عند الاقدار تعمى الابصار
ولكن لا يوجد احد كامل فالكمال لله عز و جل
وكما قال صلى الله عليه و سلم بما معناه
ان الروج عليه بمراعاة حقوق روجته وانه اذا كره فيها خصلة معينة فليبحث عن صفاتها و مراياها الحسنه اذ انه اكيد ستعجبه فيها على الاقل صفة واحدة
و نفس الشيء يطبق على الروجة فاذا كرهت من روجها صفة او صفات معينة عليها ان تبحث عن صفاته الحسنة فان لم تجدها عليها هي ان تحاول ان تكشفها بطيبتها مع روجها و معاملتها الحسنة له و ان تبادل السيئة التي تصدر منه بالحسنة كما وصانا صلى الله عليه و سلم
وطبعا بالصبر و الدعاء و معاملتها الطيبة تستطيع ان تغيره باذن الله او تستطيع ان تكتشف صفاته الحسنة و طيبته المدفونة
لان كل انسان فيه خير وفيه شر ولكن الذي يجعل صفات الخير و الطيبة تطغى على الشر او العكس هو
اولا تربية الانسان او طريقة تربيته في بيت اهله اي الاساس هو اهل الانسان او بالاخص الام لما لها من تاثير كبير جدا على تربية الانسان فكما يقول المثل الشعبي( طب الطنجرة على فمها تطلع البنت لامها )و انا برايي هذا المثل ينطبق ايضا على الولد مش بس على البنت و كما يقول الشاعر الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
ثانيا دين الانسان اذا كان متمسك بكتاب الله و سنة نبيه وان يتمثل باخلاق النبي محمد
و يراعي الله في تصرفاته و تعامله مع الناس ويخاف الله في كل شيء فلا يرتكب حرام و لا يظلم احد
فاذا كان كذلك اكيد سيراعي حقوق روجته و اولاده و اهله و حقوق الناس اجمعين
ملاحظة ( انا ذكرت هنا الاخلاق اولاقبل الدين لان هناك ناس كتير للاسف متدينين فلا يتركون صلاة ولا صيام الخ ولكنهم يظلمون الناس و ياكلون حقوقهم ويقطعون الارحام و يكذبون الخ وهم الذين ذكر الرسول حديث فيهم انه بما معناه
ياتي ناس بصيام و صلاة الخ و لكنها كلها تذهب هباء منثورا لانهم اكلوا مال هذا و سبوا هذا و شتموا هذا و ظلموا هذا فتؤخذ منهم حسناتهم و تعطى للذين ظلموهم و اذوهم
كما ان الدين المعاملة و كما قال المصطفى صلى الله عليه و سلم ابما معناه نما اتيت لاتمم لكم مكارم الاخلاق )
المهم نعود الى الموضوع الاساسي
ثالثا من الاشياء التي تؤثر على صفات و اخلاق الانسان التجارب التي مر بها في حياته او الارمات التي مر بها و ايضا الاصدقاء و الناس الذين عاشرهم كلها من الامورالمهمة التي تؤثر في طريقة تعامل الانسان مع الناس و تؤثر على اخلاقه فان كانت التجارب التي مر بها حسنة ستكون نظرته للحياة نظرة ايجابية و سيدفعه ذلك للنجاح و العطاء و سيكون انسان متفائل كما ان الاصدقاء الذين
عاشرهم ان كانوا طيبون و اخلاقهم حسنة اكيد سيتاثر بهم وسيسير على نهجهم
كما يقول المثل من عاشر قوم صار منهم وكما في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم عن حديث صاحب المسك و نافخ الكير
لذلك على الروجة ان ارادت تغيير روجها فعليها ان تراعي كل هذه الامور و تدرسها يعني تدرس شخصية روجها و تحللها
بان تبحث عن طفولته كيف كانت طفولة سعيدة ام تعيسة
و كيفية تربيته في بيت اهله وهذه سهلة تعرفها اذا عاشرت اهله و علمت معدنهم هل هم طيبون ام لا و كيفية تعامل اهله مع الناس
ثم ترى مدى علاقة روجها بربها
تم تبحث عن صداقاته و تجاربه التي مر بها
اذ انه اكيد كما ذكرت في كل انسان خير و لكن ربما الظروف و التجارب التي مر بها و الاهل و الصحبة السيئة كل ذلك جعل الشر يطغى على الخير وجعل الصفات الخيرة تندفن في اعماق صاحبها لانه انسان مظلوم فهو لم يلقى المعاملة الحسنة حتى يبادل بالحسنى او انه لم يتعلم العطاء لم يتعلم الطيبة لم يتعلم الصفح لم يتعلم المعروف لانه ببساطة لم يقابل كل هذه الصفات في حياته
و بالتالي اذا نظرت الروجة الى هذا الموضوع بهذه الطريقة يصبح موضوع تغيير روجها اسهل لانها سوف تتعرف الى الاسباب و هذا سيريحها نفسيا لانها في هذه الحالة ستتعامل مع روجها بحنان كما تتعامل الام مع ولدها خاصة اذا راعت الظروف التي مر بها بدل ان تنظر له بقسوة و تعتبره ذلك الروج اللئيم الظالم القاسي الخ كما ان ذلك سيحفرها على ان تحاول ان تغيره بالحنية و الطيبة و الخ و بالصبر و بالدعاء و بالبحث عن الاسباب بدل ان تجلس و تندب حظها و تبكي و بالتالي نظرتها تصبح نظرة تفاؤل و التفاؤل مهم جدا ومطلوب كما قال صلى الله عليه و سلم تفاءلوا بالخير تجدوه
طبعا و لا تنسى الروجة ان اهم شيء عليها فعله هو التوكل على الله العلي القدير في كل شيء و ان لا تياس من رحمة الله و لا تياس من الدعاء وان تحتسب اجرها على الله فان فلحت في تغيير روجها و لو قليلا كان بها و ان لم تفلح فلها الاجر و لتعلم انه لا يخلو بيت من المشاكل ابدا فالبيوت اسرار و لتبحث عن النعم الاخرى التي انعمها بها الله و لتحمد الله على كل شيء
ان شاء الله اكون افدتكم واسفة على الاطالة و لا تنسوني من دعاؤكم
التعديل الأخير تم بواسطة النور والحنان ; 23-06-2006 الساعة 08:26 AM