الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخي الكريم Big-heart، يعلم الله مدى حزني على أن أسمع عن حالات أو فترات ركود في علاقة الحب بين الزوجين وأسأل الله أن يديم المحبة والألفة بين كل زوجين إنه سميع مجيب. وكما ذكر بعض الأعضاء بأن الموضوع فيه حلقة مفقودة أحدثت التحول والذي لا أعتقد أنه كان بين يوم وليلة. في الحقيقة أننا سمعنا من جانب الزوج ولم نسمع من جانب الزوجة والتي لابد أن توضح بعض الأمور المستغربة منها مثل أنها تعترف بخطأها وتعود إليه. ولكن والمعلومات التي بين أيدينا هي ما ذكرته أنت، آمل منك أن تنقل كلامي إلى صديقك:
أخي الحبيب Big-heart ، أنا لا أعرف صديقك ومدى حبه لزوجته ولكن أريد أن أقول بأن الحب كما قيل عطاء بلا حدود. ومن المهم أن نفهم أن هناك عطاء صادق وعطاء مزيف وكلاهما ينبعان عن حب لكن الفرق أن العطاء الصادق يكون من الحبيب لإسعاد حبيبه لذلك فهو يعطي ويقدم ما يرغبه ويحبه ويشتهيه المحبوب وإن كان هذا الرغبة لا تميل إليها نفس الحبيب الذي يعطي. أقصد أننا يجب أن نعطي ما يريده المحبوب لا ما نريده نحن. إذا كنا نعطي ما نريد لمن نحب فهذا عطاء مزيف لأننا نرضي أنفسنا وليس من نحب. تمرّ علىّ حالات مع أصدقائي يقولون فيها لقد جرّبنا ما قرأته في المجلة الفلانية أو ما سمعته من الشريط الفلاني لكن لا حياة لمن تنادي!! العجيب عندما يكون الطرف الآخر قد قرأ ما قرأنا وسمع ما سمعنا وأحس بأننا نقوم بهذا الأمر كمن يؤدي الواجب المدرسي مفرَّغاً من المشاعر، رغم أن القصد هو الإسعاد لكننا في داخلنا نقول لابد أن تسعد بهذا الشيء وإن لم تسعد فذلك يعني أن هناك مشكلة فيك لأن هذا الشيء لابد أن يجلب السعادة ( كما قرأ أو سمع ) – حسب الكتالوج كما يقولون – مثال ذلك: زوج غضب من زوجته وجرحها بكلمة ثم قرأ أو سمع أنك إن أحضرت لها وردة حمراء فستنسى كل شيء فقام بذلك ووجد أن الأمور لم تتحسن فيعود ليضع اللوم على الزوجة. في الحقيقة هو لم يقم بما تريده وترغبه وهو الإعتذار عن تلك الكلمة الجارحة ووعدها بعدم تكرارها وبعد ذلك تأتي الوردة ولكننا كما ذكرت سابقاً نقدم ما نريد وليس ما يريده المحبوب.
ما أردته مما سبق هو أن أبين أن الزوج مسئول مسئولية كبيرة عن معرفة سبب التغيير وهذا لا يتأتى إلا بأن يبحث في داخل قلب زوجته. لذلك أنصحه بأن يأخذ إجازة لمدة إسبوع إن استطاع هو وزوجته فقط والأولاد يتركوهم مع أهله أو أهلها ويبعد الزوجة عن صديقات السوء وخلال اليومين الأوليين يتصرف معها بكل حب وحنان ويشعرها بالأمان معه والأفضل أن تكون لهما جلسات إنفرادية كثيرة ولا يجعلون الإجازة مشاهدة مناظر وأماكن ولكن تكون زيارتهم لأماكن هادئة يستطيعان أن ينفردا فيها ببعضهما ويكثر النظر في عينيها. وهناك مسألة مهمة ذكرتها يا أخي وهي أنها – حسب رأيك – ليست جميلة وان ثقتها في نفسها وجمالها صفر، وهذه مسألة مهمة وقد تكون مشكلة صديقك منها وهي أنه عندما يتغزل بزوجته يشعر من داخله بأن هناك من هي أجمل منها أو أنها أحست منه بذلك في مرة من المرات ولذلك وبسبب عدم ثقتها في نفسها جعلت كل ما قاله في السابق وما سيقوله في اللاحق كذب وتمثيل. وفي هذه الأحيان، لابد له عندما يتغزل أن لا يقول لها: أنت أجمل إمرأة في الدنيا. في رائي لابد له أن يعقد أمامها مقارنة بينها وبين إمرأة أخرى ويبين لها أنه لا يرى غيرها. مثل أن يجلسوا سوياً امام التلفاز وعندما تأتي مذيعة او ممثلة يقول لها: انظري لهذه، الشباب معجبين بها كثير، مساكين ما شافوا اللي معاي. وينظر في وجهها ويطبع قبلة بين عينيها لكن لابد أن يكون صادق في ذلك وتخرج الكلمة من قلبه. لابد له أن يجعلها تفضض له وتنظر في عينيه نظرة إنكسار وطلب للأمان وتضع رأسها على صدره . أظن أن جبال الثلج لن تذوب فقط بل ستنهار. أقصد أنه يجب على الزوج المحب أن يكون هو الطبيب النفسي لها واول علاج يبدأ به هو مراجعة صدق حبه ومشاعره تجاهها بعد أن ينسى جميع الإساءات التي كانا خلال الخمس السنوات الماضية بل وما قبلها. لابد أن ينسى حتى يساعدها بأن تنسى وتبدأ صفحة بيضاء جديدة تكون أول كلمة فيها: أحبك. والله أعلم
اللهم أصلح و آلف بين قلبيهما وانزع الخبث الشيطان من صدروهما وارض عنهما وارضهما عنك وارضهما عن بعضهما يا أرحم الراحمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
لغير جمالكم نظري حرامُ وغير كلامكم عندي كِلامُ ( الكِلام هو التعب والشدة )
وعمر النسر منكم بعض يوم وساعة غيركم عامٌ وعامُ
أحب بأن أكون لكم جليساً وتنصب لي بربعكم خيامُ
إذا عاينتكم زالت همومي وإن غبتم دنا مني الحِمامُ ( الحِمام هو الموت )
فداووا بالوصال مريض هجر يهيم بكم إذا سجع الحَمامُ
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق محب ; 09-02-2004 الساعة 11:52 AM