بسم الله الرحمن الرحيم
توقف العقل عن التفكير
في البدء أرجو العناية التامة في قراءة هذا الدرس
القصة
استمر زوجها بالسلبية في حياتهما فلا يصنع قرار وينتظر التوجيه ممن حوله واستمرت هي بمطالبته بالإيجابية وإدارة أسرته بما يحافظ على خصوصيتها واستمر من حولهما بالتدخل في حياتهما بنفس النمط وتكررت الأخطاء والمصادمات حتى العبارات والمواقف, وبعد عشر سنوات من هذه الضغوط رأت أن الطلاق هو المخرج المناسب لحل المشكلة ولما حصلت على الطلاق نامت نوماً عميقا لتخلصها من هذا الكابوس الرهيب الذي كاد أن يؤدي بها إلى الجنون, وبعد مدة من الزمن استعادة توازنها النفسي والعقلي وبدأ عقلها ينظر للأمور بتوازن أدق ورأت ما كانت عليه وما أصبحت فيه فوجدت أنها تسرعت في طلب الطلاق, وفي حقيقة الواقع كان طلبها الطلاق قرارً صائباً للتخلص من ضغط المشكلة عليها لا للمشكلة نفسها والسبب هو توقف عقلها عن إيجاد حل للمشكلة فضغطت عليه المشكلة حتى بحث عن أي حل ليخلصه من الضغط ولم تنحل المشكلة, ونتج عن ذلك مشاكل جديدة قد تخلق ضغطاً جديداً وهكذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
إخواني وأخواتي أعرض لكم موضوعاً حساساً جداً أدى إلى مشاكل كثيرة جداً ووصلت نتائجه إلى الانتحار أو قتل الغير أو الجنون.
التحليل:
- عندما تحصل مشكلة مع والد أو والدة أو أخ أو أخت أو زوج أو زوجة أو غيرهم ممن نحتك بهم خلال حياتنا نحاول حلها بما لدينا في عقلنا من قدرات في المعالجة وموروثات من ضوابط الدين والمجتمع الذي نعيش فيه.
- تختلف عقولنا ونفسياتنا من حيث القدرات في المعالجة وتقييم حجم المشكلة وأطرافها بالنسبة لنا ونتائج الحل علينا وعليهم.
- باستمرار وجود المشكلة وأطراف العلاقة فيها بنفس القوة والأخطاء واستمرار تعارض المصالح فيها وعدم توصل العقل لحل لهذه المشكلة يكون العقل هنا استنفد كل طاقاته في معالجة هذه القضية ولا يجد لها مخرج أو حل فيتوقف عن التفكير.
- عندما يتوقف العقل عن التفكير ويستمر ضغط المشكلة بتكرار الأفعال والأقوال على صاحبها يومياً هنا يحصل للإنسان (صاحب هذا العقل) ضغط نفسي رهيب يشل قدرته على معالجة أي موضوع حتى تنحل هذه المشكلة ويقوى الضغط فتختل عند هذا العقل موازين تقدير الأمور ويرى أن بعض الحلول ونتائجها ممكنة بل هي مطلوبة مهما كانت فيها من خسائر ويركز على التخلص من هذا الضغط المؤلم بأي وسيلة ومهما كانت النتائج عليه وعلى من حوله.
- بعد التخلص من الضغط يحصل وهم مؤقت وجميل بأن هذا الإنسان استراح من هذه المشكلة وما يلبث أن يزول هذا الشعور الوهمي عندما يرتاح العقل من هذا الضغط ويستعيد توازنه في قدرته على المعالجة وتقدير الأمور بشكلٍ صحيح ولكن بعد فوات الأوان فيحصل الندم على هذا الحل.
- يعيد العقل حساب الأرباح والخسائر المعنوية والمادية وآثار الحل الذي تخلص به من الضغط عليه وعلى من حوله فيجد أنه تسرع في هذا الحل ثم يبحث عن معالجة للمشاكل الجديدة بسبب الحل الذي تخلص به من المشكلة.
- تضغط هذه المشاكل على العقل مرة أخرى فيعود لهذه الدائرة.
الأسباب:
- عندما نقرأ التحليل السابق نجد أن الإنسان صاحب هذه المشكلة قد عالجها بعقله هو وقدراته المحدودة ومعطياته الدينية والاجتماعية حتى توقف.
- لم يبحث عند ذلك عن ثقة في علمه وقدراته ليوسع له مدارك عقله وفهمه لنفسه ولمن حوله ويزيد له في علمه ويغير نظرته للمشكلة من زوايا أخري ويساعده على تقدير الأمور لتتوسع قدرات عقله في معالجة الأمور بشكل أفضل مما كانت عليه.
- الثقة الزائدة في النفس وحماية الخصوصية الشخصية وعدم الثقة في الآخرين والخوف من الفضيحة وغيرها من المبررات الضعيفة هي التي تمنع الإنسان من البحث عن العالم الثقة لعرض المشكلة عليه وطلب المساعدة في حلها.
- مما يزيد الأمر سوء هو أن الإنسان يبحث عمن دونه في القدرات أو عمن يؤيده فيما يراه من حلول ويتوهم هذا الإنسان أنه استشار وبحث عن مخرج عند غيره وفي الحقيقة هو بحث عمن يزيدها سوءً.
العلاج:
- بعد توفيق الله سبحانه لهذا الإنسان صاحب المشكلة الحل المناسب كما أراه هو أنه عندما تعرض لنا مشكلة ولم نجد لها حلاً نبحث عمن نثق بعلمه وقدرته على معالجة هذه المشكلة.
- نسرد لهذا الثقة بتجرد كامل الوقائع والمعلومات اللازمة عن أطراف المشكلة ونحدد ما نريد من مطالب وما يريده الطرف الآخر من مطالب.
- لا نذكر له تحليلنا للمشكلة أو نسرد له من الوقائع والمبررات ما يجعل معالجته لصالحنا أو تظهرنا أبرياء في سبب المشكلة أو نحاول أن نحسن صورتنا عنده ونلقى باللوم على الغائبين من أطراف المشكلة.
- نترك لهذا الثقة حرية تحليل المشكلة ومساعدتنا على فهم الأمور.
- قد نجد عنده الحل الفوري للمشكلة بأسهل مما كنا نتوقع لاختلاف القدرات بيننا وبينه.
- يجب أن لا نتوقع من الثقة تغيير ظروفنا وعقول أطراف المشكلة ولكن نتوقع منه تغيير نظرتنا لهم وللظروف التي نتجت عنها هذه المشكلة.
- الفائدة الكبرى من هذه الطريقة هي أن هذا الثقة يوسع مدارك عقولنا لننظر لواقعنا بشكلٍ أفضل ونظرة أشمل نجد معه نحن الحلول المناسبة للتعايش مع الظروف والأشخاص الذين تسبب لنا المشاكل فتنعدم المشاكل لانعدام أسبابها.
الختام:
- اعتذر عن الإطالة بسبب حاجة هذا الموضوع إلى ذلك وأهميته في حياتنا اليومية.
- أعددت هذا الموضوع بعد فضل الله في حل عدد من المشاكل كان أصاحبها قد عزموا على الانتحار أو كادوا أن يصلوا إلى الجنون بسبب مشكلة لم يتقنوا التوصل للطريق الأمثل لمعالجتها لأنهم انفردوا في المعالجة بقدرات عقلية محدودة.
- لن نخرج عن إطار الله سبحانه في دعائه سبحانه أن يوفقنا ويلهمنا الرشد والصواب وأن يختار لنا الخيرة من أمرنا, ونحتسب له أجر ما يصيبنا.
أخوكم المستشار /
>>>>>>>>>>>>>>>
كلام جميل ويستحق القراْة هذا ماحدث لى بالفعل
عندما يتوقف العقل عن التفكير ويستمر ضغط المشكلة بتكرار الأفعال والأقوال على صاحبها يومياً هنا يحصل للإنسان (صاحب هذا العقل) ضغط نفسي رهيب يشل قدرته على معالجة أي موضوع حتى تنحل هذه المشكلة ويقوى الضغط فتختل عند هذا العقل موازين تقدير الأمور ويرى أن بعض الحلول ونتائجها ممكنة بل هي مطلوبة مهما كانت فيها من خسائر ويركز على التخلص من هذا الضغط المؤلم بأي وسيلة ومهما كانت النتائج عليه وعلى من حوله.
فى موضوعى سحر الانوثة للاسف كتبتة بسرعه ومارتبتة لانى تواصلت مستشارين ووصلنا الى جميع النقاط لكن المشكلة لازالت فلانى لما اخذ واعطى مع احد الا فى هذا المنتدى فقط توسعت فى المناقشة لاننا الحين وصلنا لحالة من الصمت تفضل بزيارة الموضوع واعطاء الاراء اذا لم يكن هناك احراج
بحفظ الرحمن ورعايتة