أختي الفاضلة... سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته...
تأخرت في الرد لأني رأيت ردود ومشاركة الأعضاء الكرام... وقد تكلموا بكل ما يريد الفؤاد قوله...
لكن طلبك غال... وأنا في خدمة الإخوة والأخوات في هذا الدين... لهذا فسأبدي رأيي ( وإن كان لن يختلف عن آراء اللإخوة والأخوات )...
===
بسم الله الرحمن الرحيم...
أختي الفاضلة... قرأت كلماتك أكثر من عشرة مرات... وأنا أحاول بهدوء فهم كلماتك والنظر لأبعادها... وإليك يا أختي ما دار بخاطري...
عليك بإشارة أصابع الإتهام للشيطان ... وهذا الأمر فيه براعة وحكمة... فابدأي بأن تطردي الشيطان من صدرك... وحاولي أن تفكري بالموضوع بعيدا عن العواطف المندفعة أو الشكوك والظنون السيئة...
أنت لم تتأكدي من زواج زوجك بأخري... ولا تعرفين صحة ودقة كونه والدا وأبا...
لكني أقولها وهذا رأيي... حتى لو كان متزوجا بأخرى من قبلك... أو من بعدك!
حتى لو كان عنده أولاد وبنات من غيرك... حتى لو ... حتى لو...
أنت الآن في غربة مع زوجك ... ونصيحتي لك أن تقفي إلى جانبه رغما عن أنفه!!!
كوني ستره.. وكوني حبه... وكوني صديقته ورفيقته وأخته وعشيقته وخليلته وصاحبته!
حتى لو أخبرك بأنه مغصوب على الزواج بك! حتى لو تجهم واشتكى... اصبري عليه واصبري واصبري... وكل يتعامل بأصله...
فإن أهانك قولي له سامحك الله وغفر لك... وإن أخطأ في حقك قولي له أنا أدعو الله لك أن لا يؤاخذك بما تقوله في حقي!
إن صفعك على الخد الأيمن فأعطه الخد الأيسر ** صورة للتوضيح فقط **
وهذا له سبب... فعندما أنصحك بتقبل المهانة والإذلال... فهذا ليس لأنك امرأة.. وليس لأن هذا من حقه أو حلاله... وإنما لأبعاد ونظرة في الأمور....
أولا... ما هو هدفك الأسمى في حياتك؟؟؟ أتمنى أن يكون الجنة!!!! وإياك أن يكون حلمك الأكبر غير الجنة!!!!!!!!!!
وصبرك عليه في فترة غربته له فوائد...
أولا وأهمها... صيانة عرضه وعرضك... وحفظه عن الحرام... ولك في هذا أجر عظيم جدا...
ثانيا... قد يزرع الله في قلبه حبك ولو بعد حين (( المهم الا تتوقعي ملاحظة تغير حاله بين الليل والنهار... وإن كان هذا ليس بالمستحيل )) فلا تيأسي من هذا الموضوع... قد يحبك ويحببه الله فيك... لأن من رضي الله عنه... فهو يرضي عليه الناس! وهذا يذكرك بضرورة التقرب إلى الله عز وجل وطرق أبوابه في الليل والنهار... والله سبحانه يحب من عبده أن يتوسل ويدعوا ويبتهل....فلا تبخلي على نفسك بالدعاء.
ثالثا... إذا عدتم من الغربة بالسلامة... وأحب أن يفترق عنك لسبب أو أسباب.... فانت لم تخطئي في حقه... ولن يخجل رجل آخر من طلب يدك لما عرف عن أصلك وتفانيك!
أما إذا عدتم من غربتكم ولم ينفصل عنك... فقد يتغير الحال... والصبر مفتاح الفرج...
وأقولها لك يا أختي... لو كان متزوجا فهذا من حقه الشرعي... ولو كنت حكيمة.. فلا تكثري عليه بالسؤال عن الزوجة الأخرى وعن صفاتها وميزاتها إلخ!
وأنا لا أعرف كيف أوضح لك ما يدور بخاطري... لكني أختصر وأكرر.... إصبري وعامليه بالحسنى.. وتقربي إليه وتوددي... ووثقي علاقتك بالله عز وجل...
وكملاحظة فقط... وإن كنت لن تتقبليها (( قد يلفظ زوجك أو يقول الكلمات الجارحة متعمدا ... ولا يكون قاصدا لما يقول..... يعني متعمدا الجرح.... لكنه لا يعي ما يقول ولا يفهم أبعاده ... فقوله لا أحبك أو أنا مغصوب عليكي... لا يشترط أن يكون هذا ما يجول بصدره!! ))
وأنا أعرف شخصا كا يقول لزوجته أنه متزوج وأن لديه أولاد... لكنه كان يعول عائلة مكونة من أرمل وأولادها اليتامى... ولم تعرف الزوجة حقيقة أمر زوجها إلا بعد وفاته... وكان الجميع يعتقد أنه متزوج لأنه كان يحول نقود للبلد الآخر... لكنهم اكتشفوا أنه لم يكن في هذه البلد قط!!! ولم ير المرأة في حياته...
وأقصد بهذا... إن بعض الظن إثم... فقد يكون حصل سوء تفاهم في حكاية الأولاد والزوجة... وحتى لو كان لزوجك أسرار...
اصبري... حتى تعودي لبيتك وأهلك... وعندها لكل حادث حديث... فإن تحسن فبها... وإن شق عليك الصبر والمهانة فالشرع أوجد وحلل الطلاق بعد أن كرهه!
وبالنسبة لموضوع الخلفة... فأنا برأيي أن موضوع محبة زوجك لك أهم... وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم!!
قد يطلقك ويكون الأطفال عثرة في طريق زواجك من آخر...!
وقد تنجبي طفلا فيحرمك منه بأحد القوانين!! فيلوع قلبك... إلخ... أنا لست متشائما... لكني أوضح لك بأن الله عنه علم غيب السماوات والأرض... فاستخيريه واسأليه أن يكتب لك الخير حيث شاء... ثو يرضك به!!!
أنا أعترف بأن شعور الأمومة والرغبة في الإنجاب هو شعور ملح وقوي... لكنك إن صبرتي فإن الله عز وجل سيعوضك خيرا وأجرا كثيرا...
ولا تتوقعي تحول كل شيء في لحظة... وبالرغم من كل هذا... كوني أنت كريمة الأخلاق... تخيلي أنك صديقة وجارة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها... وتخيلي نفسك ذهبت إليها وشكوت إليها.. فماذا كانت ستنصحك؟
أو فكري بطريقة أخرى... هل تحبي أن تكوني الزوجة الصابرة؟ أم الزوجة التعيسة المنكدة والمنكد عليها؟
وكما سبقني الإخوة بالكثير من الكلام الطيب... فعليك بالصبر وهذا ابتلاء من عند الله...
أرجوه تعالى أن يوفقك وأن يبارك لك وأن يستر عليك وأن يفرج كربك وحزنك وهمك... وأن يؤلف بينك وبين زوجك وأن يحقق أحلامك ...
مع تحياتي... (( ولو كان عندك أي تعقيب أو استفسار فأنا موجود...والحمد لله .... ))
خالو ريان
آسف على الإطالة