كما ذكرت كنت قد أعددت جيدا لرحلتي، وقد استأجرت سيارة من الرباط واستلمها في كازا، وذهبت مباشرة الى الرباط حيث سكنت في أشهر احيائها (أكدال) في شارع فرنسا وبالقرب من شارع فال ولد عمير المعروف، كانت أغلب حجوزاتي عن طريق موقع Airbnb ، كنت في الرباط لمدة أربع ليالي، وزّرت المدن القريبة منها والأماكن السياحية التراثية، وصليت الجمعة في مسجد بدر الذي يبدو أنه عتيقاً ومعروفاً في الرباط، تجولت كثيرا في شارع ولد فال الذي يضج بالناس وفيه أشهر المحلات التجارية، وجربت التنقل في الترام وي داخل الرباط وكان ممتعاً.
أبرز الأماكن التي زرتها:
المدينة القديمة
قصبة الوداية
صومعة حسان
ضريح محمد الخامس
الحدائق الأندلسية
الملاح
السور القديم
تمارة
الصخيرات
سلا
بوزنيقة
الاسواق الشعبية داخل المدينة القديمة
ميغا مول
العرجات
حدثت ثمة مواقف أغلبها جميلة، وربما أسرد منها ما أتذكره مستقبلاً، إلا أن أبرز موقف، كنتُ قد عزمت للذهاب في الصباح لقصبة الوداية التي تقع على نهر أبي الرقراق الذي يفصل بين الرباط وسلا، وحين هممت في الدخول إلى هذا المكان العتيق والذي يجمع بيوتاً قديمة تخترقها أزقة قديمة، كان للبرتغاليون بصمة فيها، إذ بشابٍ يستقبلني على أحد أبوابها، أدركت أنه رجلٌ يريد الاستفادة مني كسائح وكسب بعض المال، وبدأ يصف لي القصبة ويشرح لي تاريخها، فقلت له توقف أرغب أن أكتشف بنفسي، فقال مرحباً بك وتفضل، (عادة لا أحبذ التعامل مع من يشتغل في مجال السياحة، لأن التعامل عادة يكون من منطلق مادي بحت، ويسعون أحياناً خصوصاً في الدول العربية إلى محاولة الكسب بأسرع وقت ممكن وبأقل جهد ليتناول السائح الذي بعده)، المهم أني سرتُ عدت خطوات باتجاه معين، فأشار إلي أن ذلك هو الطريق المؤدي لأزقة القصبة، فقلت له أين، فجأ إلي وأخذ بكتفي بيده اليمنى وأشار بيده اليسرى إلى الطريق كعادة المغاربة حين يصفون لكَ مكاناً تسأل عنه فإنهم يقومون من أماكنهم ويقفون بجانبك أو يسحبونكَ إلى مكانٍ تستطيع في رؤيته في موضعٍ مناسب، وإن كنتُ لم أقبل بهذه الطريقة في البداية، إلا أنها أحد أنماط الثقافة في هذا البلد وهو جزء من الاهتمام إذا نظراً إليها بمنظار ثقافي مختلف، لأنه في ثقافات أخرى يفضلون أن يكون هناك مساحة معتبرة بينهم وبين أي شخص من منطلق الخصوصية والفردية وهذا عادة ملاحظ في مجتمعات غربية، هذه لفتة لأنماط ثقافية مهتمٌ بها، المهم أن الرجل بعد أشار إلى المكان سار معي بضع خطوات معي والتفت إليه سائلاً ما أسمك؟ فقال أمين، وقلت هل أنتَ من أبناء هذه المدينة القديمة قال نعم، وكنتُ أظنه يبالغ أو يحاول إغرائي ليسير معي ويرشدني ويحقق هدفه، قلتُ له وأينَ داركم؟ فأخذني مسرع الخطى إلى بيتهم كما يقول، فوقفت برهة وقلت له ممازحاً هل ستدير لي الأتاي، فقال لي مرحباً بك أنتَ ضيفنا، وإذا به يقف بي عند منزلٍ وينادي فيه ربة البيت الخمسينية، ويقول لها هذا عبدالله من السعودية، فقالت لي مرحباً بك تفضل، ونظرت إليه فقلت له هذه ليست بيتكم، إذ شعرت أنه من خلال الحوار بينه وبين هذه المرأة، لاتدل على أنها أمه، قال أنا وأخواني نسكن هنا وهذه خالتي، ورغم أني كثير الحذر، إلا أن نفسي آنسة شيئاً من الأمان، فدخلت ذلك البيت، وأخذاني إلى السطح حيث سأطل على منظر البحر ونهر أبي الرقراق، وقلت لها أين الآتاي فقالت المرأة انتظر دقائق ويكون عندك، وكنت حريصاً على أن أدخل هذه التجربة، وأطلب منهم صنع الشاي لأقوم بدفع ذلك مادياً لأني أعتقد وإن شعرت بحفاوة الاهتمام والكرم، إلا أنهم في نهاية المطاف في مكان سياحي، ولابد لهم أن يستفيدوا بعد أن يقدموا الخدمات، جائت المرأة تحمل الشاي المغربي ومعه بعض الحلوى، وجلست أمامي ورحت أستعرض لهم معرفتي لتاريخ وثقافة وواقع المغرب، وكان قد لحق بنا أخوين من أخوان أمين، وجلسَ حولي، وبينما أغوص في سردٍ عن المغرب ومدنه وتكويناته وجمالياته، وجدت منهما أهتماماً أكبر وأعجاباً، بعد مضيء نصف ساعة هممت بوداعهم، وبينما أسير إلى الخارج توقفت عند المرأة وأردت أخراج بعض النقود لها مقابل استضافتها لي في منزلها، فقالت لي رافعة سبابة يدها اليمنى وعينيها قد ارتفعتا للأعلى (عندك!!) أي انتبه تخرج وتعطينا مالاً، وبادرت أني أدرك أنكم أهل كرم وأنا لا أعرف ما أقول ولكن هذا مجرد أمر بسيط لاتعتبريه شيئاً مقابل شيء، وقالت لا حشومة نأخذ من الضيف، وقالت لي الدار دارك وأي وقتٍ أتيت فيه إلى الرباط فهذا بيتك، وأجبتها بأنتم مثل أهلي والمكان مكاني، خرجَ معي أمين، وقلت له يا أمين سأخذكَ معي، ولكن قبل كل شيء دعنا نتفق على المبلغ، قال أنتَ واحدٌ منا ولو لم تعطني شيئاً فهذا حلال لك، قلت له دعنا من هذا الحديث، وكم هي أجرتك جراء شر حكَ لي لهذه القصبة، فاتفقت له أن أعطيه ما أراه مناسباً، وذهبنا سوياً نتجول في القصبة وأزقتها شارحاً لي الكثير من التفاصيل، وودعته على أن نلتقي في الغد لزيارة المدينة القديمة وأسواقها الشعبية الشهيرة التي نسيت بعض أسمائها، بالإضافة إلى صومعة حسان وضريح محمد الخامس في الغد.
العاب
في منطقة أكدال وفي شارع متفرع من فال ولد عمير
=
العاب
الفطور في اليوم التالي من وصولي للرباط
=
العاب
منظر للبحر من قصبة الوداية
=
العاب
الحدائق الاندلسية ويظهر البرتقال في أحدى الشجرات
=
العاب
فن النحت على الرخام في صومعة حسان
=
العاب
صومعة حسان، وكان يقول لي أمين قبل أن نذهب إليها، أن الصومعة التي تظهر في خلف الصورة، نصفها ذهب، وحين وصلنا قلتُ له كنتَ تقول لي أن نصف ذهب فأين هذا الذهب فما أرى سوى حجارة، فضحك وقال أن يقصد أن نصفها قد ذهب بسبب الزلزال الذي أصاب المنطقة وبقي جزء من الأعمدة التي ترونها في الصورة، ثم عرفت فيما بعد أن بعض المغاربة يرددون ذلك من باب المداعبة وليكون المرء متسائلاً وأن يكون في مثل موقفي.
=
العاب
في الجهة المقابلة من الصومعة
=
العاب
شاطئ أعتقد أنه في بوزنيقة
=
العاب
من البحر وأعتقد أيضاً أنه في بوزنيقة
=
العاب
ضريح محمد الخامس
=
العاب
في العرجات حيث لاصوت يعلو فوق صوت اللحوم والمشاوي، والشكر لمسك الليل التي ذكرتني فيه قبل أن أسافر.
=
العاب
وهذا ماخرجنا به من كفتة وطاجين، وكان أكلاً شهياً وطازجاً.
=
هذه بعض الصور، وسوف أضيف صور أخرى إذا وجدت مايستحق الإضافة
سأتجاوب مع التعليقات والحوار، قبل أن أنتقل لمرحلة القنيطرة التي أفطرت فيها، والعرائش التي تغديت فيها السمك أو الحوت كما يقول المغاربة.