لن أطيل عليكم أليكم الحلقة التاسعة
كنت جالسا أتصفح كتابا شيقا عندما رن جرس الهاتف
تولت زوجتى الرد
….. أهلا يا ماما إزيكم وحشتونا
( اللهم لطفك )
….
….. طبعا يا ماما
…..
….. يا سلام ياريت دا يكون أحسن عيد
…..
….. لأ طبعا أستأذن دا إيه دا حيفرح جدا
تحول اهتمامى عن الكتاب تماما وأنا أستشعر خطرا محدقا وتركزت كل حواسى مع المكالمة المشئومة هل سيأتون من مدينتهم إلينا ؟؟؟؟؟؟؟؟
….. خلاص حيكون منتظركم
قفزت لأقف أمامها و أنا ألوح بيدى فى الهواء طالبا التروى
…. لا يا ماما تعب إيه هو عنده أجازه خمس أيام وفاضى خالص
( يا ويلى هلكت ورب الكعبة )
…. خلاص ياماما فى انتظاركم مع السلامه
….
ووضعت سماعة التليفون
….. خير كنت عاوز تقول حاجه ؟
( رباه هبنى الصبر قبل أن اقبض على رقبتها وأتخلص من عذابى )
…. وما فائدة السؤال الآن ؟ أليس لى رأى فى هذا البيت ؟
…. رأى !!!!!! وهل قضاء أهلى للعيد معنا محتاج لرأى ؟
…. طبعا على الأقل اسألينى هل لدى استعداد أم لا
…. كلهم خمس أيام أم أنك لا تطيق أهلى
…. ربما هناك ظروف تمنعنا من استقبال أمك وأبوك
….. أ .. أ .. أأ
… ما بك
…. ومن قال أنهم أمى وأبى فقط
( يا دافع البلايا أغثنى )
….. ومن أيضا سيشرفنا
…. أختى عديله وأولادها الأربعة لأن زوجها مسافر مأمورية عمل للخارج
…. ما شاء الله أطربينى أطربينى
…. خلاص سوف أتصل بأمى وأقول لها زوجى رفض
( ما أشد خبثك يا امرأة )
ليلة العيد كنت واقفا فى محطة القطار منتظرا الجمع السعيد
تقاطر المسافرون وكان أول من هل على حماى ثم حماتى وأخت زوجتى وأطفالها الأربعة
أظهرت الفرحة والحبور واستقبلتهم أحسن استقبال
مشيت وأنا أحمل مجموعة الحقائب حتى موقف السيارات
أخذت أرتب الحقائب فى السيارة وفجأة وضع أحدهم يداه على عيناى ولبث صامتا بينما تعالت الضحكات
تكلفت الابتسام ، هل يتصابى حماى الأحمق
…… من
…..
….. من
… أنااااااااااااااا
التفت لأجد أخو زوجتى الشاب والذى كان خارج البلاد لإتمام دراسته الجامعية يحتضننى
…. ما رأيك بهذه المفاجأة
( المصائب لا تأتى فرادى )
….. مفاجأة رائعة حمدا لله على سلامتك ولكن كيف أتيت هنا
….. أتيت معهم على القطار ولكنى تأخرت عنهم حتى أفاجئك
( وطبعا حتى أحمل كل الحقائب وحدى )
….. أختك سوف تفرح جدا فلم تكن تتوقع حضورك
…. ههههههه لا… هى تعرف ولكنى طلبت منها آلا تخبرك لكى تكون مفاجأة
( يا سماجة دمك يا أخى )
وصلنا المنزل وبمجرد أن أوقفت السيارة قفزوا منها وانطلقوا يصعدون السلالم جريا بدعوى شوقهم لزوجتى تاركين سائقهم ( سعادتى ) مع الحقائب العشر بلا معين
أنهيت وظيفة الشيال بنجاح و استقرت الحقائب بأمان موزعة بين غرف الشقة حسب التوجيهات الصادرة من زوجتى
تتكون شقتى من ثلاث غرف وصالة
غرفة النوم الكبيرة تحتلها زوجتى وأختها مع الأطفال السبعة
غرفة نوم الأطفال ويحتلها حماى حيث لا يحب أن يشاركه أحد غرفته
غرفة الاستقبال وتحتلها حماتى حيث تحب تشغيل الراديو طوال الليل ولا تنام إلا على صوته
وتبقى الصالة حيث ستكون مكان نومى أنا وذلك الأرعن
( عيد بأى حل عدت يا عيد )
تحدثنا فترة قصيرة حول الأشواق والأحوال ثم قامت زوجتى بصحبة أمها وأختها للداخل بدعوى تحضير العشاء ( و الحقيقة لبدء جلسة نميمة معتبرة )
بقيت أنا وحماى وأخو زوجتى
يعشق حماى الحديث فى السياسة بعقلية تتخلف عن الحاضر بنحو سبعمائة عام
وهو يحسب نفسه محللا سياسيا لا يبارى ، وأن بمقدوره إصلاح أحوال البلاد والعباد لو تولى مقاليد الأمور لمدة أسبوع واحد ، وهو إلى ذلك ذو لجاجة وحب جدال ، ولا يتزحزح عن أراءه السقيمة قيد أنملة ، راميا من يخالفه بالعته والجنون
بدأ الحديث صائحا
… هل هذه حكومة القطار يسير بسرعة 70 كيلو ورائحة البنزين تفوح من كل مكان ألا توجد صيانة للمحركات
….. احم احم تقصد رائحة الديزل القطار يسير بالديزل
….. نعم يا سيدى ؟!! ديزل ؟!! من قال لك ذلك ؟
….. هذا معروف
….. لا.. صحح معلوماتك يا سيدى الدفعة الأخيرة تسير بالبنزين . الديزل مضر بالصحة
…. ربما
…. ماذا ؟ ربما !!؟؟ هل تشك بكلامى
…. معاذ الله آآه تذكرت فعلا القطار يسير بالبنزين
( مالى وللنقاش العقيم )
…… كل هذا بسبب الأرتماء فى أحضان الإتحاد السوفيتى
…. طبعا طبعا
( يا للغباء )
أستمر حماى فى الحديث عن مظاهر التبعية للاتحاد السوفيتى لمدة لا أعلمها حيث اننى منذ تزوجت بأبنته أكتسبت مهارة نادره ، حيث أقوم بالتركيز على المتحدث بعيناى وهز رأسى بأنتظام مقنعا إياه بأننى أتابع ما يقول فى حين يكون عقلى غائبا تماما فى موضوع آخر
حضر العشاء فهجم القوم هجمة مباركة على المائده العامرة فلم تمر عشر دقائق حتى كانت فى الغابرين
سأل أخو زوجتى إن كان لدينا خط دولى وأعرب عن سعادته البالغة لوجوده حيث انه متعب ولا يستطيع النزول لكابينة المكالمات الدولية ، وهو يريد معايدة أصدقائه فى أمريكا
اتصل بأحدهم وصاح جزلا عندما علم أنه _ ويالا محاسن الصدف _ قد دعا جميع الأصدقاء إلى منزله وبالتالى سيوفر عليه الأتصال بهم ، أخذ يحادث أصدقائه واحدا تلو الأخر مستعيدا معهم الذكريات ، متكلفا القاء النكات السمجه ، مرت ساعة وربع كليل المعذبين وعيناى معلقتان بعقرب الدقائق وهو يسدد الطعنات الى قلبى الواحدة تلو الأخرى
انتهت المكالمة التعسه وقد آذنت بهجرة ربع راتب الشهر القادم الى خزائن شركة الاتصالات
أمسك حماى بالريموت كنترول الخاص بالتلفزيون عندما وجدنى اتابع برنامجا لعمرو خالد واخذ يقلب القنوات حتى استقر على قناة تذيع مباراة لكرة القدم فى الدورى الانجليزى فاعلن هو وابنه عن سعادتهما البالغة حيث ان المباراة بين فريق حماى المفضل ليفربول وفريق مانشستر الذى يشجعة ابنه
اضطرت الى مجالستهما طبعا وانا اغالب الرغبة فى تكسير رأسيهما
اخذا يكيلان فاحش السباب لمدربى الفريقين لعدم مقدرتهما على تحقيق النصر وعندما سجل مانشستر هدفا قفز الابن فرحا فطار الطبق الذى كان ممسكا به ويضم بقايا قشر اللب المصرى السوبر فاستقرت كلها على وجهى وشعرى وقفاى
استفز الهدف حماى فتناول وسادة صغيره من وسائد الانتريه وقذف بها شاشة التلفزيون ، أخطأت الوساده هدفها وانحرفت لتصيب الساعة التحفه التى اهدتنى شركتى اياها كونى الموظف المثالى
وارسلتها الى الحائط ومنه الى الارض لتصبح اثرا بعد عين
نظرت اليه مشدوها فصرخ
.... حد يحط ساعه زى دى بجانب التلفزيون أنتم مش بتفهموا
التزمت الصمت حتى شارفت الساعة الثانية صباحا ، تحرك الغزاة الى اماكن نومهم وتوسدت الارض حيث اخذ اخو زوجتى المرتبة الأسفنجيه المخصصه لى لعدم معرفتى بقدومه أصلا
تعالى شخيره ، بينما جافى النوم عيناى بانتظار ما سيصبنى خلال أيام العيد
أما ماحدث خلال تلك الايام فله قصة اخرى
--------------------------------------------------
__________________
الدنيا ظل زائـل مــن ركـن إليهـا جـاهل
يهواها القلب ولكن يحذرها المرء العاقل
أختكم 000 مجرد زائرة
التعديل الأخير تم بواسطة مجرد زائرة ; 19-02-2004 الساعة 11:47 PM