السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-•✵ #حديث_اليوم ✵•-
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا عَدْوَى و لا طيرةَ و لا هامةَ و لا صَفرَ ، و فِرَّ مِنَ المجذومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأسدِ ).
الراوي: أبو هريرة. المحدث: الألباني. المصدر: السلسلة الصحيحة. الصفحة أو الرقم: 783. خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
https://youtu.be/e_TiAzNxJtk
—•✵-•-✵•—
-•✵ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✵•-
#شرح_الحديث :🍁
جاءَ الإسلامُ ليَهدِمَ مُعتقَداتِ الجاهِليَّةِ ويَبنيَ للمُسلمِ العقيدةَ الصَّحيحةَ المبنِيَّةَ على صِحَّةِ التوحيدِ وقوةِ اليَقينِ والابتِعادِ عنِ الأوْهامِ والخَيالاتِ التي تعبَثُ بالعقولِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لا عَدْوى"، وهيَ انتِقالُ المرضِ من المريضِ إلى غَيرِه. والمعنى: أنَّها لا تؤثِّر بطبعِها، وإنَّما يَحدُثُ هذا بقدَرِ اللهِ وتقديرِه، "ولا طِيَرةَ"، وهي التَّشاؤُمُ، وكانَ أهلُ الجاهِليَّةِ إذا خرجوا لحاجةٍ لهم من سفرٍ أو تجارةٍ فإذا شَاهدوا الطَّيرَ يطيرُ عن يَمينِهم استَبشروا به، وإذا طارَ عن يَسارِهم تشاءَموا بهِ ورَجعوا، "ولا هامَةَ"، وهي اسمٌ لطائرٍ يَطيرُ بالليلِ كانوا يَتشاءمونَ بهِ. وكانوا يَعتقِدونَ أنَّ رُوحَ القَتيلِ إذا لم يُؤخذْ بثأرِهِ صارتْ طائرًا يقولُ: "اسْقوني اسْقوني"، حتى يُثأرَ له فيَطيرَ، "ولا صَفَرَ" وهو الشهرُ المعروفُ من الشُّهورِ القمريَّةِ، وكانَ العربُ يُؤخِّرونَ تحريمَ شهرِ المحرَّمِ، ويجعلونَهُ في شَهر صَفر، فيُبدِلونَ الأشهُرَ الحرُمَ، فثبت الإسلامُ الأشهُرَ الحرُمَ على حقيقتِها، ومنعَ النَّسيءَ، ثم قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "وفِرَّ مِن المَجْذومِ"، وهو المُصابُ بمرضِ الجُذامِ، وهوَ مَرضٌ تَتآكَلُ منه أعضاءُ الإنسانِ، يعني: ابتعِدْ عنه مُحتاطًا لنفسِكَ طالبًا لها السَّلامةَ كما تفِرُّ من الأسدِ، وفي النَّهيِ عن القُربِ من المجذومِ؛ ليَظهرَ لهم أنَّ هذا من الأسبابِ التي أجْرى اللهُ العادةَ بأنَّها تُفضِي إلى مُسبباتِها؛ ففي نَهيهِ إثباتُ الأسبابِ أنَّها لا تستقِلُّ بذاتِها بل اللهُ هو الذي إن شاءَ سلَبها قُواها فلا تؤثِّرُ شيئًا، وإنْ شاءَ أبقاها فأثَّرتْ.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن التَّشاؤُمِ والتطيُّرِ.
وفيه: النهيُ عن المُعتقداتِ الجاهِليَّةِ.
وفيه: أنَّ الأسبابَ بيدِ اللهِ وهوَ الذي يُجْريها أو يَسلُبُها تأثيرَها، فيَنبغي الإيمانُ باللهِ وقدرتِه.