أحي فيك أختي رجاحة عقلك باحتواء مشاكلكم داخل عش الزوجية وعدم البوح بها لأحد فهذا في حد ذاته بادرة حل لها لأن خروجها يعقد المسائل أكثر ودخول أطراف خارجية حتى لو كانت من أهلك يوسع من دائرة الخلاف ويخلق حاجز بينكم.
وأعوذ بكلمات الله التامات أختي من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أصابتكم .. فالعين حق، لكن علينا أن نحكم عقولنا عند مواجهة بعض المشاكل والحياة لا تخلو منها والزوجة الفطنة العاقلة التي تخاف على بيتها من الهدم هي من تمسك بزمام الأمور في مثل هذه الحالات وهي التي تدير الدفة نحو بر الأمان ..
العناد لا يأتي بنتيجة سوى العناد .. والمواجهة الزكية والدبلوماسية في المعاملة هي التي بنتيجة والله لا يضيع الصابرين .. والله يمهل ولا يهمل .. وهذا في حد ذاته اختبار لقوة صبرك وتحملك .. واختبار لإيمانك .. وأن تقولي الحمد لله على ما أبتلاني لهي في ميزان أعمالك حسنات خير ألف مرة من النزاع في حلقة مفقودة.
لكن ما يتبادر لذهني الآن .. هو ما ذكرتيه بأن دخولكم تم بعد عدة أشهر وأن هذا الشيء قد يكون أثر في نفسياته .. وهذا كله أختي راجع للثقافة الجنسية وأهميتها وكيفية تخطي هذه المرحلة في بداية الحياة الزوجية والواجب على كل زوج أن يكون ملم تماماً مشاعر واحاسيس الطرف الثاني خاصة لمن يجد الحرج في مثل هذه الأمور .. وهي فترة وتعدي بسلام طالما كانت النفوس قريبة من بعض، فما بالك وعلاقة الحب التي بينكم ليست عابرة وإنما متأصلة جزورها ..
أنا في رأئي بأن ما يصدر من زوجك على الفراش .. ربما يكون بادر من شيء نفسي أو خوف أو مشكلة لها علاقة بالأمراض الجنسية من عدم إتمامها على الوجه الأكمل مع شخصك في حين أنه يتلذذ ويجد المتعة مع أخريات ولا يواجه نفس المشكلة التي يواجهها معك على الفراش فيتحجج بما يريد ويستمتع بالممارسة..
أنا في رائي بأن زوجك يحتاج منك لأن تشعريه بالثقة وأنك خير عون له في مثل هذه الأمور .. وأنك أبرع من أي واحدة يبحث عنها ليقضي ما يواجهه معك .. ربما تقصير منك، أو شيء في نفسه يحتاج لأن يخرج .. أو مريض نفسياً يحتاج للعلاج .. فالزنا مرض ضعاف النفوس.. لكن زوجك كما ذكرت يصلي ويعرف الله ويحبك..
يا أختي أبحثي في دواخلك ستجدي الإجابة.. فاثنان بدأت حياتها بالحب ووضعهما ممتاز ولا يوجد ما يعكر هذا الجو.. أكيد بل أجزم بأن زوجك في نفسه ما يريد أن يقوله ولا يقدر البوح به.. ولنضرب مثل "عملك مثلاً" أنت تعملين ووضعك ممتاز ولست في حاجة لهيمنة زوجك المادية وسيطرته فراتبك يكفيك .. أقول ربما وربما يكون هذا واحد من العوامل فبعض الرجال يحب أن يشعر بالهيمنة والسيطرة وأن الأمور بيده يحركها متى يشاء .. يحب أن يأتي من العمل يجد زوجته في انتظاره تمد له يدها بابتسامة، وتكون على أهبة الاستعداد متى ما أرادها وليس متى ما أرادت هي.. هذا نمط بعض الرجال.
أختي طولت عليك.. لكن العلاج بيدك..
طولي بالك ولا تهدمي حياتك وأبحثي عن الحلول المنطقية
نعم لا ترضي بتاتاً بالخيانة وضعي لها حل فوري وجزري
خوفاً من الأمراض وما شابهها وخوفاً من غضب الرب
وهذا كله أيضاً بنوع من الحكمة والعقل والتدبر
كوني أقرب أكثر من ذي قبل من الله
أجعلي علاقتك معه وثيقة في أبسط أمورك
أشكي له همك .. صدقيني هو خير منصف وخير عدل
وفقك الله وطمئنينا عنك..