هي فن إدخال السرور على الآخر أو اجتهاد الزوجين في إرضاء كل طرف للآخر دون معصية لله تعالى أو الوصول لرضى الله تعالى ، و منه الحرص على إرضاء كل طرف للآخر. |
السعادة دين يتبعه عمل، و الله تعالى في كتابه الكريم |
كيف يمكن الوصول لحقيقة السعادة : فكل إنسان لا يتمكن من معرفة معنى السعادة الكاملة ولا كيفية الوصول إليها ، إلا بطرق منها القراءة النافعة أو حضور مجالس العلم ، أو الاستفادة بخبرات العلماء الناصحين ،أو الجلساء الصالحين
|
فمن الأزواج من يرى أن السعادة في حصوله على المال وإن الله جل شأنه لم يعد المتقين بالمال ( وإنما وعد الله جل شأنه الذين يعملون الصالحات بالحياة الطيبة) |
وهناك من يرى أن السعادة في أن يحب ويعشق فتاة جميلة دون الاهتمام بالأخلاق والقيم والفضائل فمن يريد السعادة الزوجية فلا بد أن يقدم العقل على العاطفة ، |
ولنعلم جميعا أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح ، الروح المتعلقة بالبارئ سبحانه وتعالى . |
3- وهناك من يرى السعادة في المنصب أو المركز المرموق أو القوة : 4- وهناك أناس من يرى أن السعادة تتحقق في السفر لرحلة طويلة 5- وهناك من يرى السعادة في صحة الجسم، وقوة العضلات فلا يمرض، 6- وبعض الأزواج يرى أن السعادة في البعد عن الناس أو الإبتعاد عنهم ، 7- وبعض الناس يظن أن السعادة في الشهرة، |
وأخيراً وليس أخراً إن السعادة الحقيقية بمعناها تكمن في تقوى الله تعالى، ومنها الخوف من الجليل ( الله ) سبحانه وتعالى، والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل . ومن التقوى مراعاة حقوق الآخرين وإدخال السرور عليهم للوصول لقمة السعادة. السعادة أيها الأزواج هي الرضا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً وإتباع هذا الرضا بركعات وسجدات وخضوع وتسليم لله، من ذاق طعم الإيمان ذاق طعم السعادة، قال رسول الله: ((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً)) رواه مسلم. فعلى الزوجين أن يحاول كل منهما إرضاء الآخر والعمل على إسعاده، ومراعاه حقوقه وتلبية طلباته، والبعد عن المنغصات ، والحرص على أداء الواجبات . وإذا جاءت المشكلات لبيت الزوجية فلا يفر الزوجان منها ، فهي كالملح لا بد منها، حاول أن تواجهها لا تهرب منها، فهي لها فوائد، خصوصا بعد النجاح في التغلب عليها حاول تجنبها من البداية ، وإذا وقعت واعلموا أن هذا ابتلاء وامتحان واختبار يحتاج إلى الاستعانة بالله وبالصلاة والصبر والدعاء، ابتعد أو ابتعدي عن المقارنة ، بين زوجتك وغيرها حتى تعش سالما انظر لمصيبة غيرك تهن عليك مصيبتك، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم،فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)) رواه مسلم . وبعض الناس يقلق على رزقه، وقد ضمنه الله تعالى( وفي السماء رزقكم وما توعدون) ، فيجب أن يعلم الجميع أن الأرزاق مكتوبة والآجال معلومة وينبغي الاهتمام والاجتهاد في الإكثار من الأعمال الصالحة ، و عدم التنافس الشديد في الدنيا و الانشغال بها والتصارع على ملذاتها ، و الأحاديث الصحيحة الواردة في السعادة تؤكد ذلك : عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَال: َ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَإِلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً قَالَ فَقَالَ رَجَلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ فَقَالَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَقَالَ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ ..أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ ..أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ثُمَّ قَرَأَ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ..فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) ( رواه البخاري ومسلم) روى الإمام مسلم في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه)) من أسباب الشقاء والبعد عن تحصيل السعادة : اعلموا يا إخواني ـ أن بعض الناس فتح على نفسه أبواباً حرمته سعادته، وهو يظن أنه يسعى إلى السعادة، فالذي يحرص على فعل المعاصي وإرتكاب الذنوب فهو يلهو و يستمع إلى الغناء، أو سائر الفواحش فهل يوفق في الوصول للسعادة ، بل إنه يمشي في طريق الشقاوة. ومن أسباب الشقاء تضييع أوامر الله تعالى ، وعد اتباع شرعه، والاقتداء بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومن أسباب الشقاء إهمال الذكر والدعاء والاستغفار، فيا طالب السعادة كيف أنت والاستغفار؟ كيف أنت وأذكار الصباح والمساء؟ لا تغفل عنها بل عضّ عليها بالنواجذ، واستحضر قول النبي: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب)) رواه أبو داود والنسائي. ولقد دخل رسول الله المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة فقال: ((يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟)) قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله. قال: ((أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب اللهم همك وقضى عنك دينك)) قال: بلى يا رسول الله، قال: ((قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)). قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي وقضى عني ديني. رواه أبو داود. أغلق الأبواب التي تحول دون السعادة واسلك سبل السعادة وطرقها تظفر بها. فالسعادة إذن في الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل و الرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل والله تعالى أعلم
|
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|