وعليكِ السلام والرحمة والبركات عزيزتي أم الحب,,, أقدم أسفي لعدم حصولكِ على الجواب الشافي فيم يتعلق بمشكلتكِ ,, قد يكون عدم إيصال الفكره بشيء من التوضيح هو السبب ,, مع يقيني بأنكِ لو مررتِ بمشكلة مماثله سيكون رأيكِ مطابقا لآراء الإخوه والأخوات الكرام ,,
عندما يطرح أحد من الأعضاء الكرام مشكله خاصة به هي إمتداد لمشاكل كان قد عرضها سابقا ,, فتوقعي عزيزتي بأن القارئ أو المتصفح لم يمر بالمشكله الأم ,, بل قرأ المشكله الحاليه التي أمام ناظريه وحرص على المساهمة بحلها ولو بإبداء الرأي فقط .
أنا مثلا لم أطلع على القضيه التي طرحتِها سابقا ,, وها قد قرأتُها بعد أن لفتِ نظري لقراءتها ,, المواضيع متعدده ما شاء الله في المنتدى , نتمنى أن نشارك بجميعها ولكن هيهات ,!!, فالوقت يأبى إلا أن يداهم السويعات القليله التي نخصصها لأنفسنا للإطلاع والفائده .
عزيزتي فهمتُ أنك لديك تاريخ حافل من المنغصات في زواجكِ ,, عشر سنوات أثمرت 4 أطفال أبرياء لا حول لهم ولا قوه .
إن تحدثنا عن أصل الزواج فلسنا بصدد لومكِ عن سبب إختيارك ,, لمن لم يكن التوافق الإجتماعي بينك وبينه متطابقا ,, ما يُفهم ,,بأنك آثرتِ الإرتباط به عن غيره ,, بالرغم من إعالته لذويه وهو ما يزال طالبا ,, كل ذلك هان أمام أنكِ رأيتِ فيه مثالا لزوج حافظ لكتاب الله ,, فيه من الإلتزام ما من شأنه إسعادُ أي زوجه ,, هذه بحد ذاتها تسجل لكِ ,, حيث أنك آثرت التنازل عما حصل عليه أقرانك ,, عملا بما جاء بوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بتزويج من يرضى خلقه ودينه ,, وقد تركتِ شيئا لله بتفضيله عن آخرين .
أما ما يتعلق باعتبارك عنصرا غريبا في مجتمعه ما يجعله يعاملك بشيء من الإذلال ,والقسوه , فقد يكون مرد ذلك لنواياه في إظهار شيء من الرجوله أمام عائلته كي يؤكد لهم إنتمائه وولاءه ,وبأنك لم تتمكني من تغيير طباعه ونظرته لمجتمعه وذويه .. هذا برأيي ما يفسر سلوكه وهو مُلام بلا ريب , أما من يحيطون به ممن يُحيكون لكِ الدسائس والمؤامرات فتأكدي تماما بأنهم ليسوا بضارين به من أحد إلا بإذن الله ,, ما عليك سوى أن تتحصني بالأذكار المحصنه من السحر والحسد ولا تنسي تناول 7 تمرات صباحا كما وصانا صلى الله عليه وسلم فهي تمنع الحسد والسحر,, مع القرآءة أو الإستماع باستمرار لسورة البقره .
أخيتي ,, مهما بلغت قسوة الزوج , ومهما أساء معاملة زوجته ,, فهذا لا يعطيها الحق في الوقوع في حبائل الشيطان , وإن هو وقع وبدأ يحيد عن طريق الحق باللوجوء إلى طرق الباطل ,, فلتطرق هي بالمقابل أبواب العلاج الصحيح لإعادته لرشده ,, وحيث أنها لا يجب أن تحمل كامل المسؤولية في علاجه التام إلا أنني أرى أنها مصل العلاج الحقيقي , ولا ينبغي أن تعالج إنحرافه ,, بالتفكير في حلول لانحرافها هي سدا لما تعانيه من فراغ خلفه إهماله لها ,, فلتثق تماما بأن عين الله لا تنام وهو المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولا بد لها أن تتأكد بأنها لا تلفظ من قول إلا لديها رقيب عتيد ,,
عزيزتي أم الحب إن فكرنا مليا بسبل العلاج لمشكلتكِ الحاليه أو السابقه فيم يتعلق بخيانات المكالمات الهاتفيه ,, حري بنا أولا وقبل علاج السلوك أن نعالج المسبب الحقيقي للجوء لمثل تلك الممارسات الخاطئه لزوج محصن .
أولا: جلساء السوء , فهم بلا ريب نافخي الكير الذين يبثون سمومهم هنا وهناك ,, لتصل إلى أفكار زوجك وتقلبه قلبا وقالبا وهم بمثابة الشيطان يحيك مكره .
نبحث أيضا عن السبب الذي ألجأ زوجكِ إلى مثل تلك المكالمات الهاتفيه ,؟؟ حتى لو افترضنا أن دافع ذلك كان تحريض من جلساء السوء ,,, ما الذي شده إليها ؟؟؟ ما الذي أعذب أذنه ولم يعتد عليه !!! ؟؟؟ أخاله يبحث عن عذوبة الصوت الحانِ ,, الذي يجب أن يميز الصوت الأنثوي الصرف بكل دعته وحنوه .. إذاَ بحث عن أمر لم يجده في بيته ,, ولم يسمعه من شريكته ,, فها قد عُرِف السبب ,, عليك عزيزتي التنبه لنبرة صوتك ,, وإياكِ والتصنع والتمثيل فيكتشف زيف ما تقومين به , فقط اتركي الأمر لأنوثتكِ الحقيقه لتأخذ دورها .
ثانيا ,, يجب ألا تتوقعي أن يقلع عما هو فيه ما بين ليلة وضحاها ويُذعن لك لمجرد أن تهدديه بترك المنزل ,, فلن يقول : سمعا وطاعة , والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ,!!!,!!!
بل على العكس سوف لن يُبدي تمسكا ما دمتِ تستخدمين معه هذا الأسلوب ,, فإقلاعه عما هو فيه ,, هو بمثابة العلاج من الإدمان عافانا الله وإياكِ من كل سوء ,, فالمعالجون لا يمنعون من يتعاطى منعا باتا من أول يوم في العلاج ,, ولكن الخطوات تبدأ شيئا فشيئا ,, بإعاطاءه الجرعات ولكن بكميات قليلة وبالتدريج حتى يعتد جسده على المنع التام ,,,
أعتذر إن كان التشبيه قاسيا ,, ولكني ارتأيت ُأن أُثبت لكِ أن الأمر يحتاج إلى شئ من طول البال حتى يعود زوجكِ إلى رشده ,, بحنكتكِ ومهارتكِ ستتمكنين بلا ريب من إعادته سيرته الأولى .
خلاصة القول تبين أن لغة الحوار ,, وعدم التوافق الإجتماعي ,, وإهمال الزوج هي مسببات لما تعانيه ,, وأؤكد لكِ بأن العلاج يأتي من عدة نواحِ ,,,ولكنه يبدأ من عندكِ شخصيا أي من البيت الذي تعكس كل أحداثه سلوكيات أي زوج خارج منزله ,, فابدأي من نفسك بمحاولة الإصلاح وبإعادة صياغة لغة الحوار ,, واكتسبي مهارة إختيار الأوقات المناسبة ,, وآثري أبناءكِ على نفسك بتقبل ما قد كتبة الله تعالى لكِ .
أعلم أنني أطلتُ عليكِ ,, ولكن أرجو المعذره فيحتاج الأمر شيئا من الإسهاب ,, ولا تستاءي عزيزتي ممن وصفوكِ بشيء من العصبيه ,, حيث يعكس أحيانا أسلوب الكاتب ماذا كانت نفسيته خلال طرح المشكله لا سيما وإن عرضها في لحظات معاناته ,, فإما أن تقرأي حزنا ,, أو غضبا ,, أو سرورا ,, أو خوفا ,, مجموعة مشاعر مختلطه تعكس ما يشعر به الكاتب .
في النهايه أقول لكِ عزيزتي كإجابه عن تساؤلك : لا تضيعي عمرك وأجمل أوقاتكِ في البكاء ,, فلن تجني إلى الأسى والحزن وذبول زهرة الشباب , لا ننكر حاجتنا للبكاء أحيانا ولكن ليكن ذلك للتخفيف عما تجيش به النفس لدقائق معدوده فقط ,, وليس إستسلاما له وجعله ملجأ .,, فعندما تجتاحكِ موجة بكاء إغمضي عينيكِ للحظات وتذكري أبرز وأرق مواقف زوجكِ معكِ ,, ألم تمري بموقف واحد يرضيكِ وأبناءكِ خلال العشرة أعوام ؟؟؟
وتأكدي تماما أن الزوج يمل من الزوجه الباكية الشاكيه ,, وقد تتكون لديه مناعة ضد دموعها ,, ولن تهز مشاعره لثانية واحده ,, فهي بالنهاية الخاسره الوحيده .
أعلم بأن هناك ما هو أعظم في نفسكِ ولديكِ الكثير لتقوليه ,, ولكن هي محاولة متواضعه أملافي التخفيف عنكِ ,, فلا تترددي في البوح عما تضيق به نفسك .
تحيه طيبه لكِ مع أصدق الأمنيات بقرب الفرج والسعاده والهناء .