بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك أمى و أختى سجينه .... و الله إن لفيك روح الطيبه و الأخلاق ... فأنت قد إحتضنت هؤلاء اليتامى و يعلم الله وحده مدى أجرك لصبرك عليهم و ها انت الآن من جديد أمام أحد إمتحانات الله فيهم لكى ... ليرى فيك الحقد أو الحلم ... فإن كانت الأولى بلا كيد و لا أذى لإبنك هذا فأن نعك كل الحق و لا أحد يلومك .... و لكنك أنت الحانيه الصابره .... و انت التى ربيت اليتامى ... اما ترجين رحمة الله و زيادة عفوه عنك بأن تعفى و تصفحى ... فتضاف صفحات مع صفحات سبقتها بإذن الله .... خاصه ان أكثر ما يضرك هو عدم راحة زوجك و الله إن لك بإذن الله ثوابا عظيما فأنت تبرين زوجك و ترضين ربك فيه ... فهنيئا لك بإذن الله فى عفوك و إحتسابك فأنت أولى بالرحمات من الله ... و انت تغيظى كيد الشيطان الذى تتبع طريقه هذا الفتى الضال .... و أذكرك أمى و أختى بقول الله تعالى ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)) (آل عمران : 134). و الآتى منقول فى فضل الحلم : الحلم وكظم الغيظ وهما: ضبط النفس إزاء مثيرات الغضب. وهما من أشرف السجايا، وأعز الخصال، ودليلا سمو النفس، وكرم الأخلاق، وسببا المودة والإعزاز. وقد مدح الله الحكماء والكاظمين الغيظ، وأثنى عليهم في محكم كتابه الكريم. فقال تعالى: ((وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما))(الفرقان: 63). وقال تعالى: ((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسئ فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلـقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها ألا ذو حظ عظيم))(فصلت: 34 ـ 35). وقال تعالى: ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)) (آل عمران : 134). وعلى هذا النسق جاءت توجيهات أهل البيت عليهم السلام : قال الباقر(عليه السلام): (إن الله عز وجل يحب الحيي الحليم)(2 الكافي). وسمع أمير المؤمنين(عليه السلام) رجلا يشتم قنبرا، وقد رام قنبر أن يرد عليه، فناداه أمير المؤمنين(عليه السلام): (مهلا يا قنبر، دع شتامك، مهانا، ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عدوك، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه)(مجالس الشيخ المفيد). وقال(عليه السلام): (أول عوض الحليم من حلمه، أن الناس أنصاره على الجاهل) (2 نهج البلاغة). وقال الصادق(عليه السلام): (إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان، فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت، وأنت أهل لما قلت، ستجزى بما قلت. ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت، سيغفر الله لك، إن أتممت ذلك. قال: فإن رد الحليم عليه ارتفع الملكان)(3 الكافي). وقال الصادق(عليه السلام): (ما من عبد كظم غيظا، إلا زاده الله عز وجل عزا في الدنيا والآخرة، وقد قال الله عز وجل: ((والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين)) وأثابه مكان غيظه ذلك) (4 الكافي). وقال الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام): (اصبر على أعداء النعم، فإنك لن تكافئ من عصى الله فيك، بأفضل من أن تطيع الله فيه)(5 الكافي). وأحضر عليه السلام ولده يوما فقال لهم: (يا بَنِي إني موصيكم بوصية، فمن حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الأذن اليمنى مكروها، ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئا فاقبلوا عذره)(كشف الغمة للأربلي). وقد يحسب السفهاء أن الحلم من دلائل الضعف، ودواعي الهوان، ولكن العقلاء يرونه من سمات النبل، وسمو الخلق، ودواعي العزة والكرامة. فكلما عظم الإنسان قدرا، كرمت أخلاقه، وسمت نفسه، عن مجاراة السفهاء في جهالاتهم وطيشهم، معتصما بالحلم وكرم الإغضاء، وحسن العفو، ما يجعله مثار الإكبار والثناء. كما قيل: وذي سفه يخاطبني بجهل فآنف أن أكون له مجيبا***يزيد سفاهة وأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|