زهرة البنفسج الحزينة ..



في أحد مواضيع التعبير في المرحلة الثانوية ، كتب أستاذ اللغة العربية تعليقا على موضوعي عن الإنسان والزمن ،
تعليقا بقي محفورا في ذاكرتي زمنا طويلا :

(أنت وأمثالك يا " ..... " كزهرة البنفسج ، تعطون في أيام الجدب ، لهذا أنتم متميزون على غيركم ..)

بحثتُ عنها .......

عن زهرة البنفسج ، وتماهيت فيها حتى الاتحاد ...

فهي قد تبدو للجميع زهرة عادية بسيطة حجمها صغير ولونها بنفسجي ولها رائحة زكية ..

لكن لو علمتم أنها زهرة تمتاز عن كلّ الزّهور ، بأنّها تزهر في أيّام الجدب والصّقيع، وتنثر عبيرها في الأثير

في الوقت الذي تموت فيه بقية الزهور وتجفّ ، فتعلّمتُ منها أنْ أعطي في الوقت الذّي لا يستطيع أو يتوّقع فيه أحدٌ

أن أعطي ...

ولو علمتم أنها زهرة صغيرة جدا ، أوراقها بشكل قلب وهي تلتصق بذرات التراب كطفل يغفو في حجر أمه

، فتعلّمتُ منها التواضع دون ذلّ ، والحبّ دون أنانيّة أو تملّك


زهرة البنفسج زهرة حزينة ، لكنها جميلة

تغسلها قطرات النّدى كلّ صباح فتلمع بتلاتها الصغيرة برقّةٍ في الجوّ الغائم، فتعلّمتُ منها أن أكون دائما جميلة

حتى في وقت الحزن والكآبة

نحن البشر في زمن نرتكب فيه المجازر باسم الحبّ والسّلام ، علينا أن نتعلّمَ من زهرة البنفسج

كيف نعطي ونحبّ ... ونغسل نفوسنا ....

في وقت الجدّب ...

في وقت الصقيع ....

في وقت الحزن.....

في وقت الكآبة .....

في وقت السلم و الحرب ...