"أَنْ تَتَظَاهَرَ بِمَا هُوَ ليْسَ حَقِيقيّ,
قَدْ يَبْدُوا أنّ ذَلكَ هُو كُلُّ مَا تَبَقَى لكَ,
لكِن أنْ تَسْتَمِّر فِي هَذَا التّظاهُرِ حتّى نِهَاية عُمركَ,
فإنّ ذَلكَ هُوَ العَذَابُ بعيْنه" ...
^
كَان هَذَا
مَا قَاله تِشايكوفيسكي
بعْد زَواجه من تلميِذَته !
أنْتَ بحَاجةٍ لعِلاجٍ نفسيّ سُلوكِيّ
تَسْعَى بِه للتَخَلّصِ مِن هَذِهِ الفِكْرَةِ وَتُقَاومها وَتُعالجُها
قبْلَ أن تَسْتَفحلَ وَتتمَكَّن منك, وَتتحوّل فِي نَظَرك إلى "فطْرة" لا تَسْتَطِيعُ تغْيِرها .
وَمَا دمتَ لم تُقترف هَذَا الذّنب لليَوم مع أنّه فِي نَفْسكَ, فثقْ أنّه حِفْظُ الله لك, وَلأنّكَ فِي قَرَارتكَ
تُؤمنُ أنّه مخالِفٌ لفطْرَتك, ... فاحْمَد الحَافِظ وَاحفَظْه !
" أوَّاهُ, ...
مَا أَشْقَى ذَكِيَّ القَلْبِ فِي الأَرْضِ الغَبِيَّة"!
أنْقُل لكَ حدِيثًا للمُسْتشار التربويّ: فتْحِي عبْد الستّار -لعلّ الله يَنْفعكَ به- يقول:
"إنّ الله عزّ وجلّ لمّا عَذَّبَ قوْمَ لُوط, عَذّبهم لأنَّهم نَكَسُوا الفِطْرَة وَشَوَهُوهَا وَخَرَجُوا عَنْهَا, وَاسْتَمْرَؤوا هَذِهِ العَادَة الخَبِيثَة حتَّى صَارَت جُزءًا مِن حَيَاتِهم,
وَلَم يُحَاوِلُوا أنْ يُعَالِجُوا أنْفُسَهُم مِنْهَا وَيَعُودُوا إلى الفِطْرَةِ السّلِيمةِ, وَهُم قَادِرُون عَلَى هَذَا وَتَتَوَافر لديْهم سُبلُ العِلاج"
وأضَاف:
" ... بِداية العِلاجِ هو الاعْتِرافُ بالمَرض وَبِوُجُوده, فَإن اعتَرَف الشّاذ أنّه مَرِيض, وَغيْرُ طَبِيعيّ, وَتَخلَّص مِن اعتِقَادِه أنَّه "مفطُورٌ" عَلى هَذَا الخُبث, وأنّه لا حِيلَة لَه فِيه, إنْ تَخَلّص مِنْ هَذَا المَنْطِق فَقَد وَضَع قَدَمَيْهِ عَلى بِدَايةِ الطّرِيق, وَيبْقَى المُضِيّ فِه إلى مُنْتَهاه, بِجِهادِ نَفْسِهِ جِهَادًا حَقِيقيًا, وَالتخلّصِ مِنْ دَوَاعِي هَذَا الفِعلِ والمُشَجِعِ عَليْه, كَغَيْرهِ من الأَفْعَالِ الخَبِيثة الأخْرى الّتي اعتَاد الإنْسَان فعلَها, وَمُحاوَلة مُمَارَسة الأفْعَال الطّبِيعِيّة والتّعوّد عليْها شَيئًا فَشئًا لتحلّ محلّ الأفْعَالِ الخَبِيثة, هَذَا إلى جانبِ مَا يَنْصَح بهِ الأطباءُ النفسِيون مِنْ نَصَائح وإِرشادات تتسقُ وَصِحيح الدّين وآدابَه وأخْلاقه .
أمَّا اعتِقَادُ عَدَمِ إمْكانيّة العِلاجِ واسْتِحالتِه بِدَعوَى أنّها "فطرة"
فَهَذَا طَرِيقُ اليائِسين الذينَ يُريدُون أنْ يُريحوا أنْفُسَهم مِن عنَاءِ الإصْلاح,
وَيُعْفُونها مِن تَجَرّعِ الدّواء المُر, حتّى يهلكَهُم المَرَضُ وَيَذْهَبُ بهم والعِيَاذُ بالله"
آخرًا :
يقُولُ تعالى:
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }
" أوَّاهُ, ...
مَا أَشْقَى ذَكِيَّ القَلْبِ فِي الأَرْضِ الغَبِيَّة"!
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|