" فهاهي " صفة الدنيا التي اغترُّوا بها في بهجتها وسرعة زوالها فهي كماء أنزله الله من السماء فخرج به النبات بإذنه وصار مُخْضرًّا وما هي إلا مدة يسيرة حتى صار هذا النبات يابسًا متكسرًا تنسفه الرياح إلى كل جهة
وكان الله على كل شيء مقتدرًا أي: ذا قدرة عظيمة على كل شيء ...... التفسير الميسر
فكما أسميناها في البداية دار الممر
فعن علقمة عن عبد الله قال اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر في جلده فقلت بأبي وأمي يا رسول الله لو كنت آذنتنا ففرشنا لك عليه شيئا يقيك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ما أنا والدنيا إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها )
قال الشيخ الألباني : صحيح بن ماجه رقم 4109
فعندما يكون الرجل مسافراً و يريد مراده بسرعة و قرر الراحة في ظل شجرة كم سيأخذ منه ذلك وقت
وهل هو عاقل حتى يركن الإنسان إلى تلك الشجرة و يكمل حياته عندها
و يترك مراده و مبتغاه .... ولكنه يجب أن يتزود منها ليكمل طريقه ليصل الهدف بنجاح
وعن ابن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك في أهل القبور ) رواه البخاري
عابر سبيل .... عابر سبيل ... عابر سبيل
و لو ربطنا الحياة بالنجاح الدنيوي فسأقول
ليس كل ناجح في الحياة يكون ناجح في آخرته
و ليس الفاشل في الحياة يكون فاشلاً في آخرته
و دليل ذلك هو
قول أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )
رواه مسلم
أشعث اغبر مدفوع بالأبواب لا منظر ولا مال ولا جاه و لا شهادات و لا سيارات ولكنه بتقواه لو أقسم على الله تعالى لأبر الله بقسمه
.
.
.
عفواً على الإطالة
و نسأل الله العلي القدير أن يدخلنا و إياكم فسيح جناته و يجعلنا من الناجحين في الدارين
والله ولي التوفيق
__________________
ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة