رد: كوفي شوب الصبايا (٣)
تفريغ نصي لإحدى محاضرات الحبيبة الأستاذة اناهيد السميري
1⃣
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذي يسر لنا هذا اللقاء، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما، وتفرّقنا بعده تفرقا معصوما، اللهم آمين.
نحن نريد أن نغير مفهومنا عن الخير لأن الناس دائما يرون الخير بأنه ما يوافق هواهم، والحقيقة بأنّ الخير هو استجابتك لأمر الله -عز وجل- والانتفاع من الفرص التي يعطيك الله إياها.
الإنسان له أربع مكونات:
1. أبدان.
2. وقلوب.
3. وعقول.
4. ونفوس.
🔻🔻🔻
نفوسنا هذه مليئة بالشهوات، وقلوبنا مستودع المشاعر، وعقولنا ترشدنا للصواب لو رُبّيت على الصواب، لكن نفسنا الأمارة بالسوء كثيرا ما تغلب عقولنا، لأن مشاعرنا التي في قلوبنا لم تتجه اتجاها صحيحًا، فالمفترض أن عقولنا تؤثر على مشاعر قلوبنا،
لكن ماذا يحصل دائما؟
نفوسنا هي التي تؤثر على مشاعرنا، رغباتنا هي التي تؤثر على مشاعرنا، فنحن نريد أن ندفع هذه النفس ونُدْخِل إصغاءنا لعقولنا التي إذا بنيت على الإيمان تأمرنا بما يحب الله.
↩ماذا يفعل لنا رمضان؟
نفسك الأمارة بالسوء تأمرك دائما باتخاذ الشهوة، في رمضان ماذا يحصل؟
تكف نفسك.
عقلك .. بسبب ما معك من إيمان يستجيب لأن تكف نفسك بعبادة الصيام، فماذا يحصل؟
تخرج من أن تشبه البهائم إلى أن تشبه الملائكة المقربين، لأن الملائكة المقربين الذين يعبدون الله -عز وجل- ولا يفترون في عبادته صفتهم أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون، ونحن اشتراكنا مع البهائم في الأكل والشرب والنكاح،
ولذلك لما يخبر الله عن تهديده لأهل الباطل والفساد يقول: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}
سوف يعلمون أن استجابتهم لكل هذه الشهوات لا تنفعهم.
فيأتي هذا الشهر يُخْرِج الإنسان عن استجابته لنفسه المتكررة، فنفسنا كلما أمرتنا أن نأكل أكلنا، كلما أمرتنا أن نشرب شربنا، كلما فتحنا أعيننا نريد أن نقوم تُرْجِعنا لننام ونشعر أننا متعبين، ثم تجد الرجل يستطيع أن يتحمل عملا شديدا في نهار وشمس لكن قل له: (قف صلّ ركعتين لله) يقول: (الحر شديد ولا أستطيع الخروج للمسجد).
هذه صورة من صور استجابة نفوسنا لهواها.
ماذا يفعل بنا شهر رمضان؟ المفروض أن نوقف نفوسنا عن الاستجابة لهواها، نصوم، نمتنع، فماذا يفسد هذه النتيجة؟ ماذا يفسد أنك تشبه الملائكة؟
ما الذي نفعله من أجل أن نشبه الملائكة؟
نصوم، وحتى نبقى قريبي الشبه بهم بعدما نفطر المفروض أن لا نصل لدرجة الشبع لتقوى أبداننا على العبادة...
سلسلة دروس الأستاذة
(أناهيد السميري) حفظها الله ...
((نگمل مستعينين بربنا ومتوگلين عليه))
2⃣
ماذا يفسد أنك تشبه الملائكة؟ ما الذي نفعله من أجل أن نشبه الملائكة؟
نصوم ..
وحتى نبقى قريبي الشبه بهم بعدما نفطر المفروض أن لا نصل لدرجة الشبع لتقوى أبداننا على العبادة.
••🌿 فأول شيء نواجهه حتى يكون رمضان شهر الخير:
لا تترك العنان لنفسك ..
لا تتركها بعدما أمرك الله أن تصوم وتترك شهوة نفسك، والصوم بنفسه يرخي النفس، كم كلمة ستقول وأنت صائم في مقابل أنك فاطر؟! وأنت فاطر ستبقى تتكلم مادام عندك طاقة، تأكل وتشرب وتتكلم، وهذا العمل الذي نقوم به، لكن لما نصوم تفتر ألسنتنا، فيتوقف باب عظيم من الذنوب نعيشه، وهكذا النفوس.
هل حقا انتفعنا برمضان
وتهذبت نفوسنا بالصيام ؟؟
نحن عندما نأتي لأذان المغرب نتحول من أناس طبيعيين لأناس مستجيبين تماما لشهوتهم، فنأكل أكلاً لا نأكله طوال السنة!
فأصبحت العملية ضد المقصد تماما، ضد ما أريد من الصيام.
أُريدَ من الصيام تهذيب النفس وتقليل طاقة البدن التي تسبب له القيام بالمعاصي.
↩ستقول: (لما يقل الطعام تقل قدرتي على الطاعة)
نقول: الطاعة تستلزم منك لا حول ولا قوة إلا بالله ..
تستلزم منك عبادة الاستعانة، ولو نريد أن نأكل الأكل الذي أُمرنا به شرعاً سنطرح ثلاثة أرباع إذا ما كان أكثر من ذلك مما نضعه على سفرنا ونأكله ..
لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ)) حتى أنها لقيمات وليست لقمة!
🔻فبدأ الإشكال من هنا:
النفس تأمرك بأوامر، وهذه الأوامر تقطع عليك المقصود من هذا الشهر، فلابد من :
• الاستجابة لما معنا من إيمان..
• والحرص الشديد على متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام والإفطار..
إلى أن يصل معنا الإيمان أن نقلل من حاجات الدنيا ونشعر لأي درجة نستطيع أن نتخلص منها
نحن أعطانا الله القدرة على الاستغناء عن الدنيا إلى حد الكفاف، لكن لماذا لا نستمتع بهذه القدرة
لأننا استجبنا لهوى نفوسنا.
وأيضا من آثار الصيام أنه :
يحيي القلب، ويزهد في الدنيا، ويرغّب فيما عند الله، ويذكر الأغنياء بالمساكين وأحوالهم؛ فتحصل حالة من العطف والشكر.
سلسلة دروس الأستاذة
(أناهيد السميري ) حفظها الله ...
(( نگمل بحول الله وقوته ))
معنى (إِيمَانًا):
أن تؤمن بأنك ستلقى الله، وبأن الله أمرك بأمر وسيأجرك على هذا الأمر،
لكن ما معنى (وَاحْتِسَابًا)
من الاحتساب أن تحتسب على الله أنك ستصوم النهار وينفعك هذا الصيام فيكون شفيعا لك، وفي رواية أحمد سنرى مكان الصيام وقت دخولنا للقبور، وهنا مكان الصيام وقت وقوفنا بين يدي الله.
🌿ماذا سيكون الصيام وقت وقوفنا بين يدي الله؟ شفيعا.
وأنت تصوم ماذا تحتسب على الله؟
تقول: يا رب أنا صائم وأود من صيامي هذا أن تقبله مني وأن تجعله شفيعا لي، هذا معنى الاحتساب، ليس شرطا بلسانك المهم أن يكون في وجدانك أني أحتسب على الله هذه الأعمال.
ولذلك كثير من الناس يظنون أن لا فائدة من ذكر الأجور،
((بالعكس)) : ذكرك للأجور وقت العمل هذا معنى الاحتساب، يعني لما يقال لك بأن ...
(سبحان الله وبحمده) مائة مرة سبب لمغفرة ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر، فأي مشاعر تقوم بقلبك وقتما تقول سبحان الله وبحمده مائة مرة؟ ستحتسب على الله أن يغفر لك ذنبك بناء على الوعد. ♥•°
•• تصوم لأن هذا فرض، صم وأنت تحتسب على الله أن يكون هذا الصيام شفيعا لك، مثله ما نحتسبه من صيامنا لرمضان بشيء في قبورنا.
↩ في رواية لأحمد رحمه الله: ((إِذَا دَخَلَ الإِنْسَانُ قَبْرَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ الصَّلاةُ ، وَالصِّيَامُ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ ، فَتَرُدُّهُ ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ ، فَيَرُدُّهُ ، قَالَ : فَيُنَادِيهِ اجْلِسْ ، قَالَ : فَيَجْلِسُ)) .
🔺أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ: هو مستلق على الأرض وعمله أحف به، أي لف حوله.
فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ، فَتَرُدُّهُ: يريد أن يقيمه من الجهة التي فيها الصلاة فترده.
🔺فَيُنَادِيهِ اجْلِسْ: يعني هو كان يريد أن ينزعه، يحمله، فمن هذا الجزء ترده، وفي الحديث بقية الأعمال من بر وصلة.
المقصود أنها تحفه، فنحن نحتسب على الله أن يجعل الصيام من الأعمال التي تحفنا في قبورنا ومن ثم تسبب لنا الأنس في القبر وقت الوحشة،
ونحتسب عليه سبحانه وتعالى أن يكون الصيام شفيعا مع القرآن، أن يكون حافًّا مع الأعمال الصالحة التي تكون سببا للأنس في القبر.
لا تنسَ في وسط رمضان أنت ماذا تريد من صيامك
فالاحتساب يُعْلي مراتب الأجور، فكل مرة تفكر لماذا تصوم سيكون هذا التفكير هو الاحتساب الذي يزيد أجرك في العمل،
↩ليس مثل الغافل، فالغفلة في مقاصد الأعمال مذمومة؛ والاحتساب يدل على أنك تحمل هَم قبرك والضيق الذي فيه، وما حمل عبد هَم قبره إلا وسعه الله عليه، وما حمل عبد هَم لقاء الله إلا جعله أحسن الأيام، ففتش همومك، ولما تفتشها ستجد نفسك لا تحتسب في أشياء كثيرة إنما تفعلها على وجه العادة ••
🌿ماذا يفعل الاحتساب في العادات ..؟؟؟
يقطعها ،،
يجعلك تفعل الفعل لكن بنية تحتسب على الله: يا رب أنا أفعل هذا الفعل وأحتسب عليك أن تقبله مني، وأحتسب لما ألقاك أن تجعله شفيعا لي (عمل قلبك)،
🔻وتقرأ آية من القرآن {ألم} وأنت تحتسب أنّ (ألف) حرف، و(لام) حرف، و(ميم) حرف، ولك بكل حرف حسنة ثم عشر حسنات.
🔻تحتسب ذلك على الله: يا رب أنا أقرأ وأنا أنتظر منك أن تعطيني أجور هذه القراءة، ولا أقرأ لأن الناس يقرؤون، ولا أقرأ لأنهم قالوا في رمضان اقرؤوا، لابد أن تعرف ماذا تنتظر من هذا عند الله
قد تقول: (لكني مؤمن بربي وكرمه).
نقول: الاحتساب دليل أنك مهتم وأنك مؤمن بلقاء الله وسيكلمك ما بينك وبينه ترجمان، وأنك تعتني وتهتم بأمر الآخرة.
فالمشاغل التي قطعتنا عن الآخرة لابد أن نأتي لرمضان وننقطع عنها،
ولذلك انظر :
شخص يصلي المغرب في وقته ويجتهد أن يصليه في وقته وهمّه أن يلحق المسلسل قبل أن يبدأ، هذا همّه، هل مثل شخص يصلي في وقته محتسبا على الله أن أصحاب الصلاة في وقتها لهم فضل؟! الجواب: لا طبعا {لَا يَسْتَوُونَ} ولا يمكن أن يستووا
سلسلة دروس الأستاذة
(أناهيد السميري) حفظها الله ...