رد : الفكر العقدي الوافد ...
دورة رقص المنقبات!
بقلم: الشيخ د. محمد العوضي
تحتل الدورات التدريبية في السنتين الأخيرتين موقعاً متقدماً في الاهتمام بالدول المتقدمة والنامية، كما أنها تعد من المشاريع الاقتصادية الرابحة جداً والمنافسة.
القيادات الإدارية في المؤسسات الحكومية تحرص على تطوير كوادرها وموظفيها ومن ثم لا بد من عقد دورات متعددة لهم بالاتفاق مع الشركات أو المؤسسات المعروفة محلياً أو إقليمياً أو بالاتفاق مع شركات دولية.
وهناك نمط آخر من الدورات يطرح للشارع لجميع الناس مثل دورات اكتشاف الذات، أو العلاج بالزمن، أو تحقيق السعادة، ولقد حظيت ما يسمى بدورات البرمجة اللغوية (N.L.P) باهتمام بالغ لدى الناس لما لها من دعاية وبريق.
أحد أشهر العاملين في تلك الدورات التدريبية "روبنز" صاحب كتاب «قدرات غير محدودة» الذي ترجمته مكتبة جرير أقام هذا الرجل دورة كبيرة في لندن قبل الانتخابات الكويتية بيوم أو يومين.
الوسيط في الكويت شركة محترمة كباقي الشركات التي إذا عقدت دورات تدريبية في الكويت، فإنها تراعي الفوارق الاجتماعية والأعراف والدين ومن ثم تطبق التدريبات بما يتفق مع قيم المجتمع.
لكن هل مطلوب من أي مدرب غربي أن يراعي قيم وذوق وأخلاقيات الشرقيين؟ أكيد الإجابة بالنفي, وهذا ما حصل.
فقد اشترك بعض الكويتيين والكويتيات، وكثير من الخليجيين، في دورة »أنتوني روبنز« في لندن قبل أيام, وهذا المدرب يدمج أكثر من نظرية في علاجه للذين يريدون السعادة!! N.L.P والعلاج بالزمن، ونظريات الطاقة الكامنة التي توقظ المارد الذي بداخلك.. إلخ.
حدثني من حضر الدورة في لندن فقال: ليس الذنب ذنب المدرب الغربي، ولكن هزيمتنا نحن العرب، الذين نقلد الآخرين تقليد القرود، ونستمع إليهم وكأنهم يتلقون الوحي, لقد كانت مواقف ما في الدورة ـ رغم فائدتها ـ مليئة بالمساخر!
عن برامج الدورة: أن يقفز الجميع ويرقص على الموسيقى المختارة! ولماذا الرقص؟ قالوا حتى يخرجك من الجو التعيس الذي أنت فيه, اليأس، الاكتئاب، وتستجيب للعلاج، سواء كنت من أهل المخدرات، أو الضغوط النفسية أو من الذين يفكرون بالانتحار أو الطلاق.
فالرقص يحرك الدم والطاقة الكامنة و... مالا نعرف... المشكلة أن بعض المنقبات رقصن وبعض الملتزمين صمد يوماً ولكنه رقص أخيراً!! ولقد التقطت قناة الـ (C.N.N) صوراً مقززة للمنقبات وهن يبدون بين حشد الراقصين على نغمات الديسكو.
ومن أدبيات التدريب، أن يحتض كل احد في القاعة خمسة أشخاص، فوقع الفأس بالرأس... إنه تدريب يا جماعة.. إنه العلم الحديث... الضم فيه علاج لمشاكلنا النفسية، الكلام طويل والورقة أوشكت على النهاية، لكنني اختمها بالموقف الذي حصل أمام المشاركين العرب الحارين حيث جاءهم ملحد غربي وسألهم بنات وأولاداً... ألستم مسلمين أليس عندكم صلاة وقرآن وإيمان؟! إنكم تملكون الشفاء فلماذا تأتون إلى هنا؟!!
------انتهى كلامه.
هل من استيقاظ من سكرة زيف البرمجة اللغوية العصبية...
من زيف شركيات الطاقة الحيوية و شعوذة الاسترخاء و التنويم المغناطيسي والتأمل الارتقائي
إن المؤمن فطن!
فلا يستغفلك اصحاب الترهات العقدية البالية الملبسة بلباس ((العلم الحديث)) زيفاً وزوراً!!! والعلم برئ منهم بل هو محض الجهل والافتراء..