الخطوة الثالثة: التنظيم لابديل عن التنظيم إلا الفوضى.. والفوضى لا يمكن أبداً أن تكون طريق للنجاح.. لذلك كان تنظيم الفكر والذات وتنظيم العمل والوقت أهم خطوة بعد تحديد الأهداف وأختيار مهماتها... وحينما نتكلم عن التنظيم فإننا نعني بذلك ترتيب عناصر الأنتاج في الذات وخارج الذات.. فالمرأة المسلمة الناجحة لا تؤمن بالعشوائية في العمل بل تنظم أعمالها وترتب أوراقها وتحافظ على وقتها.. والتنظيم الناجح للأعمال يقوم على أساس الترابط الصحيح بين عنصرين: العنصر الأول: الطاقة الذاتية. العنصر الثاني: الطاقة الزمنية الطاقة الذاتية هي: الجهد البشري الذي يبذله الإنسان لتحقيق أهدافه في الحياة... الطاقة الزمنية هي: هي الزمن الذي نعيشه بساعاته دقائقه وثوانيه.. ومتى ما أحسنت إتقان الربط بينهما فقد خطوت خطوة بعيدة في اتجاه النجاح.. ومن هنا تظهر لنا أهمية الوقت ودور التحكم فيه في صياغة عنصر النجاح.. ومن هنا ندرك أيضاً أن تحقيق الأهداف المرسومة لابد فيه من الربط بين هذين العنصرين وإنه مما يقوي حافز الربط بينهما عنصر علمي هام وهو: الأيمان بأهمية الوقت. فوقت المرأة المسلمة أمانة في عنقها ومسؤولية تحاسب عليها يوم القيامة.. فلا ينبغي تضييعه في سفاسف الأمور التي ليس وراءها نفع و لا نتاج يدل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه, وعن علمه فيما فعل فيه , وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه , وعن جسمه فيما أبلاه ) – رواه الترمذي وإسناده صحيح . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون عليهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) – رواه البخاري. فهذا الحديث جمع أصلين لا بد منهما في تنظيم الأعمال: 1-عنصر الصحة وهو متعلق بالذات... 2-عنصر الوقت وهو خارج عن الذات.. فدل ذلك على أن حسن الاستفادة من القدرات الذاتية وحسن الاستفادة من الوقت خطوة جبارة في الدارين. فتأملي!!! أختاه هنالك ( 86400 ) ثانية في اليوم الواحد.. وهنالك من الناس من تكفيه هذه الثواني في أنجاز أعماله الضخمة وإدارة مؤسساته الجبارة وربما إدارة شؤون دولة بأسرها, بينما قد لا يستطيع احدنا القيام بأبسط المهمات وأسهلها... فهذا سؤال مطروح: لماذا نعجز عن النجاح وينجح غيرنا في استثمار وقته وطاقته؟؟!! أعلمي يا أخيه أن السر في ذلك هو : الإصابة و الإتقان في تنظيم الوقت و استغلال الجهد... فلابد من رسم أهداف أوليه ولابد أيضاً من تأطير تلك الأهداف ووضعها في مجالها الزمني المناسب دون أستجابه للعواطف أو انهزام أمام الآخرين.أنها نعمة في الدنيا ومسؤولية نحاسب عليها فلم التباطىء في إنجازها؟!!! ولكن كيف ننظم أوقاتنا؟ وما هي ثمرة ذلك؟ لتنظيم وقتك أقترح عليك هذه المنهجية: 1- أعتبار أوقات العبادة ثابته: لأن في القيام بالعبادات في أوقاتها على الوجه الصحيح تقوية للعزم وتثبيت للقلب وتبصير للذهن على تحقيق المراد. 2- تخصيص مدة زمنية معينة للمهام المطلوب إنجازها بحسب موقع المرأة في الحياة. 3-أجتناب أسباب ضياع الوقت وأتخاذ القرار الصارم في تجاوز كل ما يعيق عملية التنظيم المسبق. أختي المسلمة.. وخطوة التنظيم هذه هي خطوة نظرية تحتاج إلى ترجمة مفرداتها في الواقع المحسوس في حياتنا.. فكيف نجسد تنظيم طاقاتنا وأوقاتنا على أرض الواقع؟ وكيف نتخلص من معوقات تنفيذ ما نقوم بإنجازه بعد التنظيم؟ إنها الخطوة الرابعة.. وهي التخطيط اليومي المحكم.. |
||
الخطوة الرابعة : التخطيط اليومي في الخطوات الثلاث السابقة كنا نتحدث عن الجانب النظري من خطوات النجاح في حياة المرأة المسلمة.. فعملية تحديد الأهداف وأنتقائها وتنظيم الجهد والوقت كلها خطوات سابقة لعملية التنفيذ الفعلي.. وأما خطوة التخطيط اليومي المحكم فهي: مزج بين عنصري التنظير والتطبيق على حد سواء.. ومكانة التخطيط اليومي في حياة المرأة المسلمة مكانة عظيمة مهمه ولها ثمار كبيرة الفوائد في صياغة نسيج السعادة في الحياة.. وذلك لأن الفراغ سم قاتل يسيح بالعقول في فضاءات ومتاهات لا حدود لها.. ويوقع في شباك فتاكة بالمرأة المسلمة ويحدث في النفس الوساوس والهواجس ويضعف قوة الإرادة وصلابة العزيمة في القلوب ويكره للنفس العمل و الأجتهاد وكلها عوامل تضعف بشخصية المرأة المسلمة وتلغي دورها العظيم في الحياة والمجتمع ومن هنا تظهر أهمية التخطيط اليومي في الحياة.. معنى التخطيط اليومي: هو حصر الاعمال التي نريد انجازها في اليوم الواحد وتقسيمها على عدد ساعاته بدقه وموضوعيه. أو بعبارة أخرى هو وضع جدول زمني لليوم الذي نعيشه وتوزيع الأعمال المطلوبة على عناصر ذلك الجدول.. ثمرات التخطيط اليومي: ان وضع برنامج ثابت لاعمالنا اليوميه له فوائد كبيره في حياتنا من ذلك: 1/ انه يساعدنا على اداء ما افتراضه الله علينا كما يجب. 2/ اننا نحافظ على اوقاتنا فلا نضيعها هدراً. 3/ اننا نحقق نتائج افضل على مستوى تنفيذ مسؤولياتنا الدينيه والتربويه والعلميه. 4/ اننا نقلل من اخطاءنا التي تفرزها حاله الفوضى والعشوائيه في انجاز مهماتنا. 5/ اننا نقوم نأعمالنا بسرعه,ويسر,وسهوله. 6/ نوفر راحه لأجسادنا ونفوسنا. 7/ نحسن نوعيه اعمالنا بتقويم نتائجها كل يوم. 8/ نكون ابناء يومنا,ونتدرج في تجاوز العقبات في طريقنا. اخيه: ان هذه الخطوات الاربع في حياتك معالم هاديه الى تحقيق السعادة والنجاح فلا بد من الاهتداء بها في الحياة .. ولابد لك ايضاً من اتقان عمليه التنفيذ وادارة العمل بالثقه بالنفس والصمود والمحاوله وتجاوز العوائق والعقبات امام انجاز ما تضعينه من المهام.. فكيف تكون تلك العملية؟؟ وكيف نستطيع إدارة مخططنا اليومي بنجاح؟؟ |
||
الخطوة الخامسة: إدارة العمل. ونعني بإدارة العمل فنية تنفيذ بنود المخطط اليومي.. وتحري الدقة و الأنضباط في مزاولة عناصر البرنامج المرسوم لأعمال اليوم كله.. ولكي توجد تلك الفنية وذاك التحري لابد من أتباع النقاط التالية: 1/ الأستعانة بالله عز وجل.. 2/ التدرج في العمل: وهنا مسألتان وهما: أولاً: الطموح. ثانياً: الموازنة بين الجهد والوقت. فلابد أن تكون أهدافنا على قدر جهدنا الذي نستطيعه وهذا ما يجعلنا نجزيء الطموحات الكبيرة إلى أهداف جزئية ونتدرج في التنفيذ يوماً بعد يوم.. 3/ ترويض النفس على الألتزام بالتنفيذ.. وهي: مغالبة النفس على تجاوز عاداتها السيئة في العمل ومحاولة محو العادات التي تعيق سير العمل وتنفيذ جدول الأعمال.. فإذا كان يغلب على النفس الميل إلى الراحة والكسل والنوم فلابد من أجتثاث تلك الطبائع وترويض النفس على النشاط والعمل بالمجاهدة والمصابرة والصبر.. وأعلمي أخيتي أن الأخلاص لله في مجاهدة النفس لنيل الأغراض الشريفة وتحقيق الأهداف الشرعية له الأثر الكبير في التوفيق. يدل على ذلك قول الله تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) فتكرار المحاولات لإنجاز الأعمال هو مجاهدة في حد ذاته.. وإصرارك على أتخاذ الأسباب للوصول إلى طموحك وتحقيق أمانيك النبيلة هو جهاد يأجر الله عليه ويوفقك إليه.. وهنا مسألتان هامتان: الأولى: عمل وطريقة الصبر والمجاهدة ونتاجه السعادة والنجاح.. الثانية: عجز وطريقه الخمول والتقصير ونتيجته فشل وهم و تعاسة.. فلابد إذا من دفع الضريبة إما ضريبة الصبر أو ضريبة الذل والفشل. وكما أن العلم بالتعلم والحلم بالتحلم فإن الصبر بالتصبر فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ومن يتصبر يصبره الله , وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ) رواه البخاري ومسلم أخيتي.. فليكن عملك على وفق هذه المباديء فهي أركان التنفيذ والتطبيق ولا يمكن للنجاح أن يتحقق إلا بها.. وأعلمي أنه لابد لك من التقصير في إدارة العمل وإنما يخلصك من ذلك خطوة لا تقل أهمية وهي: تقويم الذات والنتاج.. |
||
الخطوة السادسة:تقويم الذات والنتاج.. هذه الخطوة تمكن الأنسان من كشف مواضع الخلل في ذاته وأعماله.. وتوضح أسباب العجز في تنفيذ المخطط اليومي وإدارة العمل.. وهي أسباب تعود إلى أمرين: الأول: أسباب ذاتيه تتعلق بالشخص نفسه.. الثاني: أسباب موضعيه تتعلق بأشياء خارجه عن الذات لكن مردها إلى الذات نفسه... أختي.. إن الأسباب الموضوعية لفشل عملية التنفيذ فهي وإن كانت خارجة عن الذات من حيث الصورة إلا أنها مرتبطة في العمق بالأختيار الذاتي.. فالأجتماعات التي لا جدوى من ورائها والمجالس المطولة التي يفرضها علينا الآخرون بزياراتهم وربما بمكالماتهم الهاتفية من الأسباب الموضوعية التي تعيق إدارة العمل.. ولكن إذا تعاملنا مع تلك الحالات بصرامة وعرفنا كيف نتخلص من سلبياتها بلباقه وحكمه فسوف نتجاوز أضرارها في المستقبل... تأكدي أن مثل هذا العمل الهداف ينفعك في الدنيا والآخرة فهو يعودك على محاسبة النفس على أخطائها وتفريطها في جنب الله.. ويمكنك من الإنابة إلى الله سبحانه والتوبة النصوح وتدارك الأخطاء ومحوها بالأستغفار والندم والأقلاع... وكذلك يسهل لك الطريق نحو إزالة العوائق والعقبات التي تقف في طريقك نحو النجاح.. لذا ينبغي ملازمة هذه الخطوة وجعلها أساسية في يومك بتخصيص ولو مدة عشر دقائق لمزاولتها والقيــام بهـــا.. ولابد لأنه ستعتريك مشاكل أثناء التقييم وستجدين نفسك أمام خيارات صعبه لتنفيذ ما تريدينه من الأهداف.. ولذا لا بد من فقه خطوه سابقه تساعدك على تسهيل الأمور.. وهي فقه حل المشاكل.. |
||
الخطوة السابعة: فقه حل المشاكل إن عملية التقويم لمستوى العمل الذي تقومين به في حياتك تظهر لك كثيراً من المشاكل التي لا نأبه بها في الغالب وتكون سبباً في فشلنا من حيث لا ندري أو نحتسب... و لذلك لا بد من أن تكوني على علم جيد بفهم طبيعة المشاكل التي تعترضك في أعمالك... ولا بد أيضاً من فقه صحيح سليم لدراسة المشاكل وحلها.. وفيما يلي نستعرض أهم تلك المشاكل مع بيان كيفية التعامل معها: أولاً: مشاكل نفسيه: وهي معوقات تفقد الثقة بالنفس وتهضم حقوق الأنسان لتحولها إلى شهوات آنية سرعان ما تنقلب إلى أزمات نفسية وأجتماعية.. وتتلخص تلك المعوقات في ثلاثة عناصر وهي: 1/ الهوى. 2/ الشيطان. 3/ ضعف الإرادة. وهذه الأمور مرتبطه فيما بينها أرتباطاً شديداً.. فالهوى: هو وساوس تمليها النفس الأمارة بالسوء , وخواطر تتجدد في النفس البشرية لأنها مجبولة على حب الشهوات وتحقيقها وإنما ابتلانا الله بذلك ليختبر قوة أيماننا وقوة يقيننا... وفي ذلك يقول الشاعر: أشد الجهاد جهاد الهوى.......وما أكرم المرء إلا التقى وأما الشيطان: فهو العدو اللدود للأنسان لا يحب له الخير ولا يحمد له الأجر يقـول الله عــز وجـــل: ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ) فاطر6- فهو يعمل جهد الإمكان ليحبط أعمالنا وعباداتنا أياً كان نوعها ويظل يوسوس ويزين حتى يفقدنا الصواب في أعمالنا, فإن لم يستطع أفقدنا الأخلاص فصرنا نعمل العمل الصالح لكن لغير الله.. ونتعلم العلم النافع للشهرة وإلفات الأنظار.. لذا ينبغي الحذر من وساوسه وتضليله بالمداومة على الأذكار والأستعانة بالله عليه والتعوذ منه عند الغضب والوسواس وقراءة القرآن في الأوقات الفاضلة والحرص على النوافل... وأما ضعف الإرادة: فسببه قلة اليقين وضعف الأيمان وغلبة تأثير الشهوات على النفس وفقد الثقة بالذات.. فينبغي عليك أن تكوني واثقة من نفسك حينما تزاولين أعمالك الصالحة سواءاً كانت دنيوية أو أخروية وأن تخلصي فيها لله سبحانه.. ثانياُ: مشاكل سببها الآخرون. ومعظم المشاكل التي يسببها الآخرون تكون سبباً في إهدار أوقاتنا وإيقاعنا تحت سيطرتهم وبرامجهم الفوضوية, إذ لو كانوا نظاميين في حياتهم لما سببوا لنا أية مشكله بزيارتهم أو مكالمتهم أو مجالستهم لأنهم إذ ذاك يؤمنون بالعمل الهدف وحريصون على أوقاتهم كما يجب. وأسباب تلك المشاكل تتلخص فيما يلي: 1/ المجالس السلبية: ويمكن تجاوزها بالأعتذار أو بتحويلها إلى مجالس هادفه تافعه. 2/المكالمات الهاتفية الأستهلاكية: ولابد من تقنين المكالمات الهاتفية وجعلها منظمه نافعه. 3/الزيارات التي لا طائل من ورائها: ويمكن أيضاً تجاوز مضارها عن طريق أستغلالها فيما يفيد وينفع. أختاه .. وحتى لا تكون طرق حل المشاكل التي تنهجينها مع الآخرين سبباً في نفورهم لا بد أن تنهجي خطوة ثامنة تمكنك من كسب قلوب الجميع ومودتهم وهي: ..فقه التعامل الناجح.. |
||
الخطوة الثامنة: فقه التعامل الناجح فقه التعامل الناجح أو بعبارة أدق (( الخلق الحسن )) فإن التحلي بالأخلاق الفاضلة في التعامل مع الناس هو مفتاح قلوبهم فقد جبلت النفوس على حب من يحسن إليهــــا.. يقول الشاعر: أحسن إلى الناس تكسب قلوبهم...فطالما أستعبد الأنسان إحسان فالتعامل الحسن مع الناس عبادة تعبدنا الله جل وعلا بها.. فهي طريق النجاح في الدنيا والثواب في الآخرة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من خياركم أحسنكم خلقاً ) رواه البخاري ومسلم. أخيتي.. إن الأنسان أجتماعي بطبعه فهو ما سمي إنساناً إلا لأنه يأنس بغيره... ولكي تكوني ناجحة مع الآخرين لابد من أن تحسني التصرف والتعامل مع الآخرين ومن أهم ما ينبغي الحفاظ عليه في هذا الشأن: 1/ أنتقاء الكلام الطيب: وهي أفضل وسيلة لكسب قلوب الآخرين واستجلاب مودتهم والتأثير عليهم.. قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } (159) سورة آل عمران وقال رسوله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمره, فمن لم يجد فبكلمة طيبه ) رواه البخاري ومسلم.. ورب كلمة طيبه اهتدى بها من لم تنفع معه الدروس والمواعظ والحكم ورب كلمة خبيثه نفرت قوماً فلم يلقوا للنصح بالاً وهكذا في جميع أمور الحياة... 2/ طلاقة الوجه عند اللقاء: وهو أسلوب تعبدنا الله به في معاملتنا كلها قال الله تعالى: { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (88) سورة الحجر.. ولا يخفى على أحد ما لهذا الأسلوب من تأثير على النفوس وبهجتها وأنشراحها ولم يزل عقلاء الناس ينهجونه في معاملاتهم كسباً لود من يلتقون أو طمعاً في تحقيق أهدافهم الدنيوية.. فطلاقة الوجه خصلة عالية في إدارة استقبال الأخرين ومعروف كم له من أثر بليغ على النفوس يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لاتحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخيك بوجه طليق ) رواه مسلم.. 3/ تحسين طريقة التحدث مع الآخرين: لأن صفة الكلام تدل على نضج عقل المتحدث أو خفته, فمتى كان الكلام هادفاً بعيداً عن التشدق والثرثرة وسفاسف الأمور كان ذليلاً على حكمة صاحبه وأناته وقوة شخصيته... فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً يفهمه كل من يسمعه ). 4/ أستشارة الآخرين في الأمور: لا سيما القضايا الأجتماعية فإن الأستشارة تقدير لمن يستشار وأعتراف بنضج عقله ومكانته وفيها معنى التعاون على البر والتقوى... والتماس الحكمة من الآخرين فإن الحكمة ضالة المسلم متى وجدها عمل بها. لذلك وصف الله جل وعلا المؤمنين فقال : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) 38-الشورى. 5/ لباقة الوداع: وهو خلق طيب يغفل عنه الناس في معاملاتهم فلابد من الأحتفاظ بطلاقة الوجه عند وداع الآخرين ولابد من ختم اللقاء بسلوك طيب يترك أنطباعاً مشرفاً في نفسية الزائر.ولنا في رسول الله أسـوة حسنـه حيث كان يقـول عن الـوداع: ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ).. وعموماً فإن كل سلوك حسن له أثره البليغ على نفوس الناس لذلك فخطوة التعامل تكمن في تجسيد الأخلاق الأسلامية في كل تعاملاتنا في الحياة.. وهذا ما يجعلنا أكثر قبولاً لدى فئات المجتمع ويساعدنا ذلك على نتاج أكثر في تحقيق أهدافنا وطموحاتنا المستقبلية.. فإذا أنتهينا من هذه الخطوة فقد أنتهينا من السير في خطوات النجاح المطلوب..ويلزمنا أستئناف المسير لتحقيق أهداف أكثر فائدة ونفعاً إذ أن الأصل هو المسارعة في الخير والتنافس فيه.. ولا يمكن أن نستأنف المسير إلا إذا أنتهينا إلى الخطوة التاسعة وهي : ..الهمة العالية.. . |
||
الخطوة التاسعة: الهمة العالية تتفاوت الهمم بحسب تفاوت إيمان أصحابها فكلما زاد أيمان المرء علت همته واستنارت بصيرته وتحركت جوارحه للأستكثار من الفضل والخير.. فالهمة العالية مبدأ الفلاح الأكبر ودليل الأيمان الصادق إذا كان صاحبها يبتغي بها فضل الله في الآخرة.. وإن النعيم الذي أعده الله جل وعلا للمؤمنين العاملين لجدير بأن يشمر لنيله ويعمل لتحصيله وكسبه قال الله تعالى: ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) المطففين –26 أختاه.. فلتكن همتك عاليه لنيل ما عند الله من النعيم وليكن هدفك أسمى من مكاسب الدنيا الفانية ولتترفعي عن أقذارهــا وأوساخهــا. يقول الشاعر: فإنما الدنيا جيفة مستحيلة…… ……عليها كلاب همهن اجتذابها فإن تجتذبها كنت سلماً لأهلها… ……وإن تجتذبها نافستك كلابها ولذلك فإن النفوس التي ترضى بهذه الجيفة إنما هي نفوس لا همة لها وإن كان ظاهرها علو همتها إلا أنها في حقيقة أمرها دنيئة الهمة مهانة الهدف.. وليسعك ما عند الله من فضل وخير فما عند الله خير وأبقى ( وللأخرة خير لك من الأولى ) الضحى –4 وأعلمي انك متى ما علت همتك بطلب ما عند الله من الفضل يسر الله لك أمر الدنيا وأتتك وهي راغمة وأسعدك الله في الدارين … ومع هذا فإن ابتغاء الدار الآخرة والتشمير لها لا يتنافى مع الكسب الحلال والأستكثار من خير الدنيا إذا وثق المرء من نفسه بالشكر على النعم… فإن ابتغاء الحلال التماس لبركات الله في الأرض عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بينا ايوب يغتسل عرياناً فخر عليه رجل جراد من ذهب, فجعل ايوب يحثي في ثوبه, فناداه ربه عز وجل: يا أيوب, ألم أكن أغنيتك عما ترى؟! قال: بلى وعزتك ولكن لاغنى بي عن بركتك) رواه البخاري. فالهمة العالية مطلوبة لتحقيق العبادة في أسمى صورها والأستكثار من خير الدنيا تبع لتلك الهمة وفرع عنها… أختاه… هذه خطوات النجاح وتلك معالمها فاثبتي على العمل بها واجتهدي في التماس النجاح بتطبيقها وترجمتها إلى الواقع المحسوس… وأعلمي أن الثبات على المبدأ عنصر هام في القدرة على أستئناف السير نحو النجاح… فكيف يكون الثبات على المبدأ؟؟!! تلك هي الخطوة الأخيرة في موضوعنا هذا من خطوات النجاح في حياة المرأة المسلمة… والتي سنستعرضها لاحقاً… تحياتي للجميع… |
||
الخطوة العاشرة: الثبات على المبدأ أختي المسلمة.. هنالك الكثير من الأخوات نجحن في حياتهن لمدة طويله من أعمارهن ولكن سرعان ما فقدن قدرتهن على الحفاظ على إنجازاتهن وما حققنه من سعادة في الحياة.. ترى ما سبب ذلك؟؟!! إن السبب في عدم القدرة على الأستمرار في السير على خطوات الفلاح هو التذبذب في المباديء. والأرتياب في التصور والفهم لطبيعة تلك الخطوات وأهدافها لذا فإن الثبات على الدين والفهم الصحيح للأسلام والحياة على نحو ما بينا في الخطوة الأولى يعطيك طاقة دفع قصوى تستطيعين من خلالها الحفاظ على مبادئك في الحياة.. تذكري أخيتي بأنك على عهد مع الله جل وعلا فقد عاهدته على العبادة والطاعة بفعل الأوامر واجتناب النواهي والأستكثار من الخير والمضي قدماً في إرضاء الله سبحانه وتعالى.. وكان عهدك هو إسلامك و إيمانك وعاهدته على طاعة رسول الله و إتباعه في كل صغيرة وكبيرة وجعل قواعد الدين وأصوله نبراساً لك في كل حركة تقوميـــن بهـــا في الحيـــاة.. إنك لما شهدن أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فقد شهدت على نفسك بذلك العهد فاثبتي عليه ولا تكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.. وأياك أن يغرك طول الأمل فتفقدي صبرك ومجاهدتك للهوى والشيطان وخطواته وشهوات الدنيا والنفس الأمارة بالسوء... فاثبتي على الهدف الكبير في الحياة والغاية العظمى من وجودك وهي عبادة الله وحده لا شريك له ثم اثبتي على أهدافك النبيلة التي تضعينها نصب عينيك على أنها عبادات في الحياة... فلازمي الأصرار على إنفاذها والعمل من أجل تحقيقها وسيري على خطوات النجاح بعـزم وثبـات وصمـود ويقيــن... ولتكن همتك عاليه في الأستكثــار من الخير والأستزادة من التقــوى والبـر... ومن وسائل الثبات: 1/ الأستعانة بالله والأستكثار من الدعاء والتضرع إليه.. 2/ الأخلاص لله في الأعمال وعقد النية على الطاعة والتقوى في كل حال.. 3/ أجتناب ما حرم الله والقيام بالواجبات... 4/ تدبر القرآن وتلاوته وترتيله بخشوع وسكينه.. 5/ طلب العلم الشرعي لإن العلم يزيل الغشاوة ويبصر العقل ويهدي إلى الحق.. 6/ محاسبة النفس وتقبل النصيحه والأستماع إلى الموعظة.. 7/ مرافقة الخيرات فإنهن يرشدن إلى الخير ويساعدن عليه.. 8/ ملازمة التوبة والأستغفار فإنها تزيل الران الذي يطمس بصيرة القلب ويضع قسوته... |
||
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|