اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل الرجال
الاستاذة الكريمة حواء الهيئة الشرعية
أفادك الله ووفقك ونغعك بعلمك ونفع بك على بسطك المبارك.
تعليقي على الآية التي أوردتيها في البداية فيها منحى دقيق جداً وهو أنها تقدم تعريف الإرادة الشرعية بوضع نظام الدين للمكلف به وليس في إرادة العبد فيه في تطبيق هذا الدين .. إذ يملكون الاختيارفي التطبيق لا الوضع, وعليه يحاسبون هذا ما رميت إليه.
وقد أحسنت بقولك أنه موضوع شاك فهو متداخل مع القدر وما فيه وهو خطر على القارء غير المتمكن من ذلك فلعلي بناءً على ذلك أقترح قفل الموضوع بعد رأي صاحبته والإدارة الموقرة.
|
شكر الله للأستاذ الكريم رده ومتابعته، ويبدو أن المعنى المراد بالآية سيتضح أكثر من خلال عرض أقوال المفسرين
ومنهم شيخ المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله - فقد قال في تفسيره [ 19 : 112 ] :
"ا
لقول في تأويل قوله تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ( 36 ) ) [ ص: 271 ]
يقول - تعالى ذكره - : لم يكن لمؤمن بالله ورسوله ، ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله في أنفسهم قضاء أن يتخيروا
من أمرهم غير الذي قضى فيهم ، ويخالفوا أمر الله وأمر رسوله وقضاءهما فيعصوهما ، ومن يعص الله ورسوله
فيما أمرا أو نهيا ( فقد ضل ضلالا مبينا ) يقول : فقد جار عن قصد السبيل ، وسلك غير سبيل الهدى والرشاد . "
وبهذا يتضح أن المراد في تخير العبد بين التطبيق وعدمه، لذا يحاسب الله - عز وجل - ويعاقب من تخلفت إرادته
عن إرادة الله الشرعية. والله أعلم.
بالنسبة لتحذير العلماء من الخوض في القدر فعلى الطريقة الكلامية المتفلسفة القائلة بالنفي أو الجبر
أما الكلام في القدر تعليمًا على منهج أهل السنة والجماعة، فهو أمر حسن وتعليم يُحتس الأجر فيه.
ولعلكم تعلمون أن من ضبط العلم فإنه يستطيع توضيح ما يشكل في الباب..
وجميل أننا من ذات الكلية مع فارق في الزمن،،
وفقكم الله جميعًا