بسم الله الرحمن الرحيم ..
كتبتُ في أول رد لي أنني أتمنى أن أجد رداً لأحد الاخوة الرجال .. وغبتُ وأتيت ولم يكتب الله عز وجل ذلك ..
وإن سمحتن لي أخواتي الفاضلات رعاكن الله أن أدلي بدولي كرجل فهذا شرف كبير لي ..
بداية أرى أن بعض الأخوات أخذ الأمر بأنه كارثة كبيرة وأعطاه أكبر من حجمه ( ولا أقلل من الأمر بالنسبة لنظرة المرأة ) ولكن ما وددت قوله بأن لا ننسى أيها المباركات أنها وجهات نظر .. وقدرات ومميزات قد حبى الله عز وجل كل عبد من عباده بشيء الغالب فيه أنه لا يوجد عند الآخر ..
فنجد أن هناك مجموعة من النساء لا يغضلهن زواج أزواجهن عليهن وهن في حالة اقتناع بأنهن غير مقصرات .. وبالطبع فإن الغيرة موجودة لأنها الفطرة ولمنها غيرة لا تمنهن من إسعاد أزواجهن بالموافقة على الزواج من غيرها ، وغالباً هذه النوعية من النساء لديهن ظروف خاصة ساعدتهن على هذه الموافقة .. كعلمهن المسبق بعدل الزوج في السكنى والنفقة ، وأيضاً حبهن الشديد لأزواجهن وأن يرينه سعيداً .. الخ .
وسبحان الله إذ وفق الله هذه المجموعة من النسوة لذلك .. وليسمح لي الأخوات اللاتي يخالفنهن لأي سبب كان .. لا نستطيع لا أنا ولا أنتن أن نطلق عليهن مسميات مختلفة تجعل أحدنا ينظر لهن بنظرة الاحتقار والازدرا .. كأن نقول : أنتن نساء غير طبيعيات أو ما شابه ذلك ..
لا أريد الإطالة ... فهي وجهات نظر .. وهبات تختلف من أنثى إلى أخرى ..
وبالتالي فإني لا أرى من الأمر حاجة إلى كل هذا الأخذ والعطاء والشد والجذب ... من وفقها الله لأن تُسعد زوجها _ وتعلم أن سعادته تزداد بانضمام أنثى جديدة إليه دون أن ينتقص من إسعادها أو معاملتها شيئاً _ فهذا خير عظيم وليفعل منهن من يستطيع ذلك فإن فيه أجراً عظيماً عند الله سبحانه وتعالى ..
ومن لا تستطيع القيام بذلك لغيرتها الشديدة على زوجها .. أو حبها لأن يكون لها وحدها .. فهو حقها .. وكذلك فإنا لا نستطيع القول عن هذه النخبة من النسوة بأنهن أنانيَّات أو لا يساعدن المجتمع في لحل قضية العنوسة ...
فالقاعدة قول الله عز وجل : (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ))
وهناك قاعدة أخرى أيضاُ يجب على الزوجات الارتكاز عليها وهي : إسعاد الزوج .
ويبقي أن أوضح نقطة تذكرية هامة للأخوات الفاضلات اللاتي لا يؤيدن ولا يوافقهن على زواج أزواجهن من غيرهن ... إلى أولئك المباركات أقول :
يجب أن تدركن المسؤولية التي أمامكن بإسعاد الزوج على طول الطريق .. وتلبية حاجاته ورغباته دون إجحاف لكن أو نقص لحقوقكن .. وأن لا تُعاملن الزوج كما يعُاملكن ( هذا في افتراض أسوأ الحالات ) ..
وما أريد إيصاله هو فكرة بسيطة إن أصبت فيها فمن الله الكريم المنان .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
وهي أن الزوج إذا وفقه الله للزوج بأكثر من زوجة ولنفترض انثتان فإن هذه أغضبته يوماً يجد السعادة عند الأخرى والتي أغضتبه لا تقوى على إغضابه يوماً آخر إضافياً .. وأنتن أدرى مني بهذا الأمر .. فسيكون يومها التالي يحمل كل الحب والود ويبادلها الزوج تلك المشاعر ويغفر لها ... بينما إن هي بقيت وحدها فقد يكون ذلك أدعى لزيادة واستمرار أيام الخلاف والخصام كون الزوجة تعلم بأن لا ملاذ لزوجها إلَّاها ...
وأكرر القول بأن هذا يزيد من مسؤولية الأخوات أمام الله عز وجل تجاه أزواجهن يغض بغض النظر عن معاملة الزوج وتقصيره في أداء حقوقها مادام أم الخلاف والتقصير ضمن الحدود وضمن ما يُطاق .
ولفتة أخيرة كذلك أود أن أدلي بها ... وأذكر نفسي بها وأخواتي .. وهي أمر قد يكون فيه لبسٌ علماء المسلمين قد وضحوه وهو واضح جلي .. وفيه خطر عظيم .. ألا وهو اعتراض بعض النساء على التعدد من ناحية شرعية .. وكأن في ذلك اعتراض على حكمة الله وأمر الله ... فيجب علينا جميعاً إعادة النظر في كلماتنا أيتها الأخوات الكريمات .. وأن نسعى جاهدين للحرص على ما نقول .. فإننا محاسبون على ما نتكلم به ...
في النهاية :
حزب الموافقة على زواج الزوج عليهن <<<<< إلى سعادةٍ كبيرة وأجر عظيم .. وجنان بإذن الله في النعيم المقيم
وحزب الاعتراض على زواج الزوج عليهن<<<< كذلك إلى سعادة كبيرة وأجر عظيم .. وجنان بإذن الله في النعيم المقيم
إذا النتيجة واحدة .. وكفة الفرقة الأولى زائدة قليلاً بمضاعفة الأجر للعون على تحقيق شرع الله حال احتياج الزوج
فلم الاختلاف وكل هذا الشد والإعطاء ...
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ...
لكل الأخوات القديرات مني كل التحية والتقدير ... وأخص بالشكر أختي الفاضلة المباركة "
هانديا " المشرفة القديرة على طرح هذا الموضوع الطيب المبارك ...
واعذروني على الإطالة رعاكن الله وحفظكم لأزواجكن وحفظهم لكن ..