لم يجد فواز مخرجا بعد أن أدرك حجم الموقف إلا أن يخبر خالدا بالحقيقة و بعد إلحاحه عليه.
قال فواز : أغواني الشيطان يا خالد، و سرد كل شيء فعله و أنهى عباراته بصوت
خائف ركيك : ما المخرج يا خالد ؟
أوصاه خالد بألا يخرج من البيت حتى عصر الغد و سيجد له مخرجا إن شاء الله.
ذهب و فكر و خلص في تلك الليلة إلى أنه لا بد من تغيير الحي الذي يسكنه فواز حتى
يغيب عن نظر جاره ، فاتصل خالد عليه في تلك الليلة من بيته و أخبر فواز أن يستعد
هو و أهله و يأتوا في ضيافته عدة أيام يتكم خلالها البحث عن بيت جديد له
في أي حي آخر .
يسر الله الأمور خلال أسبوع بأن و جدوا بيتا مناسبا انتقل إليه فواز و أهله و عاشوا بسلام
بعيدا عن الخطر ، عل فواز أن يتوب إلى الله و لا يعود إلى أذية الناس.
ستعلمون لا حقا كيف أثرت هذه القصة على حياة سارة و خالد.
أحداث حصلت مع سارة طيلة حياتها الزوجية.
حين تزوجها خالد كانت ما تزال تكمل الدراسة، أنجبت عبدالله و فيصل أثناء
تعلمها إلى أن تخرجت و أصبحت معلمة، بيتها و بيت خالد جهة منه تفتح
على بيت أهلها و جهة أخرى تطل على بيت أهله، حينما كانت سارة تدرس
و عبدالله و فيصل ما زالا صغارا يحتاجان إلى رعاية، كانت أم خالد تريد
أن يكون الأبناء عندها أثناء تواجد سارة في الكلية، لكن سارة التي
لم تكن تعرف ( الأصول ) آنذاك، كانت تأخذهما إلى والدتها و يبقيان عندها إلى أن تعود،
كان ذلك يثير غيرة أم خالد و يجعلها تثير الأمر بين فينة و أخرى عند ولدها
و تقول : يا ولدي، بيت أبيك أولى بأبنائك، نحن أحرص من أي أحد آخر عليهما.
قرر خالد بعد تفكير أن يلبي لأمه ما أرادت فأثار ذلك غيرة أم سارة
و صارت تحمل حقدا على أم خالد و أبي خالد في قلبها.
تخرجت سارة و أصبحت معلمة، رزقت بأبناء و بنات بعد ذلك و هم صفوان و ثلاث
بنات ندى و أمل و جمانة ، ماتت الأولى بعد سنة من ولادتها بـسرطان في بطنها
جعلها الله شفيعة لوالديها يوم القيامة .
أبو خالد و أبو سارة
هما أخوان من أصل خمسة إخوة ، يشتغلان بالتجارة و كان بينهما أعمال
مشتركة كثيرة .
بعد زواج خالد بسارة بسنوات حصل خلاف شديد بين أبويهما حول
مجموعة من الأراض التجارية ، كانت الأراضي التجارية ملكا لهما
مناصفة من بين أمور أخرى اشتركا فيها .
و صلا في مرحلة من المراحل إلى أن يحلا الشراكة بينهما و يتقسما
ما يملكانه سوية.
قسما الشراكة وكان من صيب أبي خالد بعض الأراضي و من نصيب
أبي سارة بناية سكنية من 6 طوابق.
البناية السكنية قديمة و ليس لها ( صك ملكية ) و لم يسعيا سابقا في إصداره ،
أما الأراضي التي كانت من نصيب أبي خالد فكان لها صكوك ملكية و موثقة لكن الصكوك
كانت ما تزال عند أبي سارة و لم يعطها لأبي خالد كي ينقل أبو خالد ملكيتها بإسمه .
أبو خالد يطالب أبا سارة بالصكوك بين فينة و أخرى، و أبو سارة يمتنع عن تسليمها
له حتى يحصل هو بدوره على صك العمارة السكنية من الجهات المختصة .
الجهات المختصة لها شروط و لا ئحة يجب أن تتوفر في البناية حتى تصدر
عليها صك لصاحبها لكنها لا تتوفر في بناية أبي سارة ، بناية قديمة جدا و تفتقر
إلى كثير من المقومات، الأمر الذي أخر إلى يومنا هذا امتلاك أبي سارة لها
بشكل كامل ، و هذا ما يجعل أبي سارة يحتفظ بصكوك أراضي أبي خالد التي أصبحت
له بموجب القسمة حتى ينتهي أمر صك ملكية بنايته .
أصبح الجو مشحونا بين والدي خالد و سارة و إن كانا يتقابلان و يضحكان
كلما تقابلا باسم الدم الذي يجمعهما فقط، لكن القلوب من الداخل تحمل
غضبا على الآخر بسبب أمور الشراكة السابقة .
صار أبو خالد كثير الملاحظات على خالد من جهة إدارته لبيته ، و أنك يا ولدي
يجب أن تفعل كذا و كذا و يجب أن لا تسيرك زوجتك كيف شاءت .
و أبو سارة صار يلاحظ كثيرا على ابنته تصرفاتها ، و يوصيها أن تحتفظ
بمال عملها لها فقط و ألا تشارك خالد في مشاريع فيستفيد من مالها و أنها
يجب أن تحتفظ بمالها في البنك أو تسحبه و تعطيه إياه كل شهر يجمعه لها .
يتبع إن شاء الله
هذا القصة الحقيقة ، لي أهداف منها سأبينها لا حقا للقراء الأعزاء.
__________________
اللــهُمّ توفـّنـي مُسْـلـمـاً وَألـْحِـقنـي بـِالـصَّـالِـحـيـْن
التعديل الأخير تم بواسطة ولـيـد ; 29-05-2007 الساعة 05:35 AM