أختي الكريمة
لا يغرنك بعض كلام هؤلاء ، فهو كذب في كذب ، وقد مرت عليّ مثل هذه الحالات من الأخوات يشتكين لي من حب المنتديات وهوى الماسنجر .
لكن صدقيني يا أخيه ، كله كذب
إحدى الزميلات ، حكت لي مشكلتها مع شاب متدين بل وعلى علم شرعي أيضاً ، وقد أحبته جداً ، و رأت فيه صورة الزوج الصالح ،وكان يسأل عنها ويهتم بها حتى ظنت أنه مغرم بها (والله يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور) ورغم أنه وعدها بذلك إلا أنه تغزل فيها وأخبرها بما سوف يفعل بها إذا تزوجها بكل صراحة وبدون أي حياء .
ثم إن نداء الفطرة قد استيقظ في هذه الفتاة بعد أن سمعت هذا الكلام المبتذل فاستخارت كثيراً ، واتصلت به لأول مرة - فهو لم يدع لها مجالاً للاتصال وهو الذي كان يتصل بها كثيراً- ولكن لتخبره أن ما يفعلانه أمر حرام ، وأنه أولى بأن يقف عند حدود الله لعلمه وفضله ، وقالت له إذا كنت راغباً فعلاً فتقدم لخطبتي ، وإن كنت غير ذلك ، فلست أنا بساقطة ولا لاقطة .
فندم الرجل ، وانتهى عن الحديث معها ، و وعدها خيراً و زيارة لأهلها لخطبتها ....
و أكثرت من الاستخارة
فانصرف عنها هذا الرجل
وانصرفت هي عنه
ولم تعد تدري في أي أرض هو ، وتحت أي سماء
====
وأخرى أحبت رجلاً على النت لعلمه وفضله وأسلوب قلمه ، وتعلقت به ، ثم أخبرت أهلها بحبها له ، وأنه سيتقدم لها ، فرفض أهلها الزواج منه لكونه ليس من نفس جنسيتها ، ولكن البنت لم تنته عن مراسلته وماتزال تتعلق ببصيص أمل ، وهو ما زال يتسلى ، ولن يضيره شيء في شرفه أو سمعته فهو رجل .
===
الفتاة عندما تحب مثل هؤلاء فإنها تبني بحبها هذا مستقبلاً على أرض من الأحلام والأوهام التي تعيش فيها وسرعان ما تعود للواقع ، ولكن حبذا أن تكون هذه العودة سريعة قبل أن تقع الفأس في الرأس ويهوي بيت الأحلام فوق رأس الفتاة في وقت لاينفع الندم فيه .
===
أما الرجل فإنه يبني بعلاقاته هذه سعادة مؤقتة ولذة لا تلبث إلا أن تزول ، وقد لا يدرك لو صفت نيته -جدلاً- أنه أوقع الفتاة في شراك المحبة وماهي إلا كتلة من المشاعر ، تهزها الكلمة وتؤثر فيها أدنى مداعبة أو ملاطفة .
===
يا أخواتي أنا لا أتحدث هنا جزافاً ، ولا من كلام تنظيري ، إنما أتحدث عن خلاصات حالات وقفت عليها بنفسي ، و من تجربة في الإشراف دامت لوقت ليس بالقليل ...
يا أخواتي ، ويا أختي السائلة ، إن لم تضبطي مشاعرك على النت ، فأنتي عنه في غنى ، أنتي في غنى عن القذف بمشاعرك وغيرتك ومحبتك إلى شخص لا تعرفين عنه إلا ما يقول لك ومايزينه عن نفسه لك .
مشاعر الحب في الفتاة والحاجة إلى الحنان أمر فطري وغريزي ، ولسنا محاسبين على وجود الغريزة وإنما نحن محاسبون على الطريقة أو الكيفية التي نصرف فيها حاجتنا للمحبة وللعطف وللحنان .
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها **** من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبتها **** لاخير في لذة من بعدها نار
يا أخيه
ادعي الله أن يهب لك من لدنه زوجاً هيناً ليناً ديناً مرفوع ذكره في السماء والأرض ، تقر عينك به ، وتقر عينه بك ، ويقنعك وأهلك به ، ويقنعه وأهله بك ، ويكون عوناً لك على طاعة الله ، وتكونين عوناً له على طاعة الله ، ويرزقكما ذرية طيبة صالحة عاجلاً غير آجل
ادعي الله بهذا ، بدلاً من أن تصرفي عاطفتك التي من المفترض أن تصرفيها لزوجك ، لرجلٍ لا يحل لك إلا بنكاح شروطه وافية ، ولوكان من قلبك أقرب قريب .
أثق في كلماتك الباحثة عن حل ، وألمس فيك القوة فاعزمي ، وأنتي الآن قد عرفتي خطأ ما أنتي فيه ، (((( وإذا عرفتي فالزمي))))
دمتي على خير وطاعة