أخواتي وإخواني الأفاضل..
أعتذر عن التأخير .. ولكن زوجي الحبيب عاد من عمله وبدأت إجازته ومعها وكما هي العادة يقل تواجدي هنا .. لذلك لم أتمكن من التواصل معكم كما يجب خلال اليومين الماضيين .. ولنفس السبب أستميحكم عذراً لعدم الرد المنفصل لكلِّ منكم.
أولاً .. وقبل كل شيء .. أنا إنسانة مؤمنة جداً بالقضاء والقدر .. ولم يحدث في حياتي أن حدث لي شيء وندمت عليه أو استنكرت حدوثه .. وكل ما يحدث لي ـ سواء بدا جيداً أو سيئاً ـ أرى فيه خيراً بطريقة ما.
ثانياً .. لو حدث ورزقني الله الحمل الثالث والرابع .. وحتى الخامس .. فلن أعترض ولن أجهض .. بل سأشكر الله على نعمته التي رزقني إياها ,, وسأتكيف مع الوضع كما يجب.
ثالثاً .. الغيب في علم الله .. نعم .. ولكن التخطيط والتفكير في العواقب والنتائج مطلوب .. ونحن في كل أمور حياتنا يفترض أن نفكر جيداً قبل أن ننفذ .. وإن كان مطلوب مني أن أفكر حيداً قبل أن أدرس .. وأن أفكر جيداً قبل أن أتوظف .. وأن أفكر جيداً قبل أن أتزوج ..... فلماذا يكون مستغرباً أن أفكر جيداً قبل أن أنجب؟!
الآن..
أنا لازلت صغيرة .. أدرك ذلك.
وعندما تحدثت عن الشيخوخة لم أقصد الوقت الحالي .. ولكنني كنت أنظر للمستقبل عندما أصل للخمسين أو الخامسة والخمسين.
الأبناء سند .. نعم صحيح .. ولكن هذا السند الذي سأحتاجه في كبري سيكون لا يزال في مرحلة الطفولة أو في أحسن الأحوال في مرحلة المراهقة عندما أصل أنا إلى سن الخمسين مثلاً .. يعني هو نفسه سيكون لا يزال بحاجة لمساندتي ورعايتي وتربيتي .. فهل صاحبة الخمسين أو الخامسة والخمسين ستتمكن من القيام بواجب التربية والاهتمام والرعاية لمراهق في الخامسة عشر أو طفل في العاشرة مثلاً .. هذا إذا وضعنا في اعتبارنا أن التقدم في العمر يعني بطبيعة الحال خسارة الصحة شيئاً فشيئاً.
أما أن الله قادر على أن يحرمني أحد أبنائي .. فهذا وارد .. والله قادر على كل شيء .. لذلك هو قادر حتى على أن يأخذ مني عشرة أبناء وليس ابناً واحداً .. وبغض النظر عن اعتقادي أن وجود باقي الأبناء لا يغني عن أحدهم ولا يعوض عن فقده .. إلا أنني لو أخذت بهذا المنطق ففي هذه الحالة يجب أن أواصل الإنجاب إلى ما لا نهاية من باب الاحتياط والتعويض في حال فقدت أحدهم! .. وحتى لو فعلت فالله قادر على أن يأخذ مني كما أعطاني.
الشاهد .. أنني لا أتبطر على نعمة الله .. ولا أستثقل رزقه الذي يهبني إياه .. إن كان هذا ما يُظَن بي .. وكما قلت لو كتب الله لي المزيد والمزيد فلن أعترض ولن أفكر ولو للحظة في أن أتخلص منهم أو أستنكر وجودهم.
طيب .. سأخبركم بأمر.
بعد أن تزوجت .. ذهبت لزيارة الطبيبة بعد عودتي من شهر العسل مباشرة .. وسألتني يومها عن عمري .. وعندما عرفت أنني تخطيت الثلاثين قالت لي: يالله الحقي احملي على طول!!
الكلمة تؤلم .. ولكن معها حق .. لأنها تدرك ـ وهي الطبيبة المتخصصة ـ أن مشاكل الإنجاب يزداد احتمالها مع تقدم عمر الأم .... وأي طبيب سيقول ذات الشيء .. يعني عمر الأربعين هو عمز العقل والحكمة والخبرة .. ولكن عندما يتعلق الأمر بالإنجاب فلنا كلام آخر .. ولا يعود للعقل والحكمة والخبرة أهمية أمام تراجع كفاءة البويضة.
]
الآن .. السؤال الذي يدور في ذهني منذ زمن: الإنجاب .. إلى متى؟
إلى متى يجب أن تظل المرأة تحمل وتنجب؟
]
عزيزتي الغربة مرة..
زوجي ولله الحمد وضعه المادي جيد جداً .. وأنا ربة بيت حالياً .. وحتى عندما كنت أعمل فإن وظيفة زوجي أفضل بكثير من الوظيفة التي كنت أشغلها .. وراتبه كان يبلغ أربعة أضعاف راتبي تقريباً (قولي ما شاء الله )
الجانب المادي ليس له أي علاقة بالموضوع .. لذا لزم التنويه
ومنكم المعذرة.