خالد إنسان خلوق بشوش محترم من الناس، أصبح بين ليلة و ضحاها
بفعل أبويه جلف غليظ الطباع مع سارة انتصارا لوالديه من خلق أبويها
والذين لم يكفا أيضا عن الإملاء على ابنتهما مايجب أن تفعله مع زوجها
تمثيلا منهما و إقناعا لها أنهما حريصين على مصلحتها.
كان خالد و سارة في السابق يتقاسمان الحياة بينهما برضا و سعادة، أما اليوم فيعتبر
كل منهما الآخر مستغلا و يسعى أن يسيطر على المنزل.
في السابق، إن احتاج خالد لتتمة مال من عند زوجته كي يتم مشروعا
يأخذه منها برضاها و اتفاقها معه و يرد إليها ما أخذ قريبا أو تشاركه هي في مشروعه.
تنقص أحيانا خمسمائة ريال عند خالد أو يزيد ألفان عند سارة لا يؤثر ذلك
فيهما و يسامح كل منهما الآخر من أجل الحب الذي بينهما و من أجل سعادة الأسرة ،
أما اليوم فهما سماعان لوالديهما منفذين لرغباتهم حذو القذة بالقذة كل منهما
يريد أن ينتصر لوالديه .
صفعة على خد خالد
في يوم من الأيام أتى موعد النوم و استلقيا على السرير بعد أن نام فيصل
و عبدالله ، أراد خالد أن يبتغي ماكتب الله له فوجد إعراضا من سارة على
غير عادتها و أدارت إليه ظهرها ، ففسرها بأنها ربما متعبة و قد حضيت
بعمل شاق ذلك اليوم فعذرها و نام من غير أن يلقي اهتماما للحدث.
وفي الصباح الباكر و هم على الإفطار كانت لا تحادثه و لا تريد أن تكلمه على
غير عادتها أيضا ، هنا سألها خالد ، ما بك ؟
لم ترد، و اكتفت بتجاهله و أدخلت لقيمات في فمها ، ثم سألها مرة أخرى ، ما بك؟
لم ترد أيضا ، فاستشاط خالد غيظا و ضرب بيده بقوة على الطاولة و صرخ فيها :
( وش فيك انتي متغيره من البارح ) ؟
هنا نطقت و تحرك لسانها ، و قالت : قطعة من ذهبي ما وجدتها وقد كانت على الطاولة
عصر أمس ، و استطردت سائلة سؤال اتهام : أخذتها يا خالد و ابتعتها ؟
كانت تلك الكلمات منها لخالد بمثابة صفعة قوية على خده ،
قام و اقترب منها و صفعها هو على خدها صفعة قوية طوت منها أذنها يوما كاملا .
قامت و بكت و لبست العباءة و غادرة إلى بيت أهلها القريب منها تاركة وراءها
أطفالها و مدرستها و زوجها .
كانت تلك الحادثة بداية انقسام شديد في الأسرة
سأسرده لاحقا إن شاء الله.
اعذروني : لا أتعمد الإطالة لكن القصة حقيقية و ليست قصيرة ، بالإضافة
إلى انشغالي نوعا ما ، ولو سردتها مرة واحدة ربما تملون .
فتابعوا معي الأحداث ، و سأعرض في آخر رد سرد كامل لفوائد من القصة
كي يستفيد منها المتزوجون و يتفادون الأخطاء ، وهذا هو الهدف من الموضوع.
__________________
اللــهُمّ توفـّنـي مُسْـلـمـاً وَألـْحِـقنـي بـِالـصَّـالِـحـيـْن