رد : تقصير زوجي المادي وبعده العاطفي !
أختي بياضة
أشكر لكِ ثقتكِ في رأيي و اسأل الله أن أكتب ما ينفعكِ :
1- أتحفظ كثيراً على رأي المستشار الذي أخبركِ أن زوجكِ لا يراكِ الزوجة التي يطمح لها
على أي أساس بنى رأيه و هو لم يجلس مع زوجكِ و يتحدث معه أو يفهم منه .
2- يبدو لي أنكِ ضغطتي على زوجكِ في الفترة أخيرة كثيراً وطالبتيه بالتغيير .
لاشك أن التغيير للأفضل أمر جميل و مطلوب .. لكن عندما تنبع الرغبة في
التغيير من الإنسان نفسه تكون أسهل من أن تفرض عليه من شخص آخر ..
بمعنى : زوجكِ غير مدرك لأهمية التغيير الذي تريدينه منه لذلك هو يشعر
أنكِ لا تحترمينه و تتعدين على كينونته كرجل .. و تريدين تسييره على هواكِ
و أي انسان و خاصة الرجل حينما يوضع في مكان زوجكِ فإنه يقاوم التغيير
إما مقاومة شرسة و يقول : لا هذه طباعي و لن تتغيير و قد يلجا إلى الضرب و الشتم .
أو يعاند و يعمل عكس ما تطلبينه .. أو يتهرب منكِ و يغيب عن المنزل لساعات طويلة .
4- أضيفي إلى ذلك أنه يحمل هم أخواته و هموم كثيرة يحملها كل رجل و زوج و أب .
ماذا عليكِ أن تفعلي ؟ من رأيي :
1- يجب ان تدركي يا حبيبة أن سنة الله في الخلق هي التدرج
لا يمكن أن يتغير إنسان بين عشية و ضحاها
و كما يقولون أن الله تعالى خلق السموات و الأرض في سبعة أيام
على الرغم من قدرته تعالى في أن يقول لها كن فتكون ..
لكنه أرادنا أن ندرك الحكمة فإن كل الأمور يجب أن تأخذ وقتها و تتدرج في التطور و التغيير .
انظري إلى الطفل الذي يتعلم المشي كم يسقط و ينهض ثم يسقط وهكذا حتى تتدرب عضلاته
و عظامه فيصبح ماهراً في المشي و الركض كذلك .
أنت يا أختي تسيرين في الطريق الصحيح بإحسانك إلى زوجكِ و اهتمامك به
و لابد أن يأتي اليوم الذي تثمر فيه جهودكِ و يتغير فتابعي بصبر و رضا
فـ ( طالما استعبد الإنسان احساناً ) .
2- زوجكِ كما يبدو قلق من تأخر زواج أخواته
أشعريه أنكِ تشاركينه هذا الهم و أنكِ تقدرينه و تفتخرين بحبه لأخواته و حمل همهن
و أنه قليل من الإخوة يفعلون ذلك فمنهم لا يهتم بمشاعر أخواته و منهم من يكون سبب
في تعاسة و شقاء أخواته ..
أيضاً : كما قالت الاخت سيلا
الدعاء لأخواته و ذكرهن بالحسنى ومدحهن و تبيين لزوجكِ أنه لعل تأخر زواجهن
هو ابتلاء لهن من ربّ العالمين حتى يرفع درجتهن في الآخرة و منازلهن في الجنة
و لعل الله تعالى يختار لهن الأخير من الرجال الذين يستحقونهن ..
ذكريه عند خروجه للمسجد أن يدعو لكِ و لأبنائكِ و لأخواته و والدته في سجوده .
قولي له مثلاً : نريد الذهاب للعمرة و ندعوا عند الكعبة لأولادنا و أهلنا و لأخواتكِ بالأزواج الصالحين .
3- عندما يغضب زوجكِ لا تكون ردة فعلك الغضب أيضاً
بالعكس حاولي أن تمتصي غضبه بهدوئكِ و التصرف بطريقة تشتت ذهنه عن الحالة التي هو فيها
فيتبدد عضبه مثل: احتضانه بحب أو على الأقل الابتعاد عنه لحظة غضبه حتى يهدأ .
4- لا تجعلي زوجكِ أبداً يشعر أنكِ في حالة استغناء مادي عنه .
لما اشتريتي النشاف من مصروفكِ كان يجب أن تخبريه أنه من مصروفك و أنكِ بذلتي جهد في جمعه
لأنكِ عندما اخبرتيه أنه من أخواتكِ فهذا يعزز في داخله أنه لديكِ أخوات يعطينكِ المال
فلستِ في حاجة إلى ماله ..
بالعكس أخبريه الحقيقة أنكِ معتمدة عليه تماما في الناحية المادية
عندما يحضر حاجات البيت اشكريه و ادعي له بالأجر ومضاعفة العوض من الله في الدنيا و الآخرة
كذلك قبل نومه قبلي جبينه و قولي له : ارتاح يا حبيبي انا مقدرة كم تتعب في العمل لتوفر لنا اللقمة الكريمة .
ايضا : احتضنيه دائماً وادعي له قولي مثلا : اللهم حرم بشرة زوجي حبيبي على النار
و أدخله الجنة بلا حساب و لا سابقة عذاب .
عندما تشتهين شيئاً لنفسك كلميه بالحسنى وقولي له ألا تريد أجر الصدقة
و ذكريه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أرشد إلى أن أعظم الأجر في الدينار الذي
ينفقه الرجل على زوجته و أولاده .. و كذلك حديث : خياركم خياركم لنسائهم .
أختي بياضة
الواضح أن زوجكِ يتعرض للضغط من أكثر من جهه وهو لايجد حوله من يشعر به
كوني أنتِ هذا القلب الحنون الذي تحتوينه بعاطفتكِ و ستلاحظين أنه سيتغير
تدريجياً للأفضل .. بإذن الله .
أسأل الله الذي لا إلاه إلا هو الحي القيوم أن يسعدكِ مع زوجكِ في الدارين .
أخيراً :
سؤال : هل تشعرين أنكِ مجبره على الحياة معه أو أنك باقية معه باختياركِ ؟
بالتوفيق
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .