عزيزتي برود المطر :
قرأت موضوع عن ردة فعل الطفل حينما يشاهد والديه في وضع حميم
وحبيت أنقل لك هالمعلومات للفائدة لكل ام حتى لا تتعرض لمثل هذا الموقف المحرج
{ أكيد كل أب و أم سيمنعا طفلهما من رؤية مشهد غير لائق في التلفاز، فكيف بهما والحال كذلك ان يسمحا للصغير برؤيتهما ـ وهما قدوته في الحياة ـ في مثل تلك الاوضاع، وهنا لابد وان نأتي على ذكر أن تتوافق تعليماتنا وتوجيهاتنا كآباء وأمهات مع ما نقوم به من أعمال، فمن غير المنطقي أن نطلب من الطفل عدم مشاهدة بعض الافلام لان فيها أموراً خارج حدود الادب ويرفضها الدين في الوقت نفسه ثم يتفاجأ بأن والده ووالدته يقومان بنفس تلك التصرفات، فمثل هذه الامور قد لا تظهر اعراضها في نفس اللحظة بل سيحتفظ بها الطفل في داخله لفترة معينة ثم تظهر على شكل سلوكيات غير سوية مستقبلاً
وكذلك لابد من تعويد الطفل آداب الاستئذان عند الدخول إلى غرفة الوالدين وبخاصة في اوقات النوم، لاننا بهذه الطريقة نجنبه ونجنب انفسنا أعراضاً نفسية كان من الممكن تجنبها بقليل من الحذر والاحتياط
كما أن ردة فعل الطفل تتفاوت في شدتها وقسوتها وطريقة تعبيره عن تلك المشاهد وتتفاوت في شدة ارتباك الطفل حسب درجة وقوة المشهد والوضع الذي رأى الطفل فيه ابويه
ومن ضمن ردات الفعل التي تنشأ عن مشاهدة تلك المشاهد الاتي :
1) نجد الطفل يحاول العبث بجسمه.
2) يتطور إلى ممارسة ما رآه مع الاطفال الآخرين، فبعض حوادث الاعتداء الجنسي قد تكون وراءها رؤية العلاقة الخاصة بين الزوجين
3) سلوك عدواني غير مبرر في البيت تجاه اخوته او اصدقائه او أقرانه
4) من الممكن ان يصاب الطفل بالاكتئاب او القلق
5) عادات سيئة مثل مص الاصبع وكثرة الحركة بلا مبرر، {والتدخين والادمان } {لمن هم في سن المراهقة }
6) من الممكن أن يشعر الأبناء أن ميدان الجنس ميدان مخيف وآثم، فتتولد لديه مشاعر القلق والاضطراب والرفض، وهذا ما يسميه البعض ب "الكبت"، وقد يتعدى الأمر بالتأثير على نظرة الفتى الفتاة إلى الجنس الآخر
6) وللكبت نتائج أخرى كثيرة منها تأجيج الفضول الجنسي ليتحول الصغير إلى باحث عن الأمور الغامضة، يبحث عن إجاباته في كل حديث، في كل مجلة، وعند الأقران والخدم، وإذا واجهه الفشل في الوصول إلى إجابات مقنعة يفقد الصغير ثقته في قدرته العقلية، وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل رغبة المعرفة لديه فيلجأ إلى اللامبالاة المعرفية فيبدو كالمتخلف عقليًّا لأن هناك عوامل انفعالية كبّلت قدراته العقلية، كما يفقد الصغير ثقته بوالديه اللذين يفشلان في مواجهة أسئلته العفوية، ويؤكد علماء النفس أن من توابع الكبت .. الاضطراب السلوكي، فالاهتمام الزائد والمفرط للأبناء بموضوع الجنس قد يؤدي إلى الشرود والكذب والسرقة، بالإضافة إلى القلق والعدوان وفي بعض الأحيان إلى عدم الانضباط المدرسي.
ان ما قد تقع عليه عينا الطفل يعتبر شيئاً فظيعاً ومرعباً بالنسبة اليه لذا كانت الضرورة في محاولة تهدئة الطفل، ولعلنا هنا نؤكد على اهمية التستر، امام الابناء خاصة عند بلوغهم سن الثالثة بل وكلما بكرنا في ذلك كان افضل، ثم ان علينا ان نعود الطفل على الاستحمام بمفرده، فمن الخطأ الكبير جعله يستحم مع والده، او والدته سواء كان الطفل ذكر اً او انثى بهذا التصرف لن نجعله يحترم العورات وبالتالي فإننا نطلعه على امور ليس من الجائز ان يطلع عليها، واكرر مرة اخرى وبشدة على مسألة الحذر ثم الحذر من ان يرى الطفل ما يحصل بين الزوجين.
ثم جاء التوجيه الرباني:
( وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) صدق الله العظيم.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:يعني إذا بلغ الأطفال الذين إنما كانوا يستأذنون في العورات الثلاث إذا بلغوا الحلم وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال ، يعني بالنسبة إلى أجانبهم وإلى الأحوال التي يكون الرجل على امرأته ، وإن لم يكن في الأحوال الثلاث . قال الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير:إذا كان الغلام رباعياً فإنه يستأذن في العورات الثلاث على أبويه ، فإذا بلغ الحلم فليستأذن على كل حال ، وهكذا قال سعيد بن جبير ، وقال في قوله : (كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) يعني كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه.
فالخطاب بالنسبة للأطفال توجّه للأبوين . وقال ابن عباس رضي الله عنهما:إذا خلا الرجل بأهله بعد العشاء فلا يدخل عليه خادم ولا صبيّ إلا بإذنه حتى يُصلي الغداة ، واذا خلا بأهله عند الظهر فمثل ذلك .
كما ان { التجاهل } التام وعدم الشرح يعتبر خطأ؛ لأن الطفلة قد شاهدت بعينها ما حدث، ولا شك أن الطفلة سوف تسأل الكثير من الأسئلة، وهنا يمكن إجابتها بلغة وطريقة تجعلها تستوعب ما تريد أن تعرفه دون أن يسبب لها القلق.
وهناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي عبارة عن معلومات تُعطى دفعة واحدة وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين في الانتهاء من واجبه "المزعج" بأسرع وقت، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة كي تترسّخ في ذهنه تدريجيًّا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله.
إن المناخ الحواري من أهم شروط التربية الجنسية الصحيحة، فالتمرس على إقامة حوار هادئ مفعم بالمحبة، يتم تناول موضوع الجنس من خلاله، كفيل في مساعدة الأبناء للوصول إلى الفهم الصحيح لأبعاد الجنس والوصول إلى نضج جنسي.
والمطلوب هو التجاوب مع أسئلة الابن أو الابنة في حينها وعدم تأجيلها حتى لا تضيع منا فرصة ذهبية للخوض في الموضوع، حيث يكون الابن متحمسًا ومتقبلاً لما يقدّم له بأكبر قسط من الاستيعاب والرضي. ومساعدته لتقبل فكرة ضرورة بقاء هذه اللذة في ضمن إطارها الطبيعي أي تقديس العلاقة من خلال الزواج.
وبساطة الحوار القريب من الحقيقة يمثل ظاهرة صحية تماما بأسلوب مبسط لنستدرجه إلى التفكير والتحليل على ضوء ما يملكه من خبرة ومنطق وتقديم ما يحتاجه من معلومات بصورة مبسطة مناسبة لاستيعابه الذهني دون تطويل أو تعقيد ليكتشف أن فيما بعد لو استسقي معلوماته من أي اتجاه أن هي نفس إجابات والديه الصادقة إذن ليس هناك احتياج للمصادر الخارجية .
أخيرآ ياريت الموضوع { يثبت } حتى تستفيد منه كل أم وأب حتى يتفادوا هذا الوضع وان تعرضوا له يجدوا العلاج المناسب متاح باذن الله
التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 13-03-2010 الساعة 01:10 AM