أختي الصغير بنت النور.. حفظها الله
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: بر الوالدين؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله".
وضد البر : هو العقوق لهما ، وذلك من أكبر الكبائر . لما ثبت في الصحيحين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور وفي الصحيحين أيضا ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من الكبائر شتم الرجل والديه قيل يا رسول الله وهل يسب الرجل والديه؟ قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه فجعل صلى الله عليه وسلم التسبب في سب الوالدين سبا لهما . فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية ببر الوالدين ، والإحسان إليهما ، ولا سيما عند الكبر والحاجة إلى العطف والبر والخدمة ، مع الحذر كل الحذر من عقوقهما والإساءة إليهما بقول أو عمل .
سأعتبرك أخت صغيرة لي مع أني آخر العنقود وسأتخيل أنك أختي الصغيرة.. كلنا مررنا بهذه المرحلة ( مرحلة الطغيان والعقوق وكره ردات فعل الوالدة ) لكن.. هل أنت مستعدة لسماع تجربتنا وتستفيدي منها أم تنوين خوضها لوحدك والتعلم منها ؟!! سوف أقوم بواجبي ولك الإختيار...
عندما كنت في مثل عمرك لا أحد يستطيع يقول لي.. لأ.. وإلا ثرت وعصبت وفرضت رأيي بقوة.. ونجحت وكل طلباتي مجابة وكنت أفرح كثيرا بداخلي لأني نفذت ما أريد.. وما زلت أرفض أن يقال لي لأ.. لكن الفرق أني تعلمت أن أفرض رأيي بأدب واحترام ( لأنني تخيلت نفسي أعق والدي والله عزوجل مطلع علي واستشعرت ذلك وقلت لنفسي ماذا لو أن الله تعالى يطلع علي الآن بنظرة غضب ؟ )وأصبحت مثلا أقول لم لأ.. لماذا يا أمي الحلوة تردي على طلبي بلا دون نقاش.. مع أنها عكس والدي إذا طلبت شيء استفسر عنه و لو قال لأ فله وجه نظر مقنعة لا يقولها من فراغ.. عموما أقارنها بأنه متفهم أكثر منها فتهدأ وتتفهم..
لقد اقترنت طاعة الوالدين بطاعة الله عزوجل ولله حكمة في ذلك.. يشق على الإنسان أن يتحكم به أحد ويفرض رأيه عليه لذلك أجر برهم وطاعتهم كبير حتى لو كانوا على خطأ..
لم أشعر بوالدتي إلا بعد أن مرضت و شعرت بمعاناتها الجسدية والذهنية.. أنا معك أن الأولاد هم فرحة للأباء.. ومعنى كلامك أنك لم تستفيدي شيئا من قدومك للدنيا وليس لهم فضل عليك بل أنت من يحمل الفضل عليكم لأنك أتيت ليستمتعوا بضحكاتك وبكائك ويتفاخروا بك أمام الأصحاب.. وانت حرة في ردات فعلك! أتعرفين ما يعود لك أنت من معاملتك لأهلك ؟؟ لو أحسنت لهم أحسنوا لك أولادك.. ولو أسأت لهم أساؤوا لك أولادك.. ولو تزوجت وأنجبت وكبروا أولادك وجاءت ابنتك تضع يدها على خاصرتها تقول ( والله أنت المستفيدة من جيتي للدنيا مش أنا ) ما هي ردة فعلك ؟ أو جاءت تصرخ ( أنا أريد هذا الشاب شئتم أم أبيتم ) ما هي ردة فعلك ؟ هذا وأنت ربيتها العمر كله على العيب والحرام.. لا تقولي سأكون أم متفهمه وأقول لها ما شاء الله رجال ما ضحك عليك جاء خطب من الباب.. وخليه يتفضل ؟ وما أدراني ممكن سببها مقنع وأنت لا ترغبين أن نعرفه.. قولي لنا ونحن نحكم.. سؤال.. هل تتوقعين أن ييسر ويبارك لك الله في أمر أساسه حرام ؟ الله عزوجل يحبك ويريد لك الخير ابتلاك حتى تعودي له وتقبلي عليه بالتوبة والطاعات والصدقات.. حبيبتي الدنيا أيام وساعات لن تأخذ شيء معنا منها إلا عملنا الصالح والباقي فاني.. فاعملي على شيئا أخير وأبقى..
وأنت قلت انك تجلسين و تضحكين معها وعندما تذكرين أنها السبب في فراقك من حبيبك تتركيها وتقومين..حبيبتي لو أن حبيبك كان فيه خير لك لتزوجتيه ولم تستطيع قوة في الدنيا تقف أمام إرادة الله عزوجل.. لقد نطق والدتك لتنفذ أمرا مقضيا.. وبدليل أنها لا ترفض باقي الخطاب لأنهم أتو بالحلال.. صدقيني لو تزوجتي حبيبك لانشر الخبر و الجميع عرف أن زواجك عن حب.. هل ترضين أن تكون سمعتك السيئة على كل لسان ؟ إن لم تخجلي من الناس فاخجلي من نظر الله تعالى لك و توبي له لكي تبدل سيئاتك حسنات.. و خير الخطائين التوابين.. بما أن سبب غضبك من والدتك هو رفض الخاطب فاصفحي عنها لأنه أمر الله لو أراد أن يكون لكان.. أما عن مضايقاتها لك فبكل بساطة قولي لها أمي الحبيبة أرجوك أحترميني و عامليني كما تعاملي بقية أخواني.. لو أحسنتي لها وأحببتها و انصتي لمشكلاتها وصادقتها لفضلة صحبتك على باقي اخوانك.. جربي ولن تخسري بل لك الجنة وما أدراك ما الجنه.. سوف تكبر والدتك وتنكسر شوكتها وستحتاج لمن يحضر لها الماء.. هل ستكونين أول من تناديه لتطلب منه الماء ؟ أم ستتأففين من طلبها وتقولي لها قومي جيبي لنفسك ؟!!!! هل سيرق قلبك أم تضلين قاسية عليها ؟ اسمعي هذا الحديث الشريف:
اقتباس:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك
وقال ابن شبرمة ويحيى بن أيوب حدثنا أبو زرعة مثله
|
إني متأكدة أنك تحفظين هذا الحديث ولقنتك هو الأستاذة بل حفظتك أمك إياه لإختبار الحديث.. صح ؟ من أحق النا بحسن صحابتي.. يعني من أولى أصاحب ؟ والدتك عندما تبعدك صاحباتك عنك لأنها تريدك أن تجلسي معها و تسليها وربما تغار منهن لان أضراسك تظهر وشفاتك تكاد تتشقق من كثر الضحك معهم وعندما تقفلين السماعة يصبح وجهك عبوسا قمطريرا
وسيأتي اليوم الذي ينشغل فيه كل الناس ولن تبقى إلا والدتك هي من سيسأل عن أخبارك وأخبار زوجك وتوصيك عليه وتطلب منك المحافظة على منزلك و على أناقتك لكي لا يرى منك إلى ما هو جميل.. تنصحك و تخفف عنك لو اشتكيتيها وتصبرك هنا ستعرفين ما هي فائدة وجودك في الدنيا ووجود أم في حياتك !!
آخر ما أقول لك.. أمك ثم أمك ثم أمك.. لن تعرفي قيمتها الآن إلا عندما تفقديها لا سمح الله أو أنها لم تعد كما كانت !
هذه نصيحة تختصر 10 سنوات قادمة تعانين فيها حتى تتضح لك نفس النتيجة.. اطلبي صحبة والدتك أحبيها اكسبيها في صفك.. ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه..
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.. نحن هنا لكي نأخذ بيدك وأرجوا منك التفاعل معنا ولا تعاندي فتحي ذهنك لما تقرأين وتقبليه بصدر رحب راغب بالنصح والتغيير.
أختك في الله
Miss Hawaii
__________________
من وثق بالله أغناه
ومن توكل على الله كفاه
[CENTER]______________________________
كرروا معي يا بنات
أنا لؤلؤة.. داخل محارة.. في بحر عميق.. لن يكتشفها !!..
إلا غواص ماهر
[CENTER]قال علي بن أبي طالب للأشعث بن قيس:
إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور ، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور[/CENTER]
[/CENTER]