رد: ابتليت بزوج ضعيف
لا تنسي أن زوجك له لديه اعتبارات ومصالح أخرى غير مصالحك.
صحيح أن المال مالك، وأنه يجب أن يعود إليك بأي طريقة مناسبة.
لكن زوجك أيضا لا يريد أن يخسر أخاه، فأخوة الدم لا تفرقها الدنيا، ولا ينبغي أن تكوني سببًا في التفريق بين الإخوة، بل احرصي على تقريبهم لبعضهم.
وتذكري أنه ليس كل تجارة تنجح، ربما أكثر التجارات تخسر، وكان حظك أن خسرت التجارة التي شاركت فيها، وهذا قدر الله وما شاء فعل.
واعلمي أنك أعطيته المال على صورة مشاركة في تجارة، وليس على صورة دين واجب إرجاعه، فليس لك حق المطالبة به، أما إن كنت أعطيته إياه دينا، فواجب عليه إعادته لك كما هو، وليس لك من الربح شيء لو حصل ربح، لهذا فلا يجب على زوجك ولا على أخيه إرجاع مالك، ولو كانوا قد ضمنوا لك الربح فهذا غير جائز شرعًا.
واسمحي لي أن أقول لك أن الخطأ وقع مشتركا بينكم الثلاثة، فإن كانت هذه المبالغ الكبيرة هي مالك كله، فكيف تشاركين بكل مالك في تجارة قد تتعرض للربح والخسارة؟! وكان من المفترض أن تشاركي بنصفه أو ثلثه أو ربعه.
لكن نحن لا نقول إلا : (قدر الله وما شاء فعل) وهذا درس في الحياة يجب أن تستفيدي منه، ولا تجعليه خسارة كله بل اكسبي منه.
اكسبي ثواب الصبر والاحتساب، ولا تجمعي على نفسك خسارة المال والأجر، فإن ضاع المال فلا يضع الأجر. قال الله تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) فتأملي ثوابهم، حيث أعطاهم الله ثلاثة أمور كلها خير: 1- عليهم صلوات من ربهم 2- ورحمة 3- وأولئك هم المهتدون، فقولي: إنا لله وإنا إليه راجعون، وقولي: اللهم أْجُرْني في مصيبتي واخلفني خيرا منها. فلعل الله أن يخلف خيرا.
اكسبي التجربة والخبرة في الحياة، واستفيدي الدروس، مثل:
لا تدخلي بكل مالك في تجارة.
احذري من تصديق الوعود والإغراءات وادرسي الأمر جيدًا.
انتبهي مستقبلا من نوع التجارة التي دخلوا فيها وتأمليها جيدا.
وغيرها من الدروس.
أخيراً:
يمكنك أن تجلسي مع زوجك جلسة صراحة، وتناقشيه الأمر، فإن كان أخوه قد خسر في التجارة، فاحتسبي الأجر، وإن كان في الإمكان إعادة المال، وتلافي الخسارة، فلتنتقلوا للخطوة التالية، وتبدؤوا في محاولة تحصيل المبلغ المتبقي، ولو عن طريق محامي، يُعطى نسبة من المال ولو كثُرت، فأن يعود بعض المال خير من أن يضيع كله.
سددكم الله ورزقنا وإياكم من واسع رزقه.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.