ابني الكريم أروقة الفكر: إجابة الرد 243
(استاذي الفاضل الوالد رجال الرجال
اسأل الله تعالى ان يجزيك عنا خير الجزاء) بارك الله فيك ورفع قدرك.
(مشكلتي / انا شاب عمري 30 عام مضت منها الى الان 5 او 6 سنوات لم اخرج من المنزل
انا الحمدلله بصحة وعافية وسليم عقليا يعني لست بمريض .. كنت سابقا شاب منطلق للحياة موظف
لكن فجأة تغير الحال تماما استقلت من وظيفتي واستقلت من الدنيا والناس واعتزلت بالبيت تماما
لي الان 5 سنوات ما اطلع من البيت كل يوم نفس الروتين اقوم .. اصلي .. اكل .. اشرب ..وانام
انت متخيل 5 سنين على ذات الوضع كل يوم زي اللي بعده ... طبعا اكره التجمعات العائلية تماما ليش ماتشتغل وش فيك والاسئلة اللتي لاتنتهي مو خوفا علي لا الا شماتة فيني وبالنسبة للوظيفة كانت تعرض علي وظائف سابقا لكن ما كنت اقدر اقبل احس شي يمنعني مرات يكون راتب قليل مرات ادور اي عذر رغم اني بداخلي والله ودي اشتغل وودي اكون بيت وعائلة ودي يصير لي حساب ببنك انا حتى بطاقة صراف ماعندي .... ثيابي مافصلت من 4 سنين امكن بعد ماكنت كشخة صرت اشتري جاهز بنفسي اقول لمين اكشخ وانا مرمري بالبيت المهم انا حاولت كذا محاولة رحت لمشائخ وقالو عين واستمريت على علاجهم ماتغير شي ابد قلت اوكي اروح للطب النفسي رحت ل3 اطباء واحد مهم اعطاني علاج جربته شهر وتركته لانه ماتغير شي ... انا عمري ماتركت صلاتي الحمدلله لكن جتني فترة عام كامل التزمت صلاة بالمسجد كل الفروض وقراءة البقرة كل 3 ايام ومحافظ ع الاذكار وتسابيح ولاتغير شي الين ضيق علي شايب سليط اللسان ليش ماسلمت عليه مرا وانا ماشي جمبه انواع التسلط كرهني المسجد صرت اروح مسجد بعيييد الين بديت اتكاسل وتركت كل ماذكر وصرت اصلي بالبيت وتركت الاذكار والبقرة
ماسبق نبذة ربما تكون غير مترابطة لكن اعذرني ابلخص المشكلة كما يلي
اني منذ 5 سنين ما اخرج من البيت في اليوم الا 7 -45 دقيقة اجيب خبز او اكل وارجع للبيت
لازلت مو قادر اشتغل اقول في نفسي اللي بعمري عندهم بيت 3 اولاد وانا ابرجع ابدا من الصفر
العلاقات الاجتماية اكره العائلية منها فقط وطبعا ماعندي اصدقاء .. لان اصدقائي السابقين اللي متزوج
والا عنده عيال ولا ارى نفسي اعود اليهم وانا كما انا بمكانك سر ... )
ابني الكريم:
لا شك لن يقدر معاناتك إلا من يعايشها مثلك ومفتاح الموضوع كلمة (لكن فجأة تغير الحال تماما استقلت من وظيفتي واستقلت من الدنيا والناس واعتزلت بالبيت تماما)
لأن ما يؤثر على الإنسان ويغير مسار حياته من الطبيعي إلى الأقل منه أياً كان بأحد أمرين إما داخلي أي من نفسه هو أو خارجي بسببٍ من غيره فإن كان من نفسه هو فهذا له طرق في التحليل والعلاج, وإن كان خارجي فهذا له كذلك.
التحليل:
قد قرأت موضوعك عدة مرات فتبين لي الآتي:
الاجابيات:
1- حفظ الله لك دينك وهذه نعمة كبرى يفتقدها بعض من عندهم أزواج وأولاد وأموال والناجحين في نظر أهل الدنيا.
2- حفظ الله لك عقلك وهذه كالأولى.
3- حفظ لك جسمك وأعطاك الأمن والفراغ.
4- قدراتك العقلية أكبر من عادية وهي تقييمك لوضعك ومجاراتك لكل الاحتمالات وتوقفك عن غير المفيد منها من لتقاء نفسك لقدرتك الرائعة في تقييم النتائج والثقة العالية بالنفس وهذه القدرة يفتقدها كثير ممن تراهم أفضل منك ويسبب لهم فقد هذه القدرات مشاكل كثيرة جداً وأعالج منهم كثيرين, أي أنهم ينتظرون من يوجههم وأحاول معهم ليكونوا مثلك.
5- هدوء تعاملك مع الوضع رغم صعوبته عليك وطريقة عرضك تدل على قدرة تحمل كبيرة وأنك نشأت نشأة متوازنة نفسياً وسلوكياً أو ورثت من أحد أقاربك بعض هذه القدرات وطورت الباقي.
السلبيات:
1- ردود فعلك تجاه عوارض حياتك مثل تركك للعمل والتجمعات هرباً من أسئلة الناس التي لا تنتهي وتركك للمسجد هرباً من الشايب وهنا اهتزت ثقتك بنفسك وهذا مناقض لما ذكرته عنك في الايجابيات إذا ليس صادراً منك أو أنك تلقيت ضغطاً أشد من طاقتك وهرب بك عقلك عن المواجهة لأنه لم يجد الحل المناسب لتلك المواقف.
2- انتظارك الحل من غيرك والبحث عما بداخلك من خارجها.
3- عدم استفادتك من الوضع بشكل ايجابي.
4- مقارنتك لما أصابك مع غيرك بشكل سلبي كما ذكرت عن اللي بعمرك متزوج وعنده أولاد ووظيفة ولم تقارن نفسك بمن هم في مثل سنك بالمخدرات والمسكرات والعاجزين عن الحركة والمرضى بأمراض مزمنة وغيرهم وهذا يقتل كل رغبة منك في التقدم.
5- إذا كان ما أصابك بسببٍ من نفسك (الاحتمال الأول )فابحث عن أي شيء منذ طفولتك حتى ذاك الوقت الذي توقفت فيه ولزمت المنزل.
وابحث عن أي موقف مرتب في باب من أبواب الخوف عندك حدث لك وانت كبير أي قبل الحادثة بأيام جعل خوفاً ما يستيقض فجأة لديك مثل أن تسمع كلاك أو ترى تصرف من أحد من الناس حولك ربط ذاكرتك بما يخوفك فوجدت نفسك لا إرادياً تبحث عن الأمن بالبعن عن مصادر الخوف واستمرار ضغط هذا الخوف عليك.
6 إذا كان بسبب خارجي (الاحتمال الآخر) فقد يكون عين أو ما يرتبط بها كالحسد وقد تكون صادرة ممن يقصد أو ممن لا يقصد ويشتهر عند العوام أن مفعولها يبطل بأحد الأسباب التالية ما أن يذكر الله عليك أو يؤخذمن أثره أو يموت, وقد يكون سحر معمول بقصد تعطيلك عن الحياة دون أذيتك بشكل مباشر وهذا علاجه بإبطال السحر بالقراءة أو فك السحر لانتهاء الهدف منه.
العلاج:
1- الترجيح بين الاحتمالين:
لاحظت أنك:
- تخرج بدون أي ضرر لشراء الأغراض الشخصية وترجع.
- تذهب للمسجد لمدة طويلة دون مانع ثم تتوقف من تلقاء نفسك.
- تحدث نفسك لو أنك خرجت كيف ستجاري من سبقوك والفاصل بينكم ست سنوات من العمر.
2- لا شك أنك استنفدت كل أبواب البحث عن مخرج.
3- المشاكل إما أن يكون لها حل مقدور عليه أو غير مقدور عليه ولكن بتاكليف باهظه وهنا يكون الترجيح حسب الحال وإما أن لا يكون لها حل فابنتظار حلها يتم التعايش معها كواقع مؤقت حتى يأذن الله بالانفراج.
4- لذلك فباعتبارك لم تجد حل من تلقاء نفسك أو من غيرك مجدي قلعلك تتعايش مؤقتاً مع وضعك وتقلبه من سلبي إلى أيجابي بعمل الآتي:
1- العمل من المنزل عبر النت وبواسطة مندوب لك ينوب عنك في الخروج ( ترجمة, ومساعدة في بحوث, تطوير, إدارة مواقع مالية أو غيرها, لغات, التجارة بالأسهم).
2- الاستفادة من بقائك في المنزل لإفادة غيرك ممن لا يبقون بمقابل مادي.
3- تكوين صحبة تناسبهم ويناسبونك ويكون الملتقى عندك في المنزل شبه يومي لكسر روتينك وربطك بالحياة بشكل مباشر.
4- التواصل عبر الفضائيات بالنصح والإفادة لمن لا يتمتعون بقدراتك في السيطرة على الذات وفاقدى الأمل.
5- إدارة حلقة تحفيظ للقرآن الكريم في منزلك أي تنظم يومك بين عدة نشاطات فالنت والفضائيات جلبت العمل للمنزل.
6- أنظر للنعم التي لديك وليست لدى غيرك لتعرف فضل الله عليك مع الصبر على ما ابتلاك ليرضى عنك وييسر أمرك.
(اسأل الله تعالى لي ولك ولكل قارئ التوفيق وتحقيق الاماني والطوحات بالدنيا والاخرة.) اللهم آمين ولكل إنسان هدفان إرضاء الله والكسب بالدنيا فإن فقدت الثاني فتمسك بالأول.
بانتظار تعليقك ثم نتابع.
-
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.