الســؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سيتم عقد قراني مع شخص اخترته وأحببته لأنه إنسان عظيم يتمتع بعديد من الخصال الحميدة، وأنا سعيدة بذلك لكن المشكلة أنه مصر على التمتع بحقوقه الزوجية وذلك بعد عقد القران وقبل موعد الزفاف. أعرف أن ذلك من حقه باعتباره أصبح زوجا لي، لكنني أرفض ذلك وبشدة! لأنني تربيت على قواعد معينة ولا أستطيع فعل ذلك حتى مع الإنسان الذي سأتزوجه، فأنا لست مستعدة نفسيا للقيام بواجباتي الزوجية. أرشدوني من فضلكم فذلك سبب لي مشكلة معه خاصة وأنه مصر على ذلك. الجـــواب بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فالحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على هذه النعمة السابغة التي منَّ عليك بها، وهنيئًا لكما هذا التوفيق العظيم الذي منَّ عليكما به جل وعلا، فنقول لك مهنئين باسم الشبكة الإسلامية: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير، ونسأل الله عز وجل أن يجعلكما زوجين صالحين وأن يفتح عليكما من أبواب رحماته وبركاته، وأن يجعلكما من عباد الله الصالحين. وأما عن هذا الأمر الذي أشرت إليه فواضح أن زوجك الكريم - حفظه الله تعالى ورعاه – حريص على أن يجتمع بك الاجتماع المشروع، فهو بحمدِ الله لم يطالبك بالحرام قبل العقد الشرعي، وإنما طالبك بذلك بعد حصول العقد ظنًّا منه أن هذا هو الأولى أو لأنه يرغب في ذلك بقوة. ومع هذا يا أختي فإن موقفك هو الموقف السليم؛ فإن العقد وإن كان يبيح المرأة للرجل والرجل للمرأة، لأنهما صارا زوجين شرعًا إلا أنه لابد من مراعاة أمر الإشهار الذي يحصل بحفل الزفاف، فإنه قد تحصل بعض المشاكل قبل إتمام هذا الحفل والبنت في بيت أبيها وقد دخل بها زوجها فيحصل من ذلك مشاكل قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الطلاق مثلاً فتجد الفتاة نفسها قد دُخل بها ولم يُشهر هذا بين الناس وربما ظنَّ العامة أن هذا نوع من الزنا أو من الحرام، وهذا أمر قد يقع - كما لا يخفى على نظرك الكريم – وقد يحصل الحمل في وقت مبكر ويتأخر الزواج نظرًا لبعض الظروف وبعد ذلك تجد الفتاة نفسها في ورطة حقيقية قد وقعت فيها، وهذا أيضًا مشاهد وواقع. فخير ما يقوم به زوجك الكريم هو أن يتصبر وأن تلفتي نظره إلى هذه المعاني الشرعية المعتبرة، فليس معنى كون أنه قد عقد عليك أنه يحصل الجماع بينكما على الفور، بل المطلوب أن يلتزم بما تُعورف عليه بين المؤمنين وهو إشهار النكاح بالحفل المعروف ثم بعد ذلك شأنه بك. وأيضًا فإن لك الامتناع - إن شئت - عن هذا، فهذا لا يحرم عليك لأنك بإمكانك أن تقولي له: أقم حفل الزواج وأنا مستعدة لبذل نفسي لك، فهذا من الناحية الشرعية المحضة. فينبغي أن يكون هنالك قدر من التفاهم بينك وبين زوجك بالأسلوب اللطيف الرفيق وأن تأخذي بيده إلى الحق أخذًا رفيقًا حتى لا يترتب على ذلك بعض المفاسد التي لا تخفى على نظرك الكريم. مضافًا إلى ذلك: أن بهجة العرس ولقاء العروسين له وزنه أيضًا، فهذا أمر يراع، فينبغي أن يحرص عليه، وإن كان هنالك تعذر لأن يقيم حفل الزواج نظرًا لعدم إمكانه المادي وأصر على الجماع فإن خير ما تقومين به هو أن تبيني لأهلك أنه سوف يدخل بك ولو كان قبل الزواج وأن يبيِّن لأهله كذلك، ثم تقومون حفلة لطيفة أسرية ويحصل فيها قدر من إظهار الفرح والمسرة ثم بعد ذلك تنتقلين إلى بيته وقد حصل المقصود والمتعارف عليه، فهذا أيضًا حل يمكن المصير إليه عند الحاجة إليه، فخذي زوجك برفق ولطف وأقنعيه بالأسلوب الشرعي، وإن احتجت أن يُبسط لك ذلك بجواب خاص فيمكنك الكتابة إلى الشبكة الإسلامية لنوجه إليه خطابًا لنبين له بالأدلة الشرعية أن خير ما يقوم به هو أن يتصبر حتى يتم الأمر ويُشهر بالحفل المتعارف عليه، فصيغي سؤالاً يحسن أن يعرض عليه حتى نمدك بذلك الجواب، هذا إن كنت محتاجة إليه. ويمكنك أيضًا النظر في الأجوبة التي تبين ما يحل للزوجين إذا تم العقد بينهما. وأما ما أشرت إليه من أنك ترفضين هذا الأمر وتصرين عليه فهذا من حقك لأنك بذلك تحفظين نفسك من الوقوع في أي إشكال من الإشكالات التي أشرنا إليها في أول الكلام، فموقفك موقف سليم، وكما بيَّنا فإن أراد الزواج بك فليعجل بإنجاز الحفل المتعارف عليه ولو بالأمور اليسيرة التي تظهر الفرح والابتهاج بالعروسين ثم شأنكما ببعضكما، فهذا هو يا أختي خير ما تقومين به، فموقفك موقف سليم لا حرج فيه بل هو الموقف الصواب، فبيني له واشرحي له بالرفق والهدوء وبالكلام المقنع، ونسأل الله أن يشرح صدوركما وأن ييسر أموركما وأن يتمم فرحتكما بزفافكما وأن يجعلكما من عباد الله الصالحين وأن يوفقكما لما يحب ويرضى. وبالله التوفيق. المجيب : أ/ الهنداوي |
||
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|