اخي الكريم يامن مددت يديك ترجوا الخلاص من هذا الوباء المهلك
أخي الكريم يامن أردت الحور العين وسعيت لجلب مهرها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات))
عليك أن تدرك تمامًا أن هذه المشاهدات لهذه الأفلام الساقطة التي تعرض الفواحش والتي تعرض الأجساد العارية المنهوكة التي أنهكتها الفاحشة فتعرض على أبشع صورها وأخسها.. إن هذه المشاهد لا تضر دينك فقط ولا تضر إيمانك فقط، إنها تضر رجولتك وتضر كرامتك وتضر مروءتك، فإن الإنسان إذا شاهد هذه المشاهد فإنه يرى العورات المغلظة من الرجال والنساء، ويرى هذه الفاحشة الرذيلة تُعرض على أبشع صورها، فحينئذ فليرجع إلى نفسه وليسأل: أين كرامة نفسي التي لابد أن تمنعني من مشاهدة هذه المشاهد الساقطة؟ أي مروءتي التي لابد أن تحفظني من أن أنظر إلى مثل هذه اللقطات التي يأنف منها كرام الناس؟ أين خلقي وأدبي الذي يمنعني من أن أكون متلوثًا بهذا الوحل الذي يُعرض على أبشع صورةٍ وأخسها؟.. فبهذه النظرة يحصل لك إعزاز لنفسك، ويحصل لك إكرام لها، ويحصل أيضًا تشريف لها أن تُدنس بهذه الفواحش وبالنظر إليها، فهذا هو السبيل الذي ينبغي أن تسلكه، إنه إعزاز نفسك عن أن تقع في مشاهدة هذه المشاهد الساقطة التي تعرض الفواحش والمحرمات.
فإن قلت: أليس الأفضل أن نترك النظر لهذه الفواحش طاعةً لله وليس إعزازاً للنفس؟ فالجواب: إنه لا فرق بين الأمرين، إنهما أمران متلازمان؛ فإن كل من اتق الله جل وعلا فلابد أن يصون نفسه، وكل من أخذ بطاعة الله فلابد أن يعز نفسه، قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} أي من أراد أن يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله
والأن اسأل ياأخي في الله نفسك، واسألها بكل صراحة: ما الذي يجعلك تشاهد المواقع الإباحية؟.. هل لأنك تجد متعة في مشاهدة العري؟.. هل تشاهد من باب الفضول؟.. هل لأنها تثير شهوتك؟
* انظر: كم تقضي من الوقت؟ وما المردود العملي من هذا؟
لن تجد مردودًا سوى (ضياع دين/ ضياع وقت/ ضياع واجبات/ غضب الله/ غوص في مستنقع النجاسة/ موت النفس/عدم غض البصر ... إلخ).
* اسأل نفسك: هل مشاهدة التعري فعلاً متعة؟، ألا يوجد طريقة أخرى لإثارة شهوتك بالحلال؟.. ما تأثير هذا الفعل على نفسك وقلبك؟، هل فعلاً تريد أن تتخلص من هذا الفعل؟
وتصور أنك شعرت بمتعة أو لذة، يوما أو يومين، أو شهرا أو سنة.. فماذا بعد؟!
موت.. ثم قبر.. ثم حساب، فعقاب... ذهبت اللذات وبقيت الحسرات
*إن كان البقاء وحدك يدفعك في هذا الطريق ، فاعلم أن الله تعالى يراك. لا تجلس وحدك، نادِ أخاك، أو أختك، أو زوجتك، أو أمك،أو ابنتك أو أي أحد ليجلس معك..... لا تفتح الإنترنت إلا في وجود أحد بجانبك...
وإذا ظهرت نتيجة طيبة ولم تعد تفتح تلك المستنقعات الرذيلة فعوِّد نفسك على أن تفتحه في وقت لا يكون فيه أحد، بعد استشعار أن الله تعالى معك
والأن هيا معي ياأخي الكريم لنتبع خطوات دفع مهر الحور العين
* استعن بالله، فما خاب من استعان به ودعاه واجتهد في تصلي الوتر ولو ركعة أخر الليل لتدعوا بها أو صلها حتى بعد صلاة العشاء ان خشيت ان تتكاسل وادعوا بها بخشوع وخضوع واطلب من الله الهداية
فصلاة الوتر لها تأثير عجيب وسحر بديع لن يعرفه إلا من جربها.
فكما قال تعالى ( إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا)
"
إنّ الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الأخير ينزل إلى السماء الدنيا فيقول:
هل من تائب فأتوب عليه ؟
هل من مستغفر فأغفر له ؟
هل من سائل فأعطيه ؟
حتى يطلع الفجر " رواه البخاري ومسلم
وهل هناك حدث أعظم وأجل من نزول الرب سبحانه وتعالى
هل تتأمل كيف يراك سبحانه وتعالى وأنت قائم تصلي
هل رأيت من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كيف كان يبكي وهو يصلي
عن عبد الله بن الشَّخيّر رضي الله عنه قال ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء ) رواه أبو داوود
طوبى لمن سهرت بالليل عيناه……. وبات في قلقٍ في حبِّ مولاه
وقام يرعى نجوم الليل منفـردًا……. شوقًا إليه وعين الله ترعـاه
*
استحضار رقابة الله جل وعلا، إن عليك أن تستحضر دومًا أنك لا تخرج عن نظر الله جل وعلا، فهو المطلع على سريرتك والمطلع على خبيئتك والمطلع على كل شؤونك، قال تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}
* تذكر أنك قد تموت وأنت على حالتك هذه، وأنك تبعث عند الله على رؤوس الخلائق، وأنت تشاهد العري.
* كافئ نفسك بنزهة، أو أكلة، أو شيء تحبه نفسك، ما دام مباحًا
*قم بكسر ورمي مايجلب لك هذا الوباء غير آسف عليه.
*حاول أن تبحث عن رفقة صالحة تذكرك بالله إذا نسيت، وتعينك إذا ذكرت
*عاقب نفسك إذا عدت إلى ذلك بعقاب يؤلمك، ويردعك.
* اشغل نفسك بأي نشاط سواء بقراءة القرآن أو بالخروج أوبعمل نشاطات رياضية او الجلوس مع الأهل أو أي شيء يشغلك
* صحبة الصالحين، إنها رفقة الأخيار الذين يدلونك على طاعة الله جل وعلا، والذين يذكرونك إذا نسيت، والذين ينبهونك إذا غفلت، والذين تجد معهم الحب الحقيقي والمودة الحقيقية، قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}
* وإذا كنت تستحيي من أن يراك أخوك على هذه المعصية، فكيف تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك؟
*هل رأيت ماأصبح عليه حالك بعد المعصية : هم في القلب، وضيق في الصدر، ووحشة بينك وبين الله.....فإلى متى هذا الحال وضياع العمر؟؟
*ذهب الخشوع.. ومات قيام الليل.. وهجرك الصوم.. فقل لي بربك ما قيمة هذه الحياة؟
كل نظرة تنظرها إلى هذه النوافذ الشيطانية، تنكت في قلبك نكتة سوداء، حتى يجتمع السواد فوق السواد، ثم الران الذي يعلو القلب، فيحرمك من لذة الطاعة، ويفقدك حلاوة الإيمان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه ، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله في قوله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}"
فكن ممن استغفر وتاب، وأكثر من التضرع لله تعالى أن يُطهر قلبك وأن يُحصن فرجك، وأن يُعيذك من نزغات الشيطان. واجتنب كل وسيلة تدعوك أو تذكرك بالحرام، إن كنت صادقا راغبا في التوبة.
وأقترح عليك في الأحوال التي تضعف فيها أمام الشيطان خاصة بأن تستشعر عظمة الله وتستحضر رقابته عليك دائما.
فلابد أن تثق بأن الله عز وجل يسمعك ويراك وإن لم تكن أنت تراه. ولتستحيي من الملائكة الذين سخرهم الله لحفظك والذين عن يمينك ويسارك يحصون أعمالك؛ فهم يرونك ويسمعونك في كل حال.
وللحديث بقية بإذن الله فتابعونا