اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة la7n_in_love
رغم حاجتنا الماديه الشديده لهذا العمل ،،
كيف اترك طفلتي الوحيده من الصباح حتى بعد الظهر ؟؟؟
الى كل من تعيش او يعيش في هذا الوضع ،، اتمنى ان أقرأ منكم من خلال تجاربكم ،، محسان ومساوئ عمل الآم لساعات طويله بعيدا عن طفلها الذي لم يتجاوز السنه من عمره ؟؟
|
عزيزتي..
طلبتِ تجاربنا .. وسأضع تجربتي بين يديكِ بشيء من التفصيل.
بعد ولادة ابني كنت مضطرة للبقاء في عملي لمدة تزيد قليلاً على السنتين بسبب التزام قانوني .. ولكِ أن تتخيلي بالفعل شعوري وأنا أترك ابني عند السابعة من كل صباح ولا أراه حتى الثالثة من بعد الظهر .. مع ملاحظة أنني منذ البداية كنت قد عودت ابني على النوم المبكر مراعاة لصغر سنه وحاجته لساعات نوم كافية .. يعني بحسبة صغيرة كنت لا أرى ابني ولا يراني إلا حوالي خمس ساعات يومياً.
هل تعرفين ماذا فعلت؟؟؟
كنت أتعمد إيقاظ ابني كل يوم عند الساعة السادسة صباحاً فقط حتى يراني وأراه .. أرضعه وأبدل ثيابه وألاعبه قليلاً ثم أعيده لسريره ليكمل نومه قبل مغادرتي ... وكان الجميع ينتقدني ويقولون أنني أخرب نوم ابني ولا أدعه يشبع من النوم صباحاً .. ولكنني كنت مصرة على تصرفي .. فهل تتخيلين ماذا يعني أن ينام ابني عند الثامنة أو الثامنة والنصف مساءً .. وأخرج صباحاً للعمل وهو لا يزال نائماً؟ ...... هذا يعني ألا أرى ابني وألا يراني لمدة تسعة عشر ساعة متواصلة .. لذلك كنت أقول لنفسي: على الأقل هذه الساعة الصباحية ربما تعوض قليلاً!
وعندما كنت لا أزال أعمل كنت لا أفعل أي شيء في حياتي .. بمعنى أنني بمجرد أن أعود للبيت فإنني أرهن نفسي لابني فقط ولا شيء آخر .. يعني لا أخرج ولا أزور أحد .. وحتى السوق كنت أستأذن من عملي في الصباح لأتسوق فقط حتى لا أتعدى على الساعات القليلة التي أرى فيها ابني.
وحتى في المرات التي كنت أستأذن فيها فإنني في كثير منها كنت ألغي السبب الذي استأذنت لأجله من العمل وكنت أقول لنفسي (ما دمتِ خرجتِ من العمل فابنكِ أولى بهذا الوقت من السوق) .. وكنت أعود للبيت بدلاً من المشوار الذي استاذنت من أجله!
صدقاً صدقاً كنت متعبة نفسياً بشكل كبير .. وكنت أشعر بأن هناك شيء كبير وحيوي وهام ينقصني .. وبدأت بالفعل أكره العمل رغم أنني كنت قبل الزواج من أكثر الموظفات حباً للعمل .. بل إنني كنت أغار من أمي (أم زوجي) وحتى الخادمات في البيت لأنهن يرين ابني أكثر مني!!!!!!!!!!!!
وكانت فكرة (ابني سينساني لأنه لا يراني كثيراً) تكاد تقتلني خوفاً ورعباً.
وكانت فكرة (كيف أربي ابني على أمور معينة وهناك غيري من يلقنه ويعلمه بطريقة تختلف بكل تأكيد عن طريقتي وأسلوبي) تسيطر عليّ وتقلقني ايما قلق.
ووالله والله إنني لم أرتح نفسياً إلا عندما تركت العمل بالفعل.
عزيزتي..
أنا لا أعرف وضعكِ المادي بالضبط .. ولكن إن كانت (((لقمة))) ابنتكِ متوقفة على عملكِ فاعملي بكل تأكيد بالرغم من كل شيء .. أما إن كنتِ تريدين العمل لتوفري لها الكماليات التي يتمتع بها غيرها فبالطبع سأقول لكِ (لا للعمل وابنتكِ بكل تأكيد تحتاجكِ أنتِ اكثر من اية كماليات في الدنيا).