابد من الغداء أتريد أن تزعل الوالدة علينا وأنت يا حبيبي عريس وضيف اثنين في واحد..وضحكت وضحكت مجاملة لها..


ويبدو أنني لم آخذ كفايتي من النوم فطلبت منها أن تأذن لي بأخذ قسط متوسط من النوم..


فوافقت وقالت:سوف أذهب للسلام على الوالدة وأهلي وودعتني بقبلة في يدي..


وحاولت النوم ولكن مندوبه من النعاس قال إن مولانا النوم يرفض القدوم إليك وأنت تحيط برأسك الهموم والوساوس..


فرجوته أن يفهم سيده أنني سوف أقوم بإبعادها بل بطردها إن لزم الأمر..ولكنها قاتلها الله أبت أن تخرج أو أن تغادر..بل حتى رفضت أن تهدأ..


وأخذت أتقلب في فراشي وأتذكر زوجتي..


طبعا زوجتي لم أتصل بها منذ يوم تقريبا ومن المتوقع أن القلق قد استبد بها..ولكن ما العمل وأنا في غرفة العروس؟؟؟..


جلست في سريري بعد أن يئست من النوم وحيدا فريدا أتفكر في حالي ومآلي..


ثم قررت توجيه نداء للعروس ولكن كيف أقوم بذلك؟؟..عندي جهاز هاتف ولكن ما هو الرقم الذي أطلبه؟؟لا أعرف..


وهل أقوم بفتح باب الصالة الداخلية وأطلق نداءي!!!..


وقررت اختيار الثاني..وفتحت الباب..وأخذت أنادي عروسي مرتين:يا أم فلان يا أم فلان..


وسمعت امرأة تنادي عروسي باسمها وتقول:كلموا فلانة ترى زوجها يريدها..


وما هي إلا دقائق حتى جاءت العروس وقالت باستغراب:ما نمت!!!!وأنا كنت أحسبك في سابع نومة..


فقلت:لا سابع ولا ثامن..ما جاني النوم وأنت بعيدة عني طبعا لا أدري كيف جمعت هذه الكلمات ودفعت بها سريعا من بوابة المجاملة التي قمت بترميمها حديثاً..


فابتسمت وقالت:أنا جنبك على طول يا روحي..وما كادت تكمل كلماتها تلك حتى كان الصغير هو الآخر بجنبي وليس بجنبها..


فشخطت فيه ونفخت وأمرته بالخروج وخرج بعد تمنع وبعد ترهيب وترغيب..


جلسنا نتحدث سويا ورأسي في حجرها تداعبه بأناملها الحمراء التي صبغتها أوراق الحناء..مع أنني لا أحب الحناء ولا رائحتها ولكن نجامل ونتجمل..


وصليت العصر بمسجد صغير جوار المنزل وعدت إلى غرفتي ولم أجد عروسي..


وبعد مدة يسيرة جاءت ومعها ابنتها الكبيرة تحملان أطباق الغداء..وكان عبارة عن كبسة باللحم حمراء وطبقي جريش وقرصان وسلطة وعصير البرتقال الذي أكن له أعظم التقدير..


وكنت بين الشبع والجوع ولكن شهيتي بدأت تحاول الانفتاح..وتغدينا معا..


ثم شربنا الشاي..ثم عقدنا اجتماعا مغلقاً لم يسمح فيه بدخول أحد وخرجنا بقرار بالإجماع ألا وهو الخروج للنزهة وقضاء تلك الليلة في الفندق..


وبدأنا نجهز حقيبتنا للخروج..وقبيل المغرب قمنا خارجين من المنزل فتلقانا الصغير وحين رأى أمه بالعباءة صرخ صرخة سمعها من بين لابتي الحارة..وأخذ يبكي ويصرخ بهستيريا عنيفة..ويتعلق بأطراف عباءة عروسي التي هي والدته..


فقلت في نفسي بلهجة مصرية حزينة:يا دي النيلة ودي الليلة اللي متنيلة على الآخر..


وحاولت تهدئته فصرخ في وجهي كقط صغير متوحش:أنت ما لك شغل أنا أكلم أمي!!..


فسكت وقلت:صح وأنا وش لي شغل خله يكلم أمه..


وعبثا كانت تحاول أمه معه تهديه وتلاطفه وهو يحلف ويقسم أنه ليخرجن معنا ولا يطيع أحداً منا..


فظننت أنني خسرت المعركة وأنه سوف يبر بقسمه وينتصر علينا في نهاية الجولة ويكون جليسا بيننا في السيارة..


ولكن الحريم يا سادة..لقد تقطع قلبي حزنا وزعلا منه في نفس الوقت..


الحريم إذا قررن أخذ زمام المبادرة وتلقين المتعدي درساً فسوف ترون الأعاجيب..


وهذا ما سوف أرويه لكم في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

قديم 31-10-2009, 08:46 PM
  #24
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
الحلقة الخامسة عشر

عندما أصر المشاكس الصغير على التعلق بعبائة أمه العروس وكان مصرا -أبعده الله عنا إلى بر الأمان- على تحويل ليلتنا في الفندق إلى كابوس وقد بلغت شقاوة الصغير منتهاها وتجاوزت المسموح به عادة أمسكت العروس بتلابيبه مسكة لو أمسكت بها تلابيبي لزاغت عيناي وتعلقت قدماي وخارت قواي..

وحملته وألقته داخل السور وأغلقت باب المنزل وأمرت لا أذكر بالضبط بعض الفتيان من بني إخوتها بالتحفظ عليه مع السماح له بممارسة بعض هواياته المحببة حتى لو كانت على حساب راحة سكان المنزل..

وسرعان ما ركبت ولم تكد تغلق باب السيارة حتى انطلقت بسيارتي سريعا وكأنني قمت باختطاف المرأة والتواري بها بأقصى سرعة عن الأنظار..

طبعا لا أخفيكم فحين انطلقت بالسيارة وسمعت عروسي تردد عبارة:

الله يهديك يا فلان على اسم ابنها المشاكس الصغير..

ما يبي يكبر ولا يفهم..

شعرت بوخزة للضمير العرساني أو هكذا ظننت..

ولكن يبدو أن هذه الوخزة ليست بسبب ما حل بهذا المشاكس الصغير بقدر ما كان الموقف قد ذكرني بأسرتي الصغيرة وحمل صورة طفلي الكبير الذي يصغر صاحبنا هذا ربما بثلاث سنوات تقريباً..

وبينما كنت أحاول تجرع آثار وخزة الضمير هذه وتلافي آثارها الجانبية إذا بيد عروسي اليسرى تمسك بيدي اليمنى والتي كانت مع أختها الأخرى تمسكان بالمقود..

وتشدها إلى قلبها!!!...إلى صدرها..وأطلقت زفرة جريحة وآهة مكلومة..

آه يا روحي..ما أدري يا بعد عمري أنا في حلم وإلا في علم..

لا يا روحي أنتي في أحلى حلم..ولكنه أحلى علم..

وكنت بين الفينة والأخرى أنتزع يدي لأمسك بمقود السيارة وهي تشدها وكأنها ستغرق في بحر لجي ويدي تمثل طوق النجاة لها..

وكانت الشوارع مزدحمة بقدر إزدحام الأفكار في رأسي..

ويبدو أن هذه العملية الحنونة قد نالت استحساني وإعجابي..وذلك حين وجدت نفسي أندفع لأعطيها يدي بعيدا عن المقود لتربت عليها وتمسحها بكفها بل ليزداد الموقف حرارة وسعادة وذلك حين كانت تقوم في حركة لطيفة خفيفة بإدخال يدي تحت خمارها لتقبلها وتضعها على خدها وكأنها وسادة تريد النوم عليها..

وكنت أخشى أن ترمقنا بعض الأعين في السيارات الذاهبة والآيبة..

فطلبت منها مشكورة مأجورة التوقف عن ذلك حتى حين..

أعني حين ترفع يدي لتقبلها وأما بقاء يدي رهينة في يدها وحجرها فذلك أدنى الواجب و هو غاية الطالب والمطلوب..

كنا نتكلم عن حفلة زفافنا الصغيرة وقد أسمعتها طرفا صالحاً وجزءً لا بأس به عن فضل الاقتصاد في حفلات الأفراح ومناسبات الليالي الملاح وأنها أكثر يمنا وبركة وسعادة..

فردت بأنها لا يهمها في هذه الدنيا إلا رضاي وليس لها غاية في حياتها إلا مناي..

فصحت ضاحكا مازحا:يا سلام يا سلام يا روحي أنتي وهواي..

ويبدو على قول الإخوة المصريين أن ذلك المشاكس الصغير كان قد فرسني على الآخر وقهرني..

فلم أشعر إلا وسيرته العطرة تنساب فوق لساني..

حيث قلت:يبدو أن فلانا متعلق بك كثيرا..فقالت وقد ألجمتني:

أنساه ما عليك منه..خلنا في حياتنا يا حبيبي..

فقلت في نفسي:أنساه هذا كلام!!!أنساه كيف يا مدام..أهو هذا الذي لا يمكن أن يكون..

وإن نسيته فلن ينساني!!!...

وسؤالي عن هذا الصغير كان هدفا استطلاعيا لأقيس به مقدار تشويشه وتنغيصه عليَّ وعلى أمه في المستقبل..

وقد كانت إجابة أمه ولله الحمد إجابة واضحة مطمئنة لا لبس فيها ولا غموض..

حيث أكدت حفظها الله بأن حياتنا وراحتنا لن تكون مهددة من أي أحد كائنا من كان..

ويبدو أن الأسئلة الاستطلاعية كانت لعبة الطرفين..حيث طرحت علي سؤالاً مفاجئا:

وهل أطفالك متعلقون بك؟؟..

وقبل أن أجيب تولت هي الإجابة قائلة:شكلك ما هو الأطفال متعلقين فيك...حتى أمهم متعلقة فيك بعد؟؟؟؟!!!!...

وهنا بدأت أهرع إلى دنيا العلم فراراً بعقلي من دنيا الحلم..

وبدأت أحاول تلطيف الأجواء التي بدأت الغيوم الداكنة تتجمع فيها هنا وهناك..

فذكرت أن أطفالي متعلقون بي نوعاً ما كبقية الأطفال..

وأما أمهم فتعرفين أنتي يا روحي الحريم والنساء...طبعا...وقبل أن أكمل كلامي وأنهي فلسفتي قالت:

طبعاً وزوجتك متعلقة فيك وتموت فيك وأنت بعد متعلق فيها وتموت فيها..

أفــــــــ...أفـــــــ...كتمت تلك التأففات في قاع نفسي وأهلت عليها أكواما من الصبر والتحمل..

وقلت:

الله يهديك يا روحي..خل الحرمة في حالها..وخلينا نستمتع بحياتنا وبنزهتنا الجميلة..

وكانت كلماتي تلك تحاول لملمة ذلك الموقف المفاجئ وتدارك ثورة الغضب والانفعال من بركان الغيرة المخيف....

كان ذلك في الوقت الذي أمسكت فيه بيدها وبدأت أضغط عليها برفق وأقول لها متحاملا ومجاملا:

أنتي التي تعلق القلب بها..أنتي التي أشعر أن الحياة معك لها طعم آخر..إلى آخر تلك الكلمات الحلوة..التي لولاها لتحولت نزهتنا إلى حلبة للنزال الفكري والنفسي..

وما زلت أفتل في الذروة والغارب وأسمع معسول الكلام الحبايب حتى شعرت بأن حمم الغيرة قد هدأت وسكنت..فإذا بعروسي تعود لسيرتها الأولى...

تتبسم وتضحك وكأن شيئا لم يكن..

فقلت في نفسي:هذه إحدى فوائد المشاكس الصغير من بداية المشوار..

عقب ذلك تذكرت زوجتي الأولى وتذكرت طيبتها وأصالتها ودلالها وصفاءها وإشراقتها وتذكرت أطفالي فشعرت بشيء من المرارة..

ولكن هل سيفيد هذا الشعور زوجتي وأطفالي في شيء..

فتذكرت نصيحة لأحد أساتذة التعدد بدرجة بريفيسور حين قال:خذ بيوم السعد حده..

وتذكرت بيت الشعر الذائع الرائع:



إذا صفا لك زمانك عل يا ظامي

واشرب قبل لا يحوس الطين صافيها

وصلنا الفندق وكنت قد حجزت سويتا من قبل...غرفة بصالة..وسرعان ما تمت إجراءات التسكين..

وإذا بنا في غرفتنا منفردين لا أحد معنا لا المشاكس الصغير..ولا أخوه الكبير..

استلقيت بعد أن خلعت ثوبي على السرير متعبا مرهقا..وجلست عروسي على طرفه تفرك قدميَّ وتغمزهما..

ثم وجهت حفظها الله سيادتي بأن أنهض إلى دورة المياه لآخذ حماما معتدل البرودة لأكون منتعشا ومنعنشا ويعود لي النشاط..

فقلت:سمعا وطاعة..وقمت بتنفيذ التوجيه على الفور..

وبينما أنا في الحمام سمعت طرقا على الباب خفيفاً..فقلت:

نعم..فإذا بالعروس تعرض خدمة تحميمي وتدليكي..

فاعتذرت منها بلطف..فلم أكن معتادا على دخول أحد معي الحمام تحت الدش سوى شقيقي الذي كنت وإياه ندخل للاستحمام معا ونحن صغار قبل دخول المدرسة..

طبعا كان هذا في بداية أمري...

ولقد سمعت بعد ذلك من بعض الراسخين في التعدد أن استحمام الزوجين معا يحتوي على قدر كبير من المرح والراحة والبهجة و الوداد..

ولكن هذا ما حصل حيث اعتذرت من طلب عروسي..والغريب أنها لم تسألني بعد ذلك عن سبب امتناعي ورفضي..لا أدري هل نسيت أم استحيت..

خرجت من الحمام لتدخله بعدي وتأخذ هي الأخرى قسطها من الاستحمام..

ثم خرجت ودخلت غرفة النوم لتتزين وأما أنا فقد ذهبت للصالة وفتحت التلفاز وجلست أتفرج على برنامج للحيوانات في أفريقيا..



فأنا مولع ببرامج الحيوانات منذ الصغر..

والسؤال الذي كان يشغل ذهني الصغير وما زال حتى هذه اللحظة يلاحقني أيهما يغلب:

الأسد أم الفيل؟؟؟..

جاءت عروسي ترفل في حلتها وتميس في زينتها إلى الصالة فقلت:

ما شاء الله تبارك الله..أيش الحلاوة؟؟وأيش الشياكة؟؟

فقالت:قل ما شاء الله..

فقلت:قلت و بأقول...ماشاء الله..وما شاء الله...وما شاء الله...

هاه عجبتك وإلا بس مجاملة..

حلوة عجبتيني!!!..إلا عجبتيني وعجبتي بعد أبو جدي!!!!..

الله يخليك يكفيني إعجابك..الله يستر على جدك وأبو جدك.....

وجلست بجواري على الكنب وألصقت جنبها بجنبي فقلت:

حيا الله حياتي وحبي..

فقالت:الله يحييك ويغليك يا روح....فلانة....

وأخذت تحاول الالتصاق بي بقوة كأنها خائفة وقد وجدت مأمنا مما تخاف..

وألصقت خدها بخدي وأخذت تتكلم بهدوء وتشرح قصة تعلقها بي منذ لحظات الرؤية الأولى..

وأنها تعبت وكادت تمرض بل ومرضت حتى جاء اليوم الجميل وتم الزفاف...

وأنها لا تكاد تصدق أنها الآن معي وأن الزواج قد تم بهذا اليسر والسهولة..

وبالرغم من قصر مدة الانتظار التي لم تكد تجاوز الأسبوع إلا أنها كانت تشعر بها وكأنها سنة طويلة ثقيلة من فرط الشوق والهيام..

وأخذت تناديني باسمي وتكرر ذلك فإذا قلت:نعم..

فتقول:نعم حاف جاف..ما في كلمة نعم يا روحي...نعم يا حياتي...

فقلت:نعمين يا روحي ونعمين يا حياتي..نعـــــم في شيء يا قمر؟؟..

قالت:أتحبـــــــــــــني؟؟؟..

فقلت:أحبـــــــــك؟؟؟حلوة أحبك!!!!طبعا أحبك وأموت فيك-غفر الله لي ولها-

كيف ما أحبك يا روحي..وإذا ما حبيتك أحب مين يعني؟؟..

فقالت بصوت منخفض جدا وبعبارة فاترة:تحب ميـــــــن؟؟؟..ومدت كلمة مين قليلا...

ورأيت في عينيها علامات تدل على الحيرة والغيرة...

فقلت في نفسي:اللهم استر يا رب واجعلنا من الناجين السالمين..

أحب مين؟؟؟..طبعا أحبك أنتي يا قلبي..

أنتي عروسي الحلوة وأغنيتي الجميلة ونظرات عيونك تجعلني أسبح في بحر هواك..وأبحث عن سعادتك ورضاك..

وكان حديثا وديا قلبيا..وجلسة رومانسية متوسطة الرومانسية تبادلنا فيها الآهات القلبية...والأحاسيس الوجدانية...

وكنا نطالع التلفاز بين الفينة والأخرى ثم نكمل أحاديثنا ونبحر في هوانا و نتيه في نجوانا..

ثم اتفقنا على الخروج للتنزه في الليل...فما أحلى نزهات الليالي مع الحبيب الغالي..

حتى لو كانت جولة فقط في السيارة...

فلليل على العاشقين والمحبين سلطان عجيب بظلامه وسكونه وأنواره المتناثرة هنا وهناك..

وخرجنا وركبنا السيارة وأخذنا نتبادل الطرائف والنكات نكتة من عندي وأخرى من عندها ونضحك ونمزح..

ثم رأيت أثناء ذلك كابينة للهاتف...فرن في عقلي شيء كالرعد القاصف...وتذكرت زوجتي وأطفالي..وقد مضى أكثر من يوم ولم أسمع لهم صوتاً ولا حساً...

ولكني أظهرت أن عندي اتصالا ضروريا ولا بد أن أتوقف لأجري هذا الاتصال..

فسألتني:تتصل على مين؟؟..

فقلت:اتصال مهم وسوف أخبرك حين أعود...

وكان في جيبي عدة من أنصاف الريال...وترجلت من السيارة ويممت صوب الكابينة وقلبي والحق يقال بدأ يتراقص على أنغام الخوف والقلق...

وكان قلبي يتوزع تارة وينقسم تارة أخرى..

مرة مع اتصالي بزوجتي التي تنتظر هذا الاتصال بفارغ من الصبر ومرة مع عروسي التي تنتظر عودتي إليها في السيارة...

ترددت قليلاً قبل الاتصال بزوجتي الأولى...ثم توكلت على الله وأجريت الاتصال وردت حماتي...

فقلت سراً:يا لطيف ألطف...ويارب خفف...

وقالت:كيف حالك وما هي أخبارك؟؟؟...

ولماذا لم تتصل لتطمئن على زوجتك وأطفالك...

مشغول إلى هذه الدرجة يا عيني...مع أنني لست عينها...

فحاولت الاعتذار ولذت بالفرار...وطلبت زوجتي وقلت:

أعطيني فلانة...

فقالت على هيئة الساخرة المتهكمة:أعطيك فــــــــــلانة...ومطت كلمة فلانة كأنها لبانة...ونادت زوجتي...

وجاءت زوجتي وقالت نعم...

وخفق قلبي....

وإلى اللقاء بإذن الله تعالى في الحلقة القادمة...
قديم 31-10-2009, 08:49 PM
  #25
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
"الحلقة السادسة عشر"



فقلت:أنعم الله عليك يا روحي..السلام عليكم..
فردت:وعليكم السلام..روحك!!!..باين روحك..
ولقد خرجت كلمة روحك وكلمتي باين روحك من فمها مخرجا حزيناً..
فقلت:نعم روحي ومائة روحي..
ورفعت بها صوتي..ثم تذكرت العروس في السيارة وأنها ربما تكون قد فتحت زجاج الباب المجاور لها فاسترقت شيئا من السمع..
فانتفض قلبي مرة أخرى..وجاء رسول الخوف وصاح بي قائلاً:
صحصح يا عم..وانتبه..فالحبايب المتنافسون من بين يديك ومن خلفك يتربصون..
لو كنت يا حبيبــــي روحك ما تركتني أنا وأولادي يومين ولا فكرت تسأل عنا لو باتصال ما يأخذ منك دقيقة وإلا دقيقتين!!!
طبعا قالت كلمة حبيبي على سبيل التهكم والاشمئزاز..
فأوردت قائمة من الأعذار والمعاذير والحجج لعلها تقتنع أو ترضى..
ولكنها كانت حزينة غاضبة وإن كان غضبها لا يخرجها عن حدود الأدب واللياقة..
وحلفت لها صادقا أنها كانت هي والأطفال على بالي ولم تفارقني صورتها ولا صورهم..
فلم تكن ترد عليَّ إلا بكلمة:باين..
فسألتها عن الأولاد..
فقالت:يهمك تعرف عنهم شيء..
فقلت: يهمــــني!!!!..كيف لا يهمني أن أعرف أخبار فلذات كبدي..يا سبحان الله..
فقالت:خلاص خلاص..ثم نادت الكبير..وقالت :تعال كلم بابا..
فقلت:اسمعيني يا روحي..أرجوك..
ولم أكملْ رجائي حتى أمسك ابني بالسماعة وصار يتكلم بصوت مرتفع:
آلو بابا..بابا..أنا أحبك يا بابا..فين رحت؟؟..
فأجبته وقد شعرت بأن قلبي قد بدأت أجزاؤه تتقطع وتتوزع..
وسألته عن شقيقه فقال:إنه نائم..
ثم طلبت منه أن يناول السماعة أمه..فقال:ماما راحت..
فطلبت منه أن يناديها..
فنادى:ماما..ماما..
ثم ترك السماعة ولم أعد أسمع إلا كلمة ماما تتردد من بعيد على سماعة الهاتف..
وتذكرت أنني قد زودتها في هذه المكالمة وتأخرت على العروس التي كانت في عناء الترقب والانتظار..
فقلت في نفسي:جاءت منك يا مسجد..
وهو مثل يروى لرجل كان يدع صلاة الجماعة ولم يكن حريصا عليها وأنه فكر يوما في الصلاة في المسجد فذهب وبينما كان يهم بالدخول ارتطم رأسه بباب المسجد فترك الدخول وانصرف راجعا غاضبا وقال تلك القولة التي صارت مثلا..
وأغلقت السماعة وعدت إلى عروسي..وما إن ركبت وانطلقت بالسيارة حتى قالت:خير يا حبيبي لماذا تأخرت..غريبـــــــة..وش سالفة هذه المكالمة الطويلة؟؟؟...
فقلت وقد بدأت أحاول التكيف مع وضعي السابق الذي كنت قبل نزولي من السيارة لإجراء المحادثة:
ما غريب إلا الشيطان يا روحي...
بس شوية مشاكل مع ناس الله يهديهم..
فقالت:مع ناس وإلا مع حريــــــــــم...
ومطت كلمة حريم مطة طويلة مخيفة..
فقلت:يا رب يا لطيف يا رحيم..عدْ هذه الليلة على خير..
وقبل أن أحاول البحث عن إجابة ذكية كقنابل أمريكا الذكية فاجأتني بالقول:
على فكرة!!ما اتصلت بحبيبة القلب؟؟؟..
فقلت متغافلاً:ومن حبيبة القلب؟؟..
وفي عندي حبيبة قلب غيرك يا روحي..
فقالت وقد رفعت وتيرة صوتها:أقصد زوجتك زوجتك يا حبيبي..
فقلت وقد أظهرت عدم الاكتراث واللامبالاة:
اتصلت على بيت أهلها لاطمأن على الأولاد ولكن رد علي الولد الكبير الله يهديه وما رضي يفك سماعة الهاتف!!..فقلت:خيرة..وخيرها في غيرها..
يعني ما كلمتها..
فقلت وقد رفعت صوتي قليلا..وقررت استخدام العين تحت الحمراء :
وأنتِ مع احترامي(وداخل قلبي مع غيظي وحنقي):
وش يهمك..كلمتها وإلا ما كلمتها..
يا بنت الحلال..خليك في نفسك..وبلاش لقــــــ.......
ولكن الله سلم حيث كبحت سريعا تلك الكلمة الشديدة..وأدركت أني قد زدت الموقف حرارة وتأجيجاً..
فقررت التخلي عن العين تحت الحمراء واستخدام العين الضعيفة الصفراء..
وقبل أن أنطق قالت:يا حليلك..وشفيك بديت تتعصب وتتنرفز؟؟..
وش قلت أنا..حتى ترفع صوتك ..بسم الله الرحمن الرحيم..
فقلت:ماني معصب يا روحي..وحقك عليَّ..وأنتِ فهمتيني غلط..
وتكفين وتفكين خلينا ننبسط ونتهنأ ونهيّص على قول إخوانا المصريين المهيصين..
فضحكت وقالت:نهيص..نهيص..يا الله بينا نهيص..
وضحكت وقلت:ماذا تريدين العشاء يا روحي؟؟..
آمري وتدللي شبيك لبيك أنا بين أيديك...
فقالت:أي شيء يا حبيبي نفسك فيه آكل معاك..
فقلت:مندي...مضبي....بخاري.....مشاوي......أسماك.... ...
شاورما......فطائر.....بروست........
فقالت مازحة:أبغاها كلها...
فقلت:من عيوني...أبشري بالخير والله..
غالي والطلب رخيص ومرخوص..
فقالت:لا لا تراني أمزح معاك...وأنت صدقت عـــــــاد!!!..من يقدر يأكل هذي كلها...
فقلت:ما رأيك في السمك المشوي؟؟؟..
فقالت:بصراحة أنا ما قد أكلت إلا السمك المقلي..وأما المشوي ما عمري أكلته..أمكن مرة واحدة جابوه إخواني لنا بالبيت..بس بصراحة ما عجبني..
أنتِ وافقي يا روحي وجربي المرة هذي عشاني وكلي وادعيلي..لا وبعد غنيلي..
فقالت ضاحكة مغنية:غني لي شوي شوي..
فقلت:يا سلام...أيش الصوت هذا..
ويممت صوب مطعم السمك..ووصلنا فاستأذنتها ونزلت لشراء العشاء..
وطلبت كيلوين من السمك المشوي على الفحم..
فقال لي النادل:يحتاج من الزمن إلى ثلاثة أرباع الساعة..
فقلت:وما له...أخذ لفة وإلا لفتين بالجماعة..
ثم تذكرت زوجتي الأولى وكيف انتهت المكالمة معها بشكل لا يرضيني فطلبت من مدير المطعم أن يتفضل لي ويسمح بأن أجري اتصالاً داخليا..فقال:تفضل..
وبعد أن تفضلت قمت بالاتصال فردت أخت زوجتي وحمدت الله أنها لم تكن حماتي التي تحاول التصعيد في الحرب الباردة معي..
وطلبت زوجتي فقالت:لحظة ثم ذهبت لحظات وعادت لتقول:
فلانة في الحمام!!!..
وقررت الانتظار وإعادة الاتصال والتكرار..كما قررت إلغاء فكرة اللفة بالسيارة أو اللفتين..
وأنزلت السماعة..وقلت للمدير متلقفا عفوا متلطفاً..ترى قالوا لي :اتصل بعد خمس أو عشر دقائق..
ثم اتصلت بعد مرور حوالي ربع ساعة فردت حماتي رئيسة ومهندسة الحرب الباردة..
فكدت أغلق السماعة..وتذكرت فظاظتها وفظاعتها وأنها تعمل من الحبة قبة كما يقال..فقررت الاستمرار والمواجهة وسلمت عليها وطلبت منها بسرعة أن أكلم زوجتي..
فقالت:اسمعني زين يا فلان ونادتني باسمي الصريح دون تكنية..
فقلت:تفضلي أنا سامعك زين!!!!..
ويا ليتنا عرفنا حينها الاتصالات وموبايلي وزين حتى لو نهشت أموالنا نهشا..لم أكن لاضطر إلى مكالمة حماتي التي قفشتني قفشا!!!!..
قالت:اسمع...ترى طريقتك هذي في التعامل مع زوجتك وتطنيشك وإهمالاك ما تعجبني ولا تعجب حتى أبوها...
فقلت:اسمحيلي يا حماتي...ما في داعي لتكبير الموضوع...وبلاش الكلمات الكبيرة هاذي تطنيش وإهمال..
وبعدين:هل اشتكت لك بنتك؟؟وطلبت منك التدخل؟؟؟..
فقالت:والله حالة...وضحكت ضحكة سخرية ملئت بها شدقيها..
بنتي ما تبغاني أتدخل في حياتها؟؟؟...ليه يا حبة عيني....يبغى لي استئذان من أحد...ومن ميــــــن؟؟؟..منك وإلا من أمك؟؟؟..
فقلت:الله يخليك لا تجبين سيرة أمي خليها بعيدة عن المشاكل...
فردت:والله ما أحد جاب المشاكل إلا أنت وأشكالك...
يا بنت الحلال..صلي على النبي وأعطيني زوجتي أكلمها...
فقالت:زوجتك نامت وأنت روح نام مع اللي مشغول معاهم....
طبعا كان مدير المطعم عربيا ويستمع بشيء من التطفل واللقافة وينظر إليَّ فإذا التفت إليه صرف بصره عني..
وكان ذلك مما زاد في غيظي..
فقلت لحماتي:يا الله تصبحين على خير وسلمي لي على فلانة..
وأغلقت السماعة وقررت أن أنفس شيئا من غيظي على حماتي في هذا الملقوف بعد أن أشكره على المكالمة..
فانتظرت عدة دقائق وقلت بصوت مرتفع..يا أخي تراكم زودتموها...أين العشاء؟؟..ما يصير هذا التأخر..هذا صار سحور...ما صار عشاء...
فقال:نحن قلنا إن طلبك يحتاج إلى ساعة إلا ربع...والآن مرت خمس وثلاثون دقيقة يعني لسا فاضل عشر دقائق...
فقلت:لا يا حبيبي لنا الآن حوالي ساعة إلا...وأرجوك قم وشف طلبي ترى الأهل معي في السيارة..ما يصير هذا التأخير..
فلم يلتفت لكلامي وعدت لساعتي ووجدت أن كلامه هو الصحيح...فانتظرت حتى جاء طلبي ونقدت الثمن وحملت العشاء إلى السيارة...
وما إن دخلت حتى قالت عروسي:أفـــــــــــــــف..
وش هذا التأخير؟؟؟..ساعة ملطوعة في السيارة!!!تراني طفشت وكرهت نفسي...
فقلت:معليش وقعنا في عمالة غثيثة بطيئة وكأنهم راحوا يصيدون السمك من البحر!!!..
وانطلقنا بالسيارة نحو الفندق ونزلنا نحمل عشاءنا وفاكهتنا...
وتناولنا العشاء...ونال السمك المشوي على الفحم إعجاب عروسي واستحسانها...
وأكلنا شيئا من الفاكهة ونحن نشاهد فيلما عن الحرب العالمية الثانية ونتحدث...
وجاء وقت النوم...ورجوت العروس أن تقوم-بما أهواه وأتمناه دائما-بحملة تدليك ومساج فقد بلغ مني التعب مبلغاً خصوصا حين شُدت أعصابي بسبب موقف زوجتي وموقف حماتي سامحها الله...
وكانت عروسي والحق يقال بارعة محترفة في المساج والتدليك...
ألا فلتعلم النساء أن التدليك البارع والمساج الناجع من أفضل ما يحبه الأزواج ويجذبهم إلى نسائهم...
وبعد أن أخذت قسطا وافرا منهما أخلدنا إلى النوم العميق....
ولم أشعر إلا وعروسي جالسة بجواري وقد لبست ملاية الصلاة توقظني لصلاة الفجر وهي تقول:قم يا حبيبي ألحق الصلاة قبل ما تطلع الشمس..
وبعد أن أديت الصلاة..جاءت عروسي وقبلت جبيني وقالت:عساك ارتحت في النوم يا روحي.. ثم جلست بجنبي ووضعت رأسها في حجري وبدأت تنظر في عيني وتتبسم...
فقلت:
في عيونك كلام...
في عيونك غرام....
في عيونك هيام.....
فقالت وهي تضحك:يا سلام يا سلام...
ما شاء الله تعالى عليك إثرك شاعر وأنا ما ني عارفة
قديم 31-10-2009, 09:10 PM
  #26
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
هذه قصيدة كتبها أبو الحسين في حلقاته

جاءت ودمعُ العينِ في الخدينِ




ضيّعتَ حبي يا أبا الشبلينِ




ونكحتَ غيري والمصابُ بمهجتي




ونسيتَ أيامي و عطفَ سنيني



فرمقتُها والقلبُ مجروحٌ لها




وتسابق الدمعُ الحزينُ بعيني



أحبيبتي إن النصيبَ قضاؤنا



هذا نصيبي قد جرى بجبيني



أحبيبتي كفي دموعكِ إنها



أمستْ تشابهُ طعنةَ السكينِ




أحبيبتي فتحملي وتجملي



وتذكري حبي ودفءَ حنيني



ولسوف أبقى مخلصاً متفانياً



في الحب يا أغلى من العينينِ



أنتي ربيعُ الحبِّ في أزهارِه



أنتي التي من نبعِه ترويني
قديم 31-10-2009, 09:13 PM
  #27
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
"الحلقة الثامنة عشر"

من تحب؟؟..أنا أو زوجتك الأولى..
كان هذا سؤال عروسي الذي كان بمثابة قنبلة جاءت بغتة أحد المرابطين للحراسة وقد غلبه النوم فهو يقاومه فلم ينتبه إلا ودوي القنبلة يصم أذنيه..

طبعاً لجأت إلى خطة للطوارئ استفدتها قديماً من بعض ثعالب الرجال حين كان يفاجأ بسؤال لم يكن له على الحسبان حيث يتظاهر بأنه لم يفهم السؤال ويطلب من السائل أن يعيده مرة ومرتين ليتمكن من إيجاد إجابة مناسبة في دهاليز دماغه الماكر..
ولقد أضفت على هذه الميزة ميزة أخرى حيث أظهرت حينما سمعت السؤال أنني سارح الذهن وكأنني في عالم آخر..
ثم لما قامت عروسي-الله يعطيها الصحة-بهز عضدي وهي تقول:أييييي...وين رحت يا حبيبي توك تكلمني وش فيك سرحت بهذي السرعة..
فأظهرت أنني قد انتبهت وأنا في باطني في قمة الانتباه والترقب والتحفز والاستعداد ولجأت إلى خطة صاحبنا وطلبت منها أن تعيد السؤال كأني لم أسمعه..
فقالت:حاضر ولا يهمك..السؤال يا حبيبي هو :من تحب أكثر أنا أو زوجتك الأولى..
فقلت بعد أن سكت قليلاً:وليش هذا السؤال بالذات؟؟..
فقالت وقد بدأت النرفزة الحريمية تشق طريقها السهل في جبينها الذي تدلت فوقه خصلة من شعرها الناعم كأنما تريدهذه الخصلة أن تعيق تقدم تلك الغضبة البغيضة:ليه يا حبيبي؟؟؟وش في هذا السؤال..سؤال بريء..
كل حرمة تبغى تعرف منزلتها عند زوجها..
فقلت:وأنتِ إلى الآن ما تعرفين منزلتك عندي يا عيوني..
فردت:وش فيك تقول كلمة عيوني من غير نفس..
فقلت:لا يا روحي بالعكس طالعة من قلبي وروحي..
وبدأت أسترسل في وصف حبي لها ومقدار تولعي بها وإقبالي عليها وأنها أحدثت نقلة هائلة في حياتي إلى آخر تلك الاسطوانة الممغنطة بأساليب الرجال ومكرهم..وظننت أنني قد أنجح في صرفها عن السؤال الحريمي الأول في حياة أي امرأة اقترن بها زوج متزوج قبلها أو بعدها..
وبعد أن أنهيت قصتي كاملة في وصف حبي لها قالت:هاه بعدك ما جاوبتني يا حبيبي على سؤالي..
فحاولت إدخال شيء من المرح والظرف على الموقف:
وقلت:أي سؤال..
أي ســـــــــــؤال..
جاوبني يا حبيبي وبلاش تتهرب من الإجابة!!!..
عندئذ استويت في جلستي وقلت في نفسي ما يقوله ظراف المصريين:الله الله على القَّد (الجِّد) والقَّد (الجِّد) الله الله عليه..
وقلت:ضروري الإجابة على هذا السؤال..ضروري مرة!!!..
فقالت:نعم ضروري وضروري وضروري..
وإلا شكلك ما تبغى تجاوب لأنك عارف نفسك زين...وما تبغى تزعلني...
لا ....جاوب بصراحة...أرجوك خلك صريح معي...وبلاش لف ودوران وتدخل وتخرج في الكلام!!!!...
مسكينات هؤلاء النساء فهل ستظن الواحدة منهن أن لو كان زوجها عاقلا و يحب غيرها أكثر منها هل سيخبرها بذلك ليجرح مشاعرها..وينال من كرامتها؟؟؟؟؟....
وحيث أن سعادتي أعمل في حقل التعليم وقد تعلمنا طرق التدريس وتوصيل المعلومة ونصف كل هذا من الفلسفة..فقد قررت أن أدخل بعروسي في جو من الفلسفة والمنطق وأخبرها أنني لو قلت لها أنها هي التي أحبها أكثر من الأولى فقد يتطرق الشك إليكِ وتقولين:وأكيد وأكيدين وثلاثماية أكيدوه إنه بيقول هذا الكلام لزوجته الأولى...
ففجأتني بقولها:بس أنت زوجتك الأولى ما تعرف إنك تزوجت عليها...فيكف يعقل أن تذهب إليها وتقول لها:إنك تحبها أكثر من غيرها...
فارتبكت قليلا ثم استعدت التوازن وذكرت لها شيئاً من تجربتي الأولى في التعدد وأن زوجتي عرفت بها وأنها ربما سألتني السؤال نفسه!!!...
وآخيراً قطب جبينها بعد أن رفعت خصلة شعرها المتدلية عليه ولوت فمها قائلة:على كيفك يا حبيبي...لست مجبوراً على الإجابة...أنت حر....
وبدأت قطعان الحزن تستولي على مساحات التقطيب في جبينها ووجهها وتختم كلامها بقولها:
أنا آسفة إذا كنت أحرجتك...أو زودتها حبتين معاك...ولكن أردت أعرف مقدار حبك لي...ولكن يا خسارة..اللي ما لها بخت ولا حظ الله يكون في عونها...
ول ول ول ول...طبعا كانت هذه الولولات في قلبي تطرق فوق سقف مشاعري التي بدأ الحزن يحاول الاستيلاء عليها..
فقررت تطييب خاطرها...فاقتربت منها ووضعت كفي على خدها...وطبعت قبلة صادقة على جبينها...
ألا يا سقى الله قبلة الجبين...
قبلة الجبين إرضاء الحبيب الحزين...ومفتاح جلاء الحزن الدفين!!!!
فأمالت بخدها على راحة يدي كأنها تريد أن تنام وتتخذ من كفي وسادة...
وطفقت أسترضيها وأذكر منزتها في قلبي وحبي لها...وأن الحب في القلب لا يعلم مقداره إلا خالقنا جل في علاه...
واستعنت بشيء من الوعظ فقلوب النساء أشد قبولاً وأكثر تأثراً...
فألقت بوجهها بين كفي وقد ترقرقت عيناها بدمعتين محبوستين سرعان ما أطلق سراحهما فانطلقتا تسعيان على محاجرها حتى اختفتا بين أناملي..
وبقينا صامتين لحظات ولم تتوقف كفَّاي عن مداعبة شعرها وتلمس وجنتيها..
أما هي فكانت تمسك بيدها على معصمي كأنها تريد أن يبقى يحرك كفي بين خصلات شعرها...
ثم جاء منادي الجوع ينادي...وطلبنا الإفطار في الغرفة...وأفطرنا فطوراً متوسطاً...ثم شربنا الشاي وأخذنا نتبادل الحديث الودي فيما بيننا...
ثم وجدتني أحتاج شيئاً من النوم...فاستأذنتها فأذنت وبقيت جواري تداعب شعري كأنها تبحث عن إجابة لسؤالها الذي لم تسمع إجابته....
وجاءت صلاة الظهر وصلينا ثم هاتفت استقبال الفندق وذكرت له أننا سنغادر بحفظ الله ورعايته الغرفة بعد تناول الغداء...
طبعا كان هذا اتفاقي مع عروسي على قضاء ليلة وردية نرجسية رومانسية عسلية في الفندق...
فالتفتت إليَّ عروسي وقالت:تكفى خلينا نقعد ليلة ثانية عشان خاطري يا حبيبي...
فقلت:غالي والطلب رخيص ولكن يا روحي أنت عارفة إن عندي موعد مهم جداً ولا أستطيع تأجيله كما ذكرت لك سابقاً..
وأبشري بالخير يا نور العين...والجايات بإذن الله تعالى أكثر وأحلى وأجمل من الرايحات...
والحمد لله فلم تناقشني في هذه المسئلة كثيراً ومرت الأمور بسلام...تمام على تمام...
وتناولنا الغداء في الغرفة أيضاً...
ثم حزمنا حقائبنا وطلبنا العامل فجاء سريعا وحملها إلى السيارة...
وفي الطريق أخذت وعروسي نقيم نزهتنا الصغيرة تلك...وكانت محل إجماعنا بحلاوتها وروعتها...
وكانت العروس طوال الطريق تمسك يدي اليمين كما صنعت حين الذهاب بيديها ...
ووصلنا منزل أهلها ونزلت ببطء ونزلت معها وأنزلت الحقائب..وجاءنا من تفضل بحملها إلى الداخل...
واستأذنت منها للانصراف فقد بدأ التوتر والقلق يغلبان علي بسبب ما قد يسفر عنه لقائي الأول بزوجتي الأولى...
فرجتني أن أدخل ولو لفترة قليلة...فلبيت الطلب مجاملة ومدارة...
ودخلت معها ووصلنا غرفة النوم...وأخذت بيدي وأجلستني على طرف السرير...ثم أطلقت نظرات حائرة نظرات والهة نظرات حزينة...
ثم أعقبتها بابتسامة خفيفة ضعيفة سرعان ما انهملت الدموع فوق تلك الابتسامة الحلوة...
فكأنها شمس الأصيل حين تمطر السحاب هتاناً خفيفاً جميلاً...
ثم ألقت برأسها في حجري وبدأ صوت بكائها في الارتفاع...
وأنا أحاول إسكاتها بكل رفق ولين...
وأعدها بأنني لن أتأخر عنها وسوف أضعها داخل بؤبؤ عيني وفي شغاف قلبي...
ثم أخذت بيدها ونهضت بها...فبادرت و اعتنقتني وهي لا تكف عن البكاء...
فاسترضيتها وقبلتها بين عينيها وبينما كنت أهم بالمغادرة إذا بالمشاكس الصغير يدخل صارخاً :أمي..أمي...ويتعلق بطرف ثوبها...
فكان مجيئه حفظه الله ورعاه في الوقت المناسب..
فانحنت عليه تقبله وتداعبه...فقلت على سبيل اللقافة:
طبعاً يا عم....من لقي أحبابه نسي أصحابه...
فالتفتت ضاحكة وهي تبعد ابنها برفق...وتقول:
تعال أنت يا عم...وهمت بمعانقتي ...وصاحبنا قد شخص ببصره يطالع فيَّ مرة وفي أمه مرة أخرى...
فأوقفتها وقلت:إحم إحم...قف لا تلتحم...هذا الصغير قد اقتحم!!!!!...
وخرجت من الباب مسرعاً :مع السلامة يا روحي..
خلي بالك على نفسك...
خلي بالك على نفسك..هذه الكلمة لها عند النساء معنيان:ظاهر وباطن...
فأما الظاهر فأظنه لا يخفى على أحد...
وأما الباطن فيعني:أن ينتبه لنفسه من الحريم خصوصا من الزوجة الأخرى وألا يأمن جانبها وألا يطيل المكث عندها وألا يطمئن إليها...
خرجت وركبت سيارتي ويممت صوب منزل أصهاري وقلبي يخفق...
وفي الطريق اتصلت على منزل أصهاري وكلمت شقيق زوجتي الصغير وطلبت منه أن يخبر أخته بأنني قادم لأخذها حتى تأخذ أهبة الاستعداد...
ووصلت وناديت من جهاز النداء...أنا فلان خلوا فلانة تنزل...
وقررت حماتي استخدام إحدى المواد الثانوية في دستورها الجبروتي وهي أن تلطعني على الباب قرابة النصف ساعة...
مع أن بين اتصالي ومجيئي أكثر من نصف ساعة...
وانتظرت وتصبرت وأنا عدو الانتظار في العالم...
وانتهى المشهد المتوتر بنزول زوجتي وأطفالي من المنزل وحين رأيتهم اهتز قلبي فرحاً ولكن القلق غدا كلجام يخطم فرحي المندفع في مضمار الأشواق الحبيب...
ونزلت مسرعاً وفتحت باب السيارة لزوجتي...واعتنقت أطفالي..ثم ركبنا السيارة...
وسلمت على زوجتي فردت عليَّ ببرود...وحاولت الإمساك بيدها وكانت تبعد يدها عني...
ولكني آخيراً تمكنت من الإمساك بيدها...ولكن الطفل الكبير جثا بركبتيه بيني وبين أمه ووضع إحدى ركبتيه فوق أصابعي وكاد يكسر لي بعضها فكدت أنهره فتمالكت وسكت..
والتفت إليه فإذا هو يضحك...وجاء الآخر يزاحمه على المكان...وكاد أحدهما أن يسقط بين أقدامنا...
فطلبت منهما أن يبقيا في المرتبة الخلفية...
وكنت أحاول تطييب خاطر زوجتي والسؤال عنها وعن أهلها خصوصاً والدها...
وكانت تجيب ببرود...وظهر لي أنها في حالة حزن وشرود...
ووصلنا المنزل...ونزلنا...
وتوضأت ومكثت قليلاً وهي تغير ملابسها وملابس أطفالها..
وخرجت لأصلي المغرب...وعدت...ووجدتها قد أعدت القهوة والتمر والمعمول وبعض البسكويت الذي أحبه...
وبدأت ألعب مع أطفالي فأنا في شوق إليهم كبير...
وكنت ألمح في وجه زوجتي بين الفينة والأخرى وأنا ألاعب أطفالي فكنت أرى علامات الحزن والوجوم...
وقررت أن أقوم بعملية سريعة لإبعاد الأطفال...فأخذتهما إلى الغرفة التي بها ألعابهما فلما رأيا ذلك فرحا وانطلقا نحوها...
وعدت سريعا إلى زوجتي وحبيبتي وسعادتي...
هاه يا قمر...لا تكون زعلان...وهي ساكتة لا ترد...
حبيبتي عمري حياتي قلبي روحي أملي وش فيك؟؟؟وش الي يرضيك...وفكرت في الكلمة الآخيرة هذه في نفسي وكأنني عملت عملة خطيرة...بلى قد عملت...
وأقبلت أسترضيها وأستعطفها وأستدر ودادها وحبها وكانت تتبسم قليلا وتوجم كثيراً...
وما زلت بها حتى بدأت ترضى وإذا بوجهها يتهلل ويشرق إشراقة الشمس في صباح مطير...
وقررت استخدام قبلة الجبين إرضاء وإكراماً...
وما إن بدأت ترضى حتى عاد إليها شيء من الحزن وانكبت بين ذراعي باكية ولهى...
فأخذت أحاول تهدئتها وتطييب خاطرها وأسمعها والحق يقال كلمات الحب والود والعطف والحنان حتى رفعت رأسها ونطقت باسمي ثم وضعت عينيها في عيني وقالت:
أتحبــــــــــــــــــــــــــني؟؟؟...
وإلى اللقاء بإذن الله في الحلقة القادمة
قديم 31-10-2009, 09:15 PM
  #28
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
الحلقة التاسعة عشر


أتحبني؟؟؟أحبك!!!كيف ما أحبك يا روحي وأنت عمري وحياتي..
فقالت وقد ترقرق الدمع في محاجرها:من قلبك؟؟..
حلوة من قلبي!!!!طبعاً من كل قلبي يا حبي...
وش هذه الأسئلة الغريبة يا روحي؟؟؟..
وبادرْت بتوجيه بعض الأسئلة الهجومية كأحسن وسيلة للدفاع في مثل حالي:
لماذا تغيرتي يا أم فلان؟؟ولماذا هذه الأسئلة التي لا داعي لها؟؟
وش فيك يا روحي ما أنتي على بعضك..
فسكتت قليلاً وهي تغالب دموعها ثم رفعت رأسها وصوبت إلي عينيها بنظرة فيها شيء من العتاب والألم ثم قالت بعد أن أطلقت قهقهة صغيرة نصفها عتاب ونصفها سخرية بألم :صحيح أنا اللي تغيرت..وأنا اللي انشغلت..وأنا اللـــــــــــــــــ...وهنا قاطعتها لأمنع هذا الرتل المخيف من اللي واللي واللي...
فقلت:يا حبيبتي أرجوك صارحيني..وش صار ؟؟وليش أنتي زعلانة وحزينة...والله يا روحي ترى دمعتك بالدنيا عندي..
وأخذت كفها ووضعت عليه قبلة اعتراف بالتقصير وعرفان بالمودة..وأردت أن أطبع قبلة أخرى على خدها الذي ألهبه الدمع الساخن عساني أن أبرد شيئاً من حر هذا اللهيب..
ولكن الطفل الصغير دخل صارخاً ومستغيثاً بأمه من شقيقه الذي افتات عليه واستولى على جميع الألعاب واستبد بالأمر..
اضطرت حينها لتقطع ذلك المجلس العتابي لتقوم بمهمة الإصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين..
وكان لعناد الابن الأكبر وإصراره على موقفه المتسلط الدور الأساسي في قطع مجلسي بزوجتي..خصوصا بعد أن امتلأ المنزل بصراخ الاثنين...
مرت يومان وأنا أصلح الأوضاع مع زوجتي الأولى وأمارس سياسة التطمين والتأمين..وعادت الفرحة لتشرق فوق محياها الجميل مرة أخرى...
وقلت في نفسي:يا ولد من قدك؟؟؟زوجتين ومكيف مع الثنتين...
لا أدري لعل عيني قوية فأصابني منها شظية..
طبعا كنت قد اتصلت على الزوجة الجديدة خلال هذين اليومين وأسمعتها من معسول الكلمات ما يكفي لعشر عروسات متفرقات في عشر سنوات...
وفي مساء الليلة الثالثة واعدت الزوجة الجديدة بليلة فريدة وعشوة مديدة..
قلت لزوجتي الأولى:تراني يا حياتي معزوم الليلة وأنا صادق فيما أقول...معزوم على أحلى عزيمة!!!...
خرجت وأنا أتشوق إلى لقاء زوجتي الجديدة..
ووصلت المنزل وما إن دخلت عليها حتى كان أحد إخوتها يقف خلفي على الباب...
ابتسمت زوجتي ابتسامة خفيفة ثم انسحبت إلى غرفة النوم لأن ملابسها لم تكن تسمح لأخيها المليقيف بأن يراها وهي على تلك الحال..
أما أنا فاستدرت إلى الخلف واستقبلت نسيبي :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..حياك الله..مرحباً..وبدأت أتغافل وأسأله عن حاله وحال زوجته وحال أمه وأبيه وأخته وأخيه وكل ذلك كان على الباب..
فلم أتقدم خطوة نحو الداخل..ولم أقل له:تفضل بالدخول..
قلت في نفسي:عساه أن ينصرف راشدا..
ولكنه بادر يقول:وش فيك يا أخوي..بنقعد نتكلم على الباب واقفين؟؟..
فتلعثمت في الكلام وقلت:لا لا آسف تفضل بالدخول...
ودخل الأفندي وجلس وقد تيقنت بأنه يعاني في تلك الليلة التي كنت أرقبها بتلهف وشوق من ملل وطفش وسئامة ..
فقرر أن يحيي تلك الليلة على حسابي...
فاستأذنت منه ودخلت إلى زوجتي وكانت تحية اللقاء قبلتان متعاكستان في ذلك المساء...
ثم قلت:خير يا فلانة...وش حكاية الأفندي القاعد على أريكته في المجلس؟؟..هل عزمتيه أو دعوتيه؟؟..
فقالت وقد بدت محرجة وحق لمثلها أن يحرج من مثله:
والله لا عزمته ولا دعوته...وغريبة ولاني عارفة وش اللي خلاه يجي عندنا..
فقلت:طيب وفين زوجته وعياله؟؟ما يروح يجلس معهم وإلا يشوف له صرفة؟؟..
فقالت:يا حسرة!!!زوجته وعيالها عند أهلها وعشان كذا فاضي ما عنده شيء...
فقلت وقد بدأت أقترب من خط الغضب:والمختصر يا عيوني هل بيقعد معنا ويتعشى معنا؟؟..
فقالت:تبي الصراحة والله ماني عارفة؟؟..لكن ما أظن...وفي اعتقادي إنه بيجلس شويتين وبيمشي...
فقلت:طيب خلينا نجلس شويتين...لكن في علمك إذا بيطول وبيقعد يتعشى أنا حأمشي وتعشي أنتي وأخوك بالعافية عليكم..
فقالت وقد فتحت فاها من الدهشة:تمشي !!!!أجل والعشا اللي قاعدة أطبخ فيه من بعد العصر من بيأكله يا حبيبي؟؟؟..
فقلت وقد تراجعت إلى نقطة متوسطة بين خطي الغضب والهدوء :شوفي يا روحي أنا تارك زوجتي وعيالي عشان أجي أتعشى معك أنتي لوحدك وبس...
لم أكن أعلم أن كلماتي تلك سوف تشعل فتيل الأزمة من جديد..
قالت غاضبة:أنت وش حكاية أترك زوجتي وعيالي عشانك!!!..
ليه يا حبيبي؟؟؟أنا ماني زوجتك؟؟؟..ولا عشان ما جبت منك عيال ما لي قيمة عندك؟؟..
فقلت:يا حبيبتي لا تفهميني غلط...أنتي في عيوني..أنا قصدي إنــــــــــــــــــــــــي....
وش قصدك يا عيني؟؟..وبعدين يا أخي وش فيها لو تعشيت معي ومع أخوي وش بيصير وجاملت شوية عشاني؟؟..
فقلت معقبا:أولاً لا يجوز أن تقولي لي يا أخي فأنا زوجك ولست بأخيك...
وثانياً :أنا جاي مشتاق لك ومتولع عشانك وأبغى أتعشى معك لوحدك وأجلس معك لوحدك عشان مشتاق لك يا روحي مرة...صدقيني يا حياتي!!..
قالت:وأنا بعد والله مشتاقة لك موت..ولكن وش أسوي أروح أطرد أخوي وقل له:تفضل ورنا عرض أكتافك...
فقلت مستظرفا:لا قولي ليه:ورنا عرض ظهرك...
فقالت وقد لوت بوزها بزاوية حادة:يا شيخ!!!..
يا الله يا حبيبي انتظرني شوية وخذ القهوة والتمر ورح المجلس عند الرجال ترانا لطعناه بما فيه الكفاية..
فقلت:يعني توقعين بيتعشى معنا؟؟..فقالت وقد خرجت نحو المطبخ وهي تبتسم:تفاءلوا بالخير تجدوه...
فقلت:اللهم الفأل الحسن هذه الليلة..
اللهم اصرفه عنا صرفا حسناً عاجلاً غير آجل..
ودخلت المدام وأنا أرفع أكف الضراعة وأبتهل إلى المولى عز وجل بأن يصرف أخاها عنا تلك الليلة فدفعت بالقهوة والتمر إلى يدي ثم رفعت كفيها المخضبين بالحناء وهي تقول:اللهم آمين..
جلست مع خوينا الفاضي الطفشان الزهقان نشرب القهوة ونتجاذب أطراف الحديث...
ومضت نصف ساعة وبدأ الحديث يسخن شيئاً فشيئاً..
فقلت في نفسي:لا بد من اختصار الكلام مع هذا المخلوق ولن أبتدأه بالحديث حتى يبدأ فأجيبه باقتصار...
ولكن تلك الخطة لم تنجح بالكامل فقد سأل عن أخته قائلاً:
أين أم فلان...
طبعاً كانت تكنية زوجتي بابنها من زوجها الأول تغيظني ولكن خوينا لم يبال بالأمر...
فقلت:عن إذنك حتى أشوف فلانة..وأظهرت اسم زوجتي بالإظهار الحلقي والشفوي والقهري رداً على الكنية التي سمعتها ولا أكاد أطيقها...
ودخلت إلى زوجتي في المطبخ وشممت رائحة الطعام فقلت:يا سلام...وتذكرت مندوب الأرحام فقلت:ويح الكرام!!!..
قلت:أخوك يسأل عنك...فقالت وهي تبتسم وتحاول إلحاق شيء من القهر:سألت عليه العافية...
شكله أبو فلان ناوي يتعشى معنا الليلة..وعلى فكرة ترى أبو فلان بيتجنن على طبخي...
فقلت:وما لي وماله...ألا ليته يتجنن ونرتاح منه؟؟..
فقالت:إيش إيش قلت؟؟..
فقلت:أقول على نظريتك فلو بيتعشى معنا الليلة ويتجنن من أكلك يصير ما عاد يغـثــــ....ما عاد يجينا...
فقالت:بالعكس لو يتجنن بيصير يأكل معنا على طول...
جلست على كرسي في المطبخ أتفكر في هذه المفاجأة غير السارة وكيفية التخلص من هذا الزائر الثقيل...
ومشكلتي أن رصيدي في المجاملات الاجتماعية يكاد يكون صفراً...
أنا لا أحب أن أجامل على حساب راحتي..وإلا فإنني أنسحب من أي مجلس أحتاج فيه إلى مزيد من المجاملة بهدوء..
وبينما كنت سارحاً في موجات من التفكير قالت زوجتي:
ترى أبو فلان طيب...مرة طيب...ويريد أن يتعرف عليك أكثر...
الله يخليك يا روحي لو تروح تجلس معاه وتصر عليه على العشا..
بعد...أصر عليه على العشا...والله حالة...
عشان خاطري يا روحي..أنت عذر عليه واحتمال يعتذر ويمشي...
أقول لك يا بنت الحلال...الرجال جالس وناوي يتعشا..من غير دعوة ولا عزيمة...
تكفى عشاني الله يخليك..اعزمه على العشا مجاملة...وترى بعد هذي الليلة بعد ما يجي عندنا إلا في المناسبات...
طيب..أمرك يا ستي ..حاضر...غالي والطلب رخيص...
لأجل عين تكرم مدينة...
فتبسمت وتنهدت وقالت:تسلم لي يا عمري...الله لا يحرمني منك يا حبي...يا زوجي وتاج رأسي...
وطلبت أن تعطيني قبلة وكنت قد بلغت حالة متقدمة من التذمر بسبب زائرنا الثقيل..
فقلت:خليها بعدين..
فقالت:أفا...وفي أحد يرد العسل إذا جاء عنده..
وما إن هممت برشف شيء من العسل المقدم حتى مر من أمامي المشاكس الصغير...
حيث كان في بيت جدته فقرر هو الآخر أن يردف زيارة خاله بزيارة أخرى...
فلان...ليش جيت...ليه ما قعدت مع أخوانك عند جدتك وخالاتك؟؟؟..
أمي..أنا جيعان..أمي وش اللي في هذا القدر؟؟؟والقدر هذا وش اللي داخله؟؟؟..
فقلت في نفسي:الليلة الليلة الليلة...سهرتنا حلوة الليلة...
ولكنها بادرت فوضعت للصغير شيئاً من الطعام في طبق صغير وأمرته أن يذهب به إلى غرفته ليأكل هناك...
ولكن الصغير مال بطبقه إلى المجلس حيث خاله يجلس..
وحين رأى خاله طبق الطعام...قال:عجيب يا أم فلان طابخة ولا أنتي معلمتنا...
و أما الصغير فبدأ يأكل وبدأ بعض الأكل يتناثر..فنهره خاله دون فائدة...
أما أنا فقد امتثلت توجيهات المدام ودخلت المجلس لأدعو نسيبي سليل الأنساب الكرام..
فأجابني:يا رجال ما يبي لي دعوة البيت بيتي...ولكن خل أم فلان!!!تعجل علينا بالعشا تراني جوعان...
الصغير جوعان والخال جوعان وأنا المستر الغلبان...
ووضع العشاء ثلاثة أصناف..ولكن نفسي قد سدت بها الأبواب...فلا أستلذ بطعام ولا شراب...
أكلت ما تيسر...وأكل ضيفنا ما تعسر...وقام لغسل يديه واستأذن أخته يريد الانصراف فقالت:
الشاي الأخضر يا بو فلان؟؟..
فقال:سوف أشربه مع الوالدة...الله يكثر خيركم يا أم فلان...
وتسلم أيدينك على هذا الطبخ الممتاز...
لم أكن أصدق أذني وأنا أستمع كلمات الوداع..
ويممت صوب حجرة النوم وألقيت بنفسي على السرير وكأني عائد من حرب تكبدت فيها الأهوال...
جاءت زوجتي بعد نحو عشر دقائق تحمل إبريق الشاي..
ووضعته على الطاولة وجلست بجواري وقالت:
معليش يا روحي...تجملت وتكملت وما قصرت...
فقلت:عشان خاطرك يا روحي أعمل المستحيل..
فقالت:الله يسلمك ويغليك يا الغالي يا الأمير يا الطيب يا الحبيِّب...
على فكرة يا حياتي عندي طلب بس خايفة تزعل مني!!!..
لا بالعكس يا حبيبتي أطلبي وتدللي شبيك لبيك حبيبك بين أيديك..
الله يخليك لا تزعل مني يا حبيبي..
يا بنت الحلال تكلمي وش فيك مترددة وكأني بعبع قدامك؟؟...
لا سلامتك يا عيوني من البعبع...
ولكن موضوع قد تكلمنا فيه من أول وودي أفاتحك فيه من جديد...
فقلت:تفضلي فاتحيني يا عزيزتي..
قالت:بس خايفة تزعل مني...
فقلت:أففف..ثاني خايفة خايفة..
تكلمي الله يهديك فعلا أنا بدأت أخاف من طريقتك...
قالت:أنت عارف يا حبيبي أننا اتفقنا من أول...ثم سكتت وقالت:معليش أرجوك لا تزعل...
با بنت الحلال ما با أزعل خذي راحتك...
أنت عارف إني وأنت اتفقنا أول قبل الزواج بعد الملكة أننا ما نبغى عيال...مو ما نبغى عيال...نخليهم في وقت متأخر..
فقلت:طيب ماشي ..وش اللي صار وش اللي تغير..
قالت:بس عندي طلب بس خايفة تزعل..
وش هو الطلب يا ستي؟؟..
فقالت:أبي أخلف منك!!!!...

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة..
قديم 31-10-2009, 10:30 PM
  #29
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
ها انا قد وعدتكم بوضع الحلقات 19
ومازال البحث جاريا
عن نهاية القصة
واخشى ان ابا الحسين قد اصابه مكروه
لروعة سرده او لتوفيقه في حياته
ولان لها منذ مايقارب السنتين
ولم يكملها ابا الحسين
ولقد وضعت هذه القصة هنا في هذا المنتدى
حتى نستفيد ونتحاور
ونعرف مالدى بعضنا البعض
ونخرج برسالة واعية الى المجتمع
مغلفة بالشرع
باانتظار ارائكم بالقصة
وساضع رايي بعدكم
قديم 31-10-2009, 11:04 PM
  #30
فيافي نجد
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية فيافي نجد
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 11,493
فيافي نجد غير متصل  
تمت اعادته لقسمه
__________________
لاتقل أنا طيب فالكل طيب! ولا تقل أنا متعب فالكل متعب! ولا تقل أنا حزين فالكل حزين! بل قل فقط الحمد لله صبحاً ومساءً ، ليخف أنينك وتضمحل أوجاعك وتقل أمطار دموعك ... وعش هانئاً مؤمناً...متسامحاً عفواً متعاطفاً مع الغير..و ابتعد عن النزاعات والأحقاد والانتقام فلن يكسبوك سوا الندامه في الدنيا والآخره..
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 PM.


images