السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي في الله إسمحي لي
ونظرا لما بدي لنا من الحب الكبير الذي تحمليه لزوجك وما قلتيه لنا بإنك لست مستعده لتركه لذا سأحاول أن أشير عليك بما يلي فلعل الله اختارك له انت بالذات زوجه لتكوني بحبك له وصبرك عليه سببا لهدايته وعودته لجادة الصواب تاركا كل فعل شائن يرتكبه ليعود لنفسه و لك و لبيته و لإبنه القادم كنعم الزوج و الأب و الحبيب ..
فما استخلصته من كلماتك أختي الفاضله فإن زوجك و الله اعلم يمر بظروف نفسيه صعبه جدا جدا و هي ما سببت له تلك الإنتكاسه الأخلاقيه الكبيره فما يعاني منه ربما يجعل من الضروره القصوى عليه أن يراجع طبيب نفسي فأشيري عليه و لا تترددي , وإن غضب منك في أول الأمر و قال لك أنت من يحتاج للطبيب وليس أنا , أو سيقول لك هل أنا مجنون لأذهب للطبيب النفسي ... لكن بعد أن يهدأ سيفكر بالأمر ويفعل لأنه يريد أن يجد حلا لتعبه و ما يعانيه من إنهيار ,,
و لتتصرفي انت من جهتك بحكمه فإن أحببت أن تشيري عليه بأمر الطبيب النفسي فليكن إختيارك للوقت والمكان والظرف المناسب و إختاري الأسلوب الودود والحنون أسلوب يوضح مدي حبك له وخوفك عليه ..
فما قلتيه عن زوجك بانه كان يحب أخري قبل ان يتزوجك و لم يتزوج بها فهذا يفسر ما يرتكبه من الخيانات و السلوكيات الجنسيه الخاطئه التي تزعجك كثيرا , و لك الحق لا شك في ذلك.. .و لكن للأسف زوجك مستسلم لاحزانه ولظروفه التي مر بها مما أثر على ذاته و نفسيته و تصرفاته .. و بالرغم من جهلنا لظروف زواجكم ,
هل هو من إختارك أم كان زواج تقليدي جدا فرض عليه من قبل أهله وهو ينتقم منهم بك .
ـ أو
ــ هل هو من طلب الزواج منك و بلحظة إندفاع انتقاما لكرامته و هروبا من حبه القديم دون التفكير بمن ستكون تلك الزوجه أو مواصفاتها .. ؟؟
فتلك الأسئله ستجعلنا نستخلص ما يلي ..
ــ بأن زوجك ربما عندما يعاملك بتلك الطريقه هو لا يقصدك انت لذاتك ولكنه يعامل واقع ثائر عليه و انت جزء من هذا الواقع , فهو غير راضي عن واقعه الذي لم يجمعه بمن أحبها ليتزوجها بل زوجه بأخري .
ــ و ايضا فهو يخشي إن حاول ان يحبك فمعني ذلك إن من أحبها أيضا نسته تماما و أحبت من تزوجته , وهذا مالا يحب أن يفكر به أبدا بل ربما الأمل ما زال بداخله بأنها ستعود له لذا يرفض أن يحبك ليتمكن من العودة لها في أي وقت تحين الفرصه ,,
ــ و أيضا يظل إحساسه بالذنب بزواجه منك و الندم لأنه يعتقد انه بفعلته سيكون خائن كتلك التي احبها قبل زواجكم و تزوجت غيره , وتلك المشاعر والتصرفات يمر بها أغلب من مر بظروف زوجك . و تلك الظروف هي من تجعله يخاف من حبك لذا تجديه يراقب عيوبك ويظهرها و يحسس نفسه بأنه غير مكتفي جنسيا منك و انك لا تستحقين الحب بل لا تستحقين سوى الخيانه فقط لأن مقياس الخيانه عنده بما يلائم علاقته بحبه القديم فقط اما خيانته لك فتلك ليست بخيانه لأنك زوجة فرضتي عليه ..
فزوجك الآن والله أعلم يتحطم من الداخل و بشده و هو ليس براضي تماما عن نفسه وعما يعمله فيك وعما يرتكبه من أمور فهو كما سبق وقلت يهرب فقط من واقعه ونصيبك انك جزء من هذا الواقع لذا فهو يهرب منك ..
فنصيحتي لك أختي الفاضله
ــــ يقول تعالى: (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) "يوسف: 90".
إصبري و أصبري و إحتسبي الأجر فو الله لن تكون عواقب صبر المحتسب إلا خيرا خاصة إنك ما شاء الله من النوع الصبور و الحليم ( فما جزاء الصبر إلا النصر ) ,, وهذا سيعينك بإذن الله .. ولا تنسي الكم من الحب الذي تملكيه لزوجك فالحب أيضا يغير النفوس ويلينها و يجعلها تهدأ خصوصا إن أحس زوجك بأنك تحبيه بالرغم مما يفعله بك فربما الله يجازيك ويلين قلبه عليك .. و طبعا توددك و تذللك يكن تودد و تذلل القوي الشخصية الواثق من نفسه وانه على حق
ـــ أكثري من الدعاء وأطيلي بالسجود فو الله والله كم من قضايا مستعصيه حلت بالدعاء والإصرار عليه و كم من زوج عاص فاسق فاجر عاد الي الله عودة قوية وتاب توبة نصوح بفضل دعاء الزوجات الصالحات له ..و أكثري من دعاء ( اللهم آجرني على مصيبتي وإخلفني خيرا منها يا رب العالمين ) و أصري عليه في كل لحظة وثانيه و في كل وقت تري فيه زوجك في وضع لا يعجبك
ـــ إن أحسستي إنك تحتملين أكثر من طاقتك فري الي الله و إستمري بفرارك ولا ما نع من أن تستعيني من بعد إستعانتك بالله بذي عقل وحكمه ليوجهك و يقف لجانبك .
ـــ كوني أكثر ثقه بنفسك وإنظري حولك كم من فتاة وإمرأه كان وزنها وشكلها لا يطاق وكيف أصبحت الآن فأنقصي من وزنك وإبقي مهتمه بمظهرك و غيري من شكلك ومظهرك وكوني متجدده و استعيني بما ينتشر بالأسواق من إكسسوارات وملابس و مكياج وتقليعات جميله و أصاغ شعر حتي تغلقي على زوجك باب معايرته لك بأمر مظهرك .
تفنني بالإغراء و التغنج فأي زوج بالله يستطيع أن يصمد طويلا أمام جمال وإغراء زوجة كل ما منها يفوح عطرا وجمالا وجاذبيه ؟؟؟
فسيأتي يوما إن شاء الله على زوجك يجعله يخجل من نفسه و على ما فعله معك خصوصا إن وجدك مصره على المحافظه عليه وقائمه في حقه وواجبه وإنك تحرصين على أن تبدي مشرقه دوما بل سيمل ويكل من إنتقادك و يبدأ بمحاسبة نفسه و يقول هل يعقل أن أفرط بما أملكه من جوهره لتجدي حبك يدب بقلبه و سيكون حب حقيقي لأنه حب عشره وإقتناع لا حب طيش و مراهقه ..
ــ إحتوي زوجك في أضعف فتراته ضميه الي صدرك دعيه يحس بدفئك وإختاري الأوقات الملائمه التي يبدو فيها أضعف ما يكون لأنه كما قلت لك ضائع ويعاني من الإنهزام النفسي و الغضب على الذات من خلال تصرفاته التي يرتكبها أماك فإن أخذتيه وإحتويتيه و كنت له الصدر الحنون ربما سيشجعه هذا ليذرف الدموع على صدرك ندما ليعترف لك بكل ما يحس به وما يعاني منه و حينها إنصحيه بأن يلجأ لله وان يدعوه ليفرج كربته و استغلي هذا الموقف كثيرا بدعوته للصلاة وأن تقترحي عليه الذهاب لعمره و ان يغير صحبته الي صحبة صالحه .
ــ إبقي على عنايتك بنفسك وبزوجك حتي بعد أن تلدي واستغلي فترة غيابك عنه عند اهلك للولاده فربما يشتاق لك حين تبعدين عنه . بل ربما عندما يحس بقدوم المولود الجديد يجعل غيرته عليك تدب بقلبه فهو سيخشي بعد أن كان هو شاغلك الوحيد ان تنشغلي عنه بالضيف الجديد مما يجعله يتقرب منك ليلفت نظرك فاستغلي الموقف لصالحك و تصرفي بحكمه فتلك فرصتك .
خلاصة الكلام وبما إنك تحبينه كل هذا الحب فربما الله أراد أن يبعثك سببا لهدايته إن شاء فاصبري ولا تكلي وقفي معه و عليك بنفسك و بيتك و زوجك و أبنك القادم فربما بقدوم هذا الطفل تدخل سعادة كانت غائبه وكم من طفل كان سببا لبث الحب بين والديه خصوصا من جهة الزوج عندما يري زوجته تمارس امومتها فتداعب ابنهما وحين يسمعها وهي تنشد له عند النوم مما يجعله يحس بمقدار حنانها و يشتاق له ..
هذا ما عندي و أسأل الله ن يوفقك و يعيد لك زوجك وأن يمنحك من الصبر أرطالا أرطالا و يسعدك بحبه بإذن الله تعالي ..
و آآسفه على الإطاله
تحياتي ...................