هداك الله يا أخي .. أثقلت على نفسك وحملت نفسك واجباً لا داعي له.
يا أخي أرى أن انطباعك الأول عن والد البنت هو الذي تحكم فيك وجعلك تقول وتفعل ما كان .. ومع إدراكي لأهمية الانطباع الأول إلا أنني ما كنت أفضل أن يؤثر عليك كل هذا التأثير الذي جعلك تحرم نفسك وتحرم البنت من أبسط حقوق الخاطبين وأكثرها بداهة.
ومع تقديري البالغ لمدى ارتياحك للأب وما سمعته من والدتك وأخواتك عن ابنته .. إلا أنه لا يكفي .. وربما .. أقول ربما يكون لك رأي آخر إن رأيتها .. ولا يمكن أن تجزم بعكس ذلك .. وفي نفس الوقت لا يجوز أن تحرمها حقها في أن يكون لها هي الأخرى رأي فيك وفي شكلك.
ارجع يا أخي وانظر إليها .. ولتنظر إليك .. فإن بقي شعور الارتياح لديك ورأيته منها كذلك .. فأجل موضوع رسالة أبيها لوقت عقد القران وقل له ما يحب أن يسمعه منك.
كأنك رجل عاطفي يأخذك الحكم الأوّلي كثيراً في رأيك، وتأخذ بقول الآخرين وتسير عليه.
:::
يا رعاك الله إن النظرة الشرعية ليست حقاً لك لوحدك بل حق للفتاة كذلك.
ومن حقها أن تراك وتعرف حقيقة شعورها تلك اللحظة من حيث الارتياح أو عدمه فربما لا يعجبها شكلك أو هيئتك أو مظهرك أو حديثك. فلا تكن أنانياً في هذه النقطة وتحرمها وتحرم نفسك من حق كفله لك ولها الشرع. وأنت بفعلتك هذه تجعل الفتاة تعيش في حيرة وخوف كبير من الدخول على رجل ما رأته حتى بالنظرة الشرعية. وكلنا نعلم شعور الخوف والتوتر عند الفتيات من الزواج ومستقبله بشكل عام.
:::
إن اتصال عمها كان دليلاً على أنه واسطة تم إرساله للبحث معك بلطف بلا تصريح عن موضوع النظرة لكنك ما فهمت المقصد، وربما أن البنت لجأت إليه للحديث معك لأنها تحرج من والدها ورأت أن عمها هذا أقرب لها.
:::
يا أخي الكريم اجعل والدك يتصل على والدها ويقول له: إن ابننا يرى أنه من الأفضل للبنت له وللبنت تحقيق النظرة الشرعية اتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولهذا سوف نمركم غداً بعد صلاة المغرب إن شاء الله أنا والابن وأمه أو أختك الكبرى.
:::
أخي الكريم: تجنب الحكم الابتدائي على والدها فهذه اللحظات تكثر فيها المجاملات والمداهنات.
واجعل شكرك وتقديرك له مع الأيام وبعد الزواج بفترة من الزمن حتى تبان النفوس وتنكشف الأقنعة وتزول المجاملات ويبدأ الاحتكاك ويعود كلٌّ إلى طبائعه الحقيقية.
وبإمكانك أن تجعل شكرك له عن طريق إكرام بنته واحترامها وتقديرها والقيام بحقوقها وواجباتها على أكمل وجه.
:::
خذ بقول ألأخ المنبجس فقد أجاد وأفاد
:::
أتمنى لك التوفيق