مثل ماتوقعتم اخواتي فزوجي البارح قال انه بدأ يفكر بالزواج ..وانا لاردة فعل مجرد أن رجعت لقوقعتي التي كنت بالامس احاول الخروج منها ولهدوووووئي الذي لا يطاق ..
لاأعلم مالذي يصبيني حتى علاقتي مع الله ضعفت جدا جدا من فترة ليست بقصيره ...العبادات بجميع انواعها اصبحت ثقيله على قلبي حتى الذكر واقله الاستغفار بمجرد ماأهم به ماهي الا دقائق وقلبي لايكون معي واسكت لاأعرف مالذي يسكتني ...الصلوات اصبحت متهاونه جدا فيها ياأجمعها او أؤخرها عن وقتها وعندما اصلي يكثر عندي الشك والنسيان وتكثر غلطاتي بالايات ... آه ثم آه هل قد تكون الذنوب سببا لما أنا فيه الآن ام هو امر خارج عن ارادتي ام اني اتوهم انها عين او حسد او سحر أسألكم بالله ان تساعدوني ان أخرج مما انا فيه ..فأنا محتاجه لكم جدا .. |
أختي الغالية، أقسم لكِ، أنّ الله أرحم بكِ من نفسك، وأرحم بكِ منا .. مشكلتك واضحةٌ جداً - كما يبدو لي - أنتِ بخيرٍ يا عزيزتي، لا سحر، ولا عين، ولا أي شيء بإذن الله .. مشكلتك في قلبكِ، والعلاج، يكون بتنظيف القلب .. اعرضي نفسكِ على هذا الحديث، النبوي البليغ، الذي يصف لك الداء والدواء .. يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم : ( ...ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت؛ فسد الجسد كله؛ ألا وهي " القلب " ).. اضيفي إلى هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأيما قلبٍ أشربها نكت فيه نكتةٌ سوداء، وأيما قلبٍ أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين : أبيضَ كالصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، وأسود مرباداً كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشرب من هواه ).. هذين الحديثين فيهما تشخيص رائع لمشكلتك، ولمشكلاتنا الكثيرة .. العجز عن الطاعات - الكسل والخمول - الملل - عدم القدرة على التمتع بالحياة الطيبة مع الزوج والأبناء - وساوس الشيطان الكثيرة وإشغاله للقلب بالشهوات بأنواعها والتفكير فيها - ...إلخ كل هذه المصائب سببها واحد ؛ هو ( مرض القلب ).. وإليكِ الان العلاج باختصار أختي الغالية ، فاستمعي جيداً : أنتِ بحاجةٍ إلى التعرض إلى نفحات الرحمن جل وعلا، ربنا سبحانه وتعالى ينزل في كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا، ويقول : ( هل من داعٍ فاستجيب له، هل من مستغفر فاغفر له )، فما بالكِ لا ترفعين إليه شكواكِ، وقد وعدكِ بالاستجابة ؟! أريدكِ يا عزيزتي، أن تختلين بربك عز وجل في مكان لا يراكِ فيه أحدٌ غيره.. ادخلي مثلاً المجلس، حين هدوء البيت، وتوضيء للصلاةِ، وأحسني وضوءكِ، ثم صلي بين يدي ربكِ، بكل خشوع، وهدوء، وسكينة.. واطيلي السجود .. اتركي قلبكِ يتحدث، بثي شكواكِ، بثي آلامكِ إليه، قولي يا رب أنا أمتك الضعيفة، أرهقتني الذنوب، فجد لي بعفوكَ إنّ الذنب أشقاني، يااارب سامحني، يا خالقي يا مولاي يا حبيبي، ارحمني برحمتك، يااارب تعبت من نفسي، ومن الشيطان ...إلخ تكلمي مع الله بكل شيء في قلبك.. اعترفي له بذنوبك، واعترفي له بتقصيرك، وارجعي إليه، واطلبيه المغفرة وإتمام الستر في الدنيا والاخرة.. صدقيني ستجدين دموعك تخرج من قلبك قبل عينيكِ، ستبكين حياءً وندماً مما جنيتيه، ثم ستبكين فرحةً وحمداً لله عز وجل ، أنّ وفقكِ للسجود له، والبكاء بين يديه، والرجوع إليه.. تخيلي يا أختي أنّ الله ( يفرح ) بتوبةِ عبده !! الله أكبر ، ما أعظمه من مقام، استشعري ذلك.. استشعري وأنتِ ساجدة بين يديه، أن ربكِ، يسمعك، ويرى مكانكِ، ولا يخفاهُ شيءٌ من حالكِ، وهو أرحم بكِ من نفسكِ التي بين جنبيكِ.. ثقي تمام الثقة فيهِ، وأنه سيرحمك، وأنه سيجعل حياتك مليئة بالراحة والسعادة.. ثم بعد هذه الرحلة الإيمانية، والتوبة، والخشوع، والانطراح بين يدي الله؛ اجلسي مع نفسك، وابدئي بمحاسبتها: اكتبي المعاصي التي ابعدتكِ عن الله، وجعلتك تتثاقلين العبادات والطاعات، سواء مشاهدة مسلسلات، او سماع اغاني، أو غير ذلك، مما تعرفيه أنتِ عن نفسك.. وعاهدي نفسك بالالتزام بأمر الله، واجعلي حياتك القادمة كلها لله.. أريدكِ أن تتأملي هذه الاية العظيمة، الجليلة، يقول الرحمن تبارك وتعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) يالله !! ما أروعه من كلام !! وما أصدقه من وعد !! الحياة الطيبة التي يبحث عنها كل الناس، هي بيد الله ، ولها شرطٌ واحد فقط : ( العمل الصالح الخالص لوجه الله تعالى ، الموافق لسنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم ) الجزاء : ( فلنحيينه حياةً طيبةً، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ).. لا أريد أن أطيل أيتها الفاضلة، وارجو من الله أن أكون قد أفدتك، ووضعت يدي على مواطن الألم، لكي تعودي مرةً أخرى إلى طريق السعادة والراحة والأنس بالله .. الخص مشاركتي في نقاطٍ سريعة : مشكلتك في قلبك.. فأنتِ تعرفين ما فيه.. ارجعي لربك بتوبةٍ صادقةٍ، وندم وبكاء.. اكتبي المعاصي التي كنتِ تفعلينها، من ارتكاب محرمات، أو إهمال واجبات كالصلاة.. اعزمي على الالتزام الصادق، وجعل الحياة كلها لله، ومن أجل الله.. دعواتي لكِ بحياةٍ عامرةٍ بالأنس، طافحةٍ بالسرور، مليئة بحب الله، والقرب منه.. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|