أيتها الزوجة !! من أي نوع تريدين أن تكوني ؟؟
أختي الكريمة قد أثقل عليك في كلماتي ولكنها نصائح مجملة لحياتك الزوجية أردت سردها لعل من مر من هنا يوما يقول جزاه الله خيراً..
سؤال أبدأ به حديثي لك أولاً...... من أي نوع تريدين أن تكونين ؟؟؟
- أتريدين أن تكوني تلك التي أهملت زوجها ومظهرها أمامه وتركت الحب الزوجي والحنان الذي بدأت به حياتها مع زوجها وقد تكون بنت عشها إن صح التعبير مجازاً على أساس تلك المودة والرحمة التي جعلها الله سبحانه من أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية لتصبح ُأماً همها الأول والأخير الأولاد وماذا عملوا وماذا يريدون وأين ذهبوا ومتى سيعودون ، و..و..و..و..و....إلخ وتركت ذلك الزوج المحب حبيساً لتلك العاطفة المفقودة والتي أكل عليها الزمان وشرب، بل أصبح يفتقد إلى من يملأ عليه مكاناً جعلتيه مقفراً وخالياً لتتفرغي لتلك الرسالة السامية النبيلة ؟؟
- أم تريدين أن تكوني تلك الزوجة العاشقة الهائمة بحب زوجها الذي هو في أمس الحاجة لحب يملأه دفئاً وحناناً ويحتويه بين جنبات قلبه المتعب المثقل بهموم الدنيا ومشاق العيش الذي يسعى ليل نهار ليؤمنه لكِ ولأبنائكِ لتنعموا برغد العيش وتتلذذوا به، ونسيت أولئك الأبناء الذي أنت مسئولة منهم أمام الله أولاً ثم أمام زوجك ثانياً وأمام المجتمع ثالثاً فلم ترعيهم حق رعايتهم ونسيت أنك راعية ومسئولة عن رعيتك ولا يسقط واجب الزوج هنا في التربية فواجبه أكبر وأكبر ولكن أتحدث عن دورك أنت بالذات !!
- أم تريدين أن تكوني تلك الزوجة التي تفرغت لنفسها دون غيرها فبحثت عن الحفلات والزيارات والأفراح وسعت وراء الموضة وصرخات الأزياء وتابعت المجلات والقنوات وحرصت على الإطلاع على آخر ما يستجد في تلك المجالات بل وصار همها جمالها الجسدي ولكنها لم تعلم أنها أطفئت أهم من ذلك وهو جمالها الروحي وتركت ذلك الزوج وأولئك الأولاد بحيث لا تنتمي لهم إلا بالاسم والعرف ؟
- أم تريدين أن تكوني تلك المرأة التي يصعب في الواقع الملموس أن يطلق عليها زوجة أو أماً فأهملت زوجها وبيتها وأولادها وكذلك أهملت نفسها وكل حياتها بل وإن أشغلت نفسها بشيء فإنها تشغل نفسها باللاشيء فاستحال أن يطلق عليها حتى لقب الأنثى !!!!
ترى أي نوع تريدين أن تكوني من هؤلاء النسوة جميعاً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأما الأولى فأكاد أجزم تأكيداً بأنها كانت سبباً مباشراً لعزوف زوجها عنها وعن بيته وقد تكون سبباً ثانوياً إن لم تكن مباشراً لهروبه من حياة التكاتف الأسري والتجمع الأسري ليبحث عن ما يضمد به الجرح الغائر ويعوضه عن ما فقده في حياته الزوجية سواء كان بالزواج أو بالعلاقة المحرمة والعياذ بالله . حتى وإن كانت أنتجت جيلاً حرصت على إتقان تربيتهم ولكنها فقدت ركناً أساسياً في التربية ألا وهو الأب وهدمت أساساً في حياتها الزوجية وهو الزوج.
وأما الثانية فقد هامت غراماً بذلك الزوج واحتوته بين قلبها وأشبعته حناناً ولكنها أفقرت أبنائها إلى جزء من ذلك الحنان والذي كان ضرورة من ضروريات حياتهم احتاجوه في الصغر فلم يعرفوا له طعماً ولا لوناً فشبوا وشابوا وربوا من بعدهم على ذلك وقد يكونون نسوا أو تناسوا (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء:24)
وتلك التي ضاعت وضيعت وكانت حريصة على ألا تشغل قلبها بشيء من الاثنين لا زوج كثير الحاجات والمطالب ولا أبناء كثيري الإشغال والمشاكل وهي في الواقع هدمت أسرة ومجتمعاً كان من الممكن أن يصبح عالماً مثالياً لها لو أنها اتجهت إليه، بل حرصت على ذلك الضياع باجتهادها في البحث عن ماسبق من وصفها ونسيت أنها كانت تحمل رسالتها السامية والعظيمة ولكنها للأسف وضعت هذه الرسالة جانباً واستبدلها بأخرى فارغة .
أما الرابعة فلا وصف لها عندي ولا مثال ولحسن الحظ أنها في مجتمعاتنا قليلة ونادرة ولكن لا ننكر وجودها بتاتاً
أختي الكريمة .....
أنسيت أنك عماد المجتمع وأساسه فأنت الزوجة والأم والأخ وسيدة المجتمع الناجحة والمنتجة لماذا لا تستطيعين تقمص تلك الأدوار كلها فتعيشين مع زوجك بروح الزوجة المحبة ومع الأبناء بروح الأم الحنونة ومع المجتمع بروح السيدة الكريمة العفيفة المنتجة فأنت تستطيعين الجمع بين ذلك كله وبل وأكثر من ذلك فكوني كما يريدك زوجك وكوني كما يمليه عليك واجب الأمومة كوني بانية لدعامة المستقبل بانية لمجتمع من العطاء الخير ..
ولكِ في أمهات المؤمنين والصحابيات أروع الأمثلة وأجملها ....
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ريم المدينه ; 25-06-2006 الساعة 02:36 PM