أخي الفاضل..
قرأت كل مواضعيك .. وفيها كلها تتهرب من ذكر الأسباب التي دفعت زوجتك لطلب الطلاق.
وإن كنت تعتقد ان إخفاء تلك الأسباب سيجعل البعض يتعاطف معك .. فإنني أرى أن هذا الأمر يُحسب ضدك لا لك .. فلا يلجأ لمثل هذه المراوغة إلا من يعلم علم اليقين أنه هو المخطئ وأن الطرف الاخر معه كل الحق في رد فعله.
خاصةً أن سبق وطلبتها في بيت الطاعة ورُفض طلبك في المحكمة ... وهذا الحكم له دلالته بكل تأكيد.
لذلك فإنني لا أرى سبباً يمنعني من الوقوف في صف زوجتك.
الآن....
المشكلة الحالية تخص الولد .. ويبدو لي والله أعلم أنك تستحسن فكرة أن الولد يتشبث بك عند إعادته لبيت والدته .. وتحاول تفسير هذا التشبث على هواك وتعتقد بالفعل أن سلوكه هذا مرجعه أنه غير مرتاح مع والدته وأهلها وأنهم (مب دارين عنه) كما قلت في أحد مواضيعك السابقة! .. ويبدو أن هذه الفكرة عاجبتك لدرجة أنك تقف مكتوف اليدين ساكناً وأنت تراه يُسحَب من بين ذراعيك .. وكأني بك تريد مزيداً من إقناع نفسك أن الولد متعلق بك ويحبك أكثر من والدته لدرجة أنه لا يريد تركك والرجوع لها .. وكأني بك تريد مزيداً من التعاطف!!!
رغم أن الطفل في هذا العمر وفي الغالب يتشبث بأي شخص يخرجه للنزهة والتمشي ويتعلق بكل من يشتري له الألعاب والحلوى .. وبالتأكيد وطالما أنه (يربح) ما يعجبه ويشتهيه فإنه لن يرغب في انتهاء ذلك .. وطبيعي أن يعبر عن ذلك بالبكاء والتشبث بمن يحقق له ما يريد .. ولكنك نسيت يا أخي أن الطفل في هذا العمر لا يتمتع بالتفكير المنطقي .. يعني هو لن يفكر كالبالغين ويزهد فيما تقدمه له أنت أو حتى غيرك باعتبار أن أمه توفر له تلك الأشياء .. بل هو كطفل سيفكر بطمع وسيرغب بكل تاكيد في الاستزادة مما يراه أمامه في ذلك الوقت أياً كان ما توفره له أمه.
لذلك أتمنى عليك ألا تفسر سلوك ابنك بأكثر مما يحتمل.
أخي الفاضل..
عندما تعيد ابنك إلى بيت والدته فلا يفترض بك أن تجلس مكانك منتظراً أن يأتي أحد لسحبه من بين ذراعيك .. بل إن من واجبك ـ إن كنت تراعي نفسيته بالفعل كما تقول ـ أن تتحدث إليه وتوضح له إن الوقت قد حان الآن لرجوعه عند والدته .. وأنك ستعود إليه فيما بعد لتخرج معه وتنزهه كما فعلت اليوم .. وحتى لو بكى ورفض ـ وهو أمر طبيعي كما قلنا ـ فيجب عليك أن تكون حازماً ولا تستجيب سلباً لبكائه ولا تشعره بأنه مظلوم وكأنه سيرجع إلى الجحيم .. بل يجب عليك أن تتحرك من مكانك وتنزل من السيارة وتسلمه بنفسك للشخص الذي سيرجعه للبيت.
ولا تخف ولا تقلق .. فهو لن يكرهك ولن يحمل في نفسه شيئاً ضدك .. لأنك يفترض أنك ستنفذ وعدك وتعود لرؤيته بالفعل حسب الحكم الذي حكمت لك به المحكمة.
أن يعيش الولد بين والديه هو الوضع الصحي والأفضل دون شك .... ولكن ـ كما قالت أميرات ـ فإن كان الوالدان يتمتعان بالحكمة والتعقل فإن الولد يمكن أن يجتاز موضوع طلاق والديه بسلام ... لذلك لا تتذرع بنفسية الولد وكأن السبيل الوحيد لها هو اجتماعك أنت ووالدته في بيت واحد ... فأنت لو أردت وكنت صادقاً بالفعل في حرصك على ابنك ونفسيته فيفترض أن تفعل ذلك أياً كان مصير علاقتك بوالدته.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.