..
أخي المبارك،
أتمنى منك ببساطة أن تأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:
- افهم قصتك جيداً:
لاحظت كثيراً أنك لا تدري ماذا يحصل حواليك!
فمرة هي المخطئة ومرة أبوها . ومرة السبب أنك ضربتها فغضبت هي، ومرة أن أباها أخذها لأنه غاضب على ضربك لها. والآن تقول أن أباها لم يرد من الموضوع إلا إذلالك. مرة تقول أن الزوجة غاضبة عليك وأنت تطنشها حتى تتعلم أن لا ترفع رأسها عليك. ثم مرة أخرى تفترض أنها مسكينة مظلومة ثم تفترض ثالثة أنها بلا شخصية!
مرة تقول أنك خائف من أبيها ثم مرة تفتخر بأنك أقوى منه وأنه مجرد أحمق عقله كعلبة الصلصة.
مرة تقول أن الأب يريد لابنته الواثق في نفسه ولا يحتاج لأحد- ثم تقول لما حاول اعطاءك المال فرفضت وتعللت أنك لا تحتاج لأحد فلذلك كرهك!
أنت لم تفهم بعد قصتك.. ثم إنك تعطينا التفاصيل بالقطارة.. ثم تفترض أن نساعدك في حل المشكلة!
- أنت ترى العالم من عينيك فقط:
وهذا طبع كل الناس. لكن حاول دائماً أن تفكر ماذا يفهم الآخرون. ماذا ستظن زوجتك حينما تتركها كثيراً بلا سؤال ولا اهتمام؟ ربما (وهذا افتراض علو النفس) أنها بلاقيمة وستأتي إليك لتقبل قدميك وستذوب فيك.. لكن هناك افتراض آخر أنها بلاقيمة عندك! وأنك لا تحبها وعلى هذا فستحبذ الطلاق أكثر وأكثر لعلها تجد من يحبها! لاتصدقني إن أردت لكن خذ جولة في موضوعات المتزوجات والمطلقات لترى بأم عينيك!
ماذا سيظن أبوها؟ ربما يظن أنك قوي الشخصية وتستطيع شكم ابنته وشكمه على حد سواء (وهذا افتراضك فيما يظهر لي) .. ولكن من موقفه ربما لايعلم أنكما تسامحتما .. ولذا حرصاً على ابنته فلن يرجعها هكذا - الموضوع من نظره أنك ضربت ابنته فأخذها . وأنت تريده أن يرجعها لك دون أي اعتذار! فأنت على هذه النظرة تزداد سوءا كزوج يوما بعد يوم.
بل ربما نظر إليك على أنك الشخص الذي لايؤتمن على ابنته عند النوازل: فلو مات أبوها لاقدر الله ثم رميتها عند أهلها دون اهتمام بها ولا سؤال فأنت لاتستحق في نظره أن تتزوج ابنته.. فأنت في نظره لم تقم بحق الزوجية: أنت مسؤول عنها حتى وان كانت في بيت أبيها.
ضع دائما في عقلك أن هناك نظرات مختلفة لذات الموضوع..
- قيّم الحقائق:
هناك افتراضات.. وهناك حقائق..
من الحقائق: أنت ضربتها - هي خرجت مع أبيها دون إذنك... إلخ
من الافتراضات: أنها خرجت برغبتها أو برغبة أبيها - أن الموضوع هو بسبب رغبة أبيها في اذلالك لشيء في نفسه... إلخ
أثناء تحليلك للموضوع وفهم القصة ضع اعتبارات مختلفة: فالحقائق لها قيمة عالية والافتراضات مجرد وسيلة لاكتشاف السيناريوهات المختلفة للموضوع.
حينما تبني كل شيء على أساس الافتراضات ستكون القضية في رأسك مغلوطة تماماً وستتعامل معها بشكل خاطئ وليس في مصلحتك!
..
أما ادعاءك أن ما تفعله قول أهل علم ومستشاري اجتماع.. فقد أخطأت كثيراً .. ولا يعميك موقفك عن الحقيقة:
هذا تفسير آية الهجر من محاضرة الشيخ المنجد على هذا الرابط:
http://www.islammedia.ws/files/t/t-0...00-00-0800.doc
ولاختصر لك النقطة:
بدأت بالضرب قبل الوعظ والهجر!
ثم إن الهجر له شروط وأساليب .. وتركها عند بيت أهلها ليس من الهجر الشرعي الوارد في القرآن والسنة:
اقتباس:
المرتبة الثانية الهجر
فإذا لم ينفع الوعظ ولا التذكير بالرفق واللين وأصّرت المرأة على خلافه، انتقل الزوج بعدها إلى المرتبة الثانية من مراتب العلاج والاستصلاح، وهو أشد، وهذه قاعدة واضحة في الشريعة ( البدء بالأسهل )، يوليها ظهره في المضجع، أو ينفرد عنها بالفراش، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} : الهجران ألا يجامعها ويُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ فِي فِرَاشِهِ. أحكام القرآن لابن العربي (2/338) . قال سعيد بن جبير: الهجر هجرُ الجماع. تفسير الطبري (8/302).
وجاء أيضاً: " لا يكلمها ولا يحدّثها، وذلك عليها شديد" .
والهجر إنما يكون في المضجع لا في البيت، فلا يجوز له أن يهجر في غير الفراش إذا كان الهجر في الفراش كافياً، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَلا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ)) أبو داود (2142) وأحمد. وصححه الألباني.
وهذا يدل على أن فراش الزوج والزوجة واحد، ولذلك صار الهجر في الفراش بأن يوليها ظهره، وهذا الهجر من عدم الجماع وعدم التحدث يشعرها بجدية الزوج في تصرفه، وأنه هنالك حقاً ما أزعجه لدرجة أنه صار مولياً لها، وهذا فيه تأثير شديد في نفسها، وهذه الطرق الإلهية والخطوات القرآنية من أحكم الحاكمين الذي خلق المرأة وخلق الرجل ويعلم ما يؤثر في هذا وما يؤثر في هذه .
لا زالت القضية حتى الآن سرية بينهما، وعظ بينهما، وكذلك هجراً بينهما، فإذا لم تستفد الزوجة من هذا الهجر المستثنى من حديث هجر المسلم لأخيه فوق ثلاث، بدليل هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- أزواجه شهراً تأديباً لهن لما تمالأن عليه في قصة العسل ومارية وسؤال النفقة والإحراج والإكثار والإيذاء، وإلا فلم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليهجر زوجاته من شيء يسير، فإنه أكرم خلقاً من ذلك، ولعل هذا وافق شيئاً من الاعتكاف مثلاً فدخل فيه
|
فهذا يارعاك الله التأديب الشرعي.. قارنه بما فعلت..!
ثم يا أخي الكريم:
ذهابك لأبيها مرجلة للأسباب التالية:
- أنك مقدام: اذا واجهتك المشكلة تستطيع أولاً البحث عن تفاصيلها ثم حلها بنفسك.
- قلة في الكلام وكثرة في الفعال: فأنت في المنتدى تتحدث منذ أيام عن هذه الحالة. فقم بخطوات للأمام فالقائد والفارس هو من يتغير ويحرك.. ليس من ينتظر التغيير ليحصل له.
- زيادة معرفة: أنت كما ذكرت لك أعلاه لاتعرف تفاصيل القصة كاملة وإن ظننت ذلك.. فذهابك لأبيها في معرفة لوجهة نظره عن القصة منه ومنها.
- مرجلة في عيني زوجتك: أنك الفارس الشجاع الذي أنقذ الأميرة من القصر ( صدقني هكذا ستظن هي)
لم أقل يا أخي الكريم أن تذهب إليهم وتبكي..
قلت اذهب إليهم وناقشهم وحاورهم. اعترف بأخطائك وكلمهم عن أخطائهم بحزم.. هذه الرجولة الحقة.
..
حانت الفرصة لأن تنجح زواجك: هذه فرصتك الآن لتقوم بقيادة التغيير في بيتك.. هذه صفة العظماء "صناعة التغيير".. ان انتظار التغيير أن يحصل هو حيلة العاجزين..
وفقك الله وأصلح حالك.