لن تختار النار وتفضلها على الجنة-ان كانت جنة فعلا- إلا فاقدة الحيلة المغلوب على أمرها

للأسف المجتمع هو من صور لنا الطلاق بأنه نهاية الحياة وانتكاسة ومصيبة وان كان الزوج سيء لايُتعاشر
وحتى الأهل ليسوا كلهم سواسية ,, فهناك من يعامل المطلقة أسوأ معاملة لأنها مطلقة وفاشلة ولم تحافظ على حياتها

الطلاق هو تجربة وليس فشل او انتكاسة والحياة ستستمر والعوض سيكون أفضل ان شاء الله.

البنات الحين ما يحتاج
اقل شي تذهب لاهلها
قليل الي تصبر الحين وتطبق نظريه نار زوجي ولا جنه اهلي
والاهل تغيرو ماعاد يدفعون بناتهم للحياه مع زوج لاتريده

أجل , لكن لماذا تسأل !!
مؤسف جدا أن تصل بك الغرابة لتتوقع أني انسج خيالا , واكتب كلاما غير منطقي ..
أنا من تسأل :
ما الغريب فيما ذكرت !

وسلمت ..
والله إنها أمثال جاهلية مليئة بالتخذيل والتطمين لرقبة الفتاة إلى أرذلين ..
يا ساتر !
(أليس الله هو الرزاق ذو القوة المتين )

مؤسف أن تظن الفتاة أن رزقها ومحياها ومماتها بيد بشر لا حول له ولا قوة ..

لأنها ثقافة المجتمع .. وكما نعلم أغلب القوانين الوضعية
والثقافات الاجتماعية باطلة وممظللة ..
ما يدفع البنت للتلفظ أو التفكير بهذا , هو مقولة بعض الأهل لها :
( إذا تزوجتي سوي اللي تبين !!
وإذا تزوجتي فانتي حرة أما الآن فلا ! )

مؤسف أن تقول فتاة صغيرة لوالدتها : ( الله يريحني منك )!

تعلمين جيدا أن إهانة الوالدين والإخوان دافعها المحبة والرحمة والحرص !

أما الزوج فما هي دوافعه لإهانتك ؟؟

ألست خرجت من بيت أهلك ( النار ) تلوذين بالجنة ؟
فما لي أراك تصطلين في نار أخرى عواقبها أسوأ بكثير ونهايتها محتومة ومعروفة مهما صبرت !

أحسنت , فشخصية الفتاة تحدد أسلوب تعامل الجميع معها !

انا على فكرة لم أطرح الموضوع إلا بعد أن تشبعت عيناي تماما بقراءة هذه الجملة هنا ..
كثير جدا من الفتيات , تتذمر وبقوة من بيت أهلها ومن والديها ..
أحيانا مشكلتها تحتاج فعلا لقليل من الكرامة واللجوء للأهل , ولكنها تسرد الدلائل والبراهين
لتقنعنا أن منزل الأهل مكان غير صالح للعيش , !!
هذه حقيقة ليس فيها من المبالغة من شيء ..
وقد جالست الكثير من المطلقات والأرامل ديدنهن الشكوى والعتب ..
والتذمر من الأهل وخدمتهم , وقد كنت مطلقة واستمعت بحياتي قدر ما أستطيع في خضم نزاعات وخلافات أسرية مع أخوتي , شخصيتي طبعا قوية , لذلك كنت في نقاش ونزاع معهم لعدد من السنوات ..

اعتمدت على نفسي تماما في تلك السنوات وكابدت من مشقة الحياة وتحمل المسؤولية الشيء الكثير ..
كنت انهار وأبكي أحيانا من شدة الضغوط , لكن بالحوار المتواصل , بالنقاش الذي لا يتوقف ..

أستطعت اقناع اخوتي بأمور كثيرة ..
استخرجت بطاقة أحوال وسائق وجواز سفر ..
سكنت في بيت مستقل , وربيت أطفالي وأدخلتهم المدرسة ..

كنت الأم والأب , تحملت إيجار سكني وأكملت الدراسات العليا في غضون سنيات قصيرة جدا ماشاء الله ..
وعندما رأى أخوتي جديتي ونجاحي وقوتي .. هدأوا تماما ونسوا أمري .. مع أن إخواني ملتزمين ومتشددين جدا جدا ..

لكن فتحت لهم قلبي .. واطلعتهم على كل صغيرة وكبيرة .. فوجدتهم بشرا يتأثرون ويرحمون ومنحوني الثقة الكبيرة .. وكامل الاحترام ..

والآن تزوجت ولله الحمد ولا أجد نفسي إلا عاشقة لمسؤولياتي .. محبة للكفاح ..
صنع مني الطلاق قصة نجاح .. والرجل بالنسبة لي شريك حياة .. وأحمد الله حقا على نعمة الطلاق .. فأحيانا نظن أنها النهاية .. فلا نجد أنفسنا إلا في أجمل بداية والله سبحانه .. كريم .. عند ظن عبده به ..
فله الحمد ..

_ لا أقول بأنني عشت سعيدة تماما , تعرضت للإهانة ولكثير من الظلم , انهرت في بعض المواقف ..
وكنت أبكي في بعض الأحيان حين أشعر بالعجز , لكني كنت متعلقة بربي بشدة وموقنة أن بعد العسر يسرى , وأن الفرج مع الصبر , وكنت أدعوا ربي ليل نهار وأتصدق , كنت كلما وصلت لباب مغلق لا أجد أمامي سوى ربي ..

أنا لا أقول هذا نفاقا .. أقوله لأن المطلقة فقط أو الارملة أو المتأخرة .. تعلم جيدا أنه لا أحد لها سوى الله ..
يتخلى عنك الناس , وأحيانا يهربون ..فأنت مضطرة حقا أن تكوني مع الله .. لأنه لا أحد سواه ..
وهذا ديدن ابن آدم لا يعرف ربه إلا في المحن , ولكن الله غفور رحيم ..

كتبت قصتي فقط ليعلم البعض مدى تأكدي من خطأ الاعتقاد بأن الاهل عذر لإضاعة العمر وتحمل الأذى لأجل من لا يستحق ..

كل ما فيه الامر اننا بعدنا عن الدين وتعاليم الاسلام..

والاسلام علمنا الرفق بالنساء والتوصي خيرا بهم.. واذا اخذ اكثر من وحدة يعدل بينهم..

وبرضو للحريم الطاعة وحسن العشرة للزوج..
وعلمنا بحسن تربية ابنائنا وبناتنا..

كل الي يصير من اهانات للزوجة هو بعد عن الدين .. وبرضو الي يصير لها لما تتطلق.

لو نقول البنت تطلقت لسوء خلقها.. فهذي نفس الشي بعد عن الدين وتعاليم الاسلام.

قصتك رائعة وملهمة
ماشاء الله