في البدايه اختي في الله وقبل كل كلمة اريد كتابتها ... اريدكي ان ترددي الان وبعد كل صلاة ... اللهم اجعل لي من كل هم فرجا ... وكل ضيق مخرجا ... وارزقني من حيث لا احتسب ...
اعلمي اختي في الله انني سأبدأ كلامي من حيث ماترينه أسوداً قاتما ... الا وهو احتقار ذاتك ورميها بالدنائة ... وانتي اختي الفاضلة اخطئتي في هذا الحكم ... اتعرفين لماذا ... ؟
لأن ماتعتقدينه دنائة هو قمة الصفاء ... هي النفس اللوامه ... التي أقسم بها رب العباد ... النفس التي تحتقر الذنب وتحترق منه وتندم على عمله .... إذا انتي هنا لستي بالدنيئة ... بل المستحقره للذنب والخطأ ... إذا انتي أفضل من كثير ممن يعملون الذنب ويلههم طول الأمل ويغريهم ستر الله عليهم بالاصرار على الذنب ... وانتي هنا ولله الحمد ويجب عليكي قبل جلد ذاتك ... أن تعتزي بنفسك اللوامه التي تلومك على خطأ اقترفتيه وحين اقترفتيه لم تكوني أول من أخطأ أو الوحيدة التي تذنب ... ولا تنسي اختي في الله بأن الله لولا وجود الذنوب لم يوجد المغفره ... رحمةً وشفقةً بعبادة ....
وبعد هذا سأرجع لأساس مشكلتك وماعانيتي منه في مرحلة الطفولة ... فإن كان ماضياً بائساً كما تنظري له ... فأنتي لم تجعلي منه ماضي وذهب وأصبح من الذكريات الحزينه أو المؤلمه ... بل جعلتي منه سبب شقاء لحاضرك وجعلتي مستقبلك مستقبلاً مجهولاً ... ولم تكتفي بأن تجعلي المستقبل مجهول فقط ... بل أصبحتي تفكري في أن تخسري الحياة الأبديه ... حياة الخلود ... وترمي بنفسك في جهنم خالدةً مخلدة ... كما توعد الله من قتل نفسه ... بأن هذا ما ينتظره في الآخره ... فالله سبحانه وتعالى هو من خلقنا وهو من إذا حانت نهايتنا أتانا ملك الموت وقبض أرواحنا ... وإن كنتي تري في الانتحار خلاص من مشكلة فإنما هي وسوسة من الشيطان ليغرر ببني آدم في لحظات ضعفهم وفقدهم للثقة في الله سبحانه وتعالى ... وأن الخلاص والحلول والنجاة والسلامة هي من عند الله ... وأنا حينما اخترت أن اشارك في موضوعك هو لما لمسه من ايمان بالله بلومكي على نفسك وتحميلها ما لا تطيق ... ونسيتي بأن ما أصابك لم يكن ليخطئكي مهما عملتي ... ولكن بكل آسف وجدتكي ربطتي بين الفقر والهم بين الفقر وما تسميه انحراف ... وهذا خطأ كبير وقعتي فيه ... فالفقر والغنى كلاهما ابتلاء من الله ... فمن ابتلى وصبر ... فاز في اليوم الآخر ... ومن اغناه الله وتجبر وتكبر وطغى ... خسر يوم القيامه .... ولو كان الفقر هو السبب في التعاسه أو فكرة الانتحار ... لما وجدنا كثير من الاغنياء مهمومين وكثير منهم اختاروا ان ينهوا حياتهم بالانتحار .... اين المال ؟ لماذا لم يسعدوا ... ولماذا انتحروا ؟ اسألي نفسك ...
اما مايخص والدكي وخجلك من وظيفته ... ترى لو كان والدكي لا قدر الله تاجر مخدرات ... ماهو شعوركي تجاهه هل ستتقبليه وهل سيتقبله المجتمع السوي ... هل سيسعدكي ما يجنيه من مال محرم حتى وإن حقق لكم ما كنتم تمنون ؟
فقط اريد ان اقول لكي ... عيشي حياتك ... بأن هناك ...
ماضي ... حاضر ... ومستقبل ...
ولا تخلطي فيما بينهم البين ... الماضي خذي منه أجمله ... والحاضر عيشيه لبناء مستقبل أجمل ... والمستقبل فكري بأن يكون وضع بناتك أفضل مما كان وضعك ... بالالتفات لهم ... ونصحهم وإرشادهم ومتابعتهم وتوجيههم ... ليكونوا أعضاء فعالين في المجتمع ... واستفيدي مما مر بكي بأن يكون خبرةً لكي في الحياة ...
اما زوجك ... تذكري بأن الخلقة والخلق من الله ... فكم من رجل وسيم وإمراة جميلة فقدوا جمالهم إما بحادث مروري أو بحادث حريق ... وتذكري بأن هناك كثير من الفتيات في بيوت اهلهم يتمنون من يطرق باب بيتهم كائناً من كان هرباً من العنوسه وطمعاً في أن يروا ذريتهم ...
واخيراً تذكرى بأن صفوة الخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ... قال (( اللهم احييني مسكينا , وأمتني مسكينا , واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامه ))
ولا تنسي ... الدعاء بعد كل صلاة ... وان تلزمي الاستغفار ... والدعاء في جوف الليل بالسجود ...
أسأل الله العلي العظيم بكل اسم هو له وأسأله بإسمه العظيم الذي اذا سأل به أعطى وإذا نودي به أجاب ... أن يجعل لكي من كل هم فرجا وكل ضيق مخرجا ويرزقكي من حيث لا تحتسبي وأن يفرج همك ويزيح ما أغمك ويشرح لكي صدرك وأن يغفر لكي ما قدمتي من ذنب وأن يكفيكي الله شر نفسك وشياطين الانس والجان ...