ابنتي الكريمة
يتضح الخلل النفسي عندك من ملاحظة عبارتك في تعريفك للصاقه وتعبيرك عن مشاعرك عندما تعبرين عن حبك بعمق فقد تربيتي على أن الحياة أبيض 100% ونرسل حب صادق ويجب أن نستقبل حب صادق فالخلل توثعك أن الالعطاء يجب أن يكون بنفس القوة والدرجة وبالاتجاهين وتقولين في حبك أنك تعطين كل العطاء والحب بعمق وهذا غير صحيح فلم يتربى الناس على ما تربيتي عليه ولن تفرضي نظامك على البقية وليس كل الناس تهيأت لهم ظروف تربيتك الراقية أخلاقياً, ويضاف إلى ذلك شيء من حب الذات وهو شعورك بأنك تستحقين مثل ما أعطيتي وهذا غير صحيح فعطاؤك بقوة كرم منك وليس كل الناس كرماء مثلك في مشاعرهم فهم يحددون العطاء بقيمة من يعطونهم فلوا منحوكِ كل العطاء فماذا أبقوا للأخوة والأخوات والأقارب. ومنعهم مبادلتك الحب بعمق بحب بعمق أنهم تربوا على أن الناس ليس كلهم صداقين في مشاعرهم وليس كما تربيتي أن الناس كلهم مثلك صادقين ( يقول المثل العربي من نصح الناس إتهموه بالسرقة). بقي أن أذكرك بأنك تعلمين أن صديقاتك الجدد صادقون ولكن لتثأري لنفسك بالتحصن المضاد من تلك الحادثة تجدين نفسك في صراع بين التصديق وعدمه ولكن لأنك تحترمين نفسك فعليك بالتمسك بالصداقات ولا تلتفتي للمشاعر السلبية. |
::
مازالت صورة أمي وهي تسبح في بركة من الدماء وصوتها
وهي تأن وتنادي والدها تراودني دائماً وأشعر معها بغصة وحرقة
في قلبي وكراهية كبيرة لوالدي رغم أننا صفحنا عنه مافعله بنا
وبها
حياتي اصبحت كلها تحدي بسببه
فأنا اصبحت لا أثق بالرجال وبداخلي أراهم كلهم مهما بلغ بهم الكمال
سيأتي يوم وينكرون الأنثى ويذيقونها الألم والعذاب ويمتهنون كرامتها
كنت أسأل أمي لماذا لم تتركيه وهو يضربك ويهينك وفضل الأخرى
عليكِ..؟!
فكانت تقول لم أستطع أن أتركم ولم يكن لدي مصدر مادي لأصرف عليكم
وعلى نفسي
لذلك حين تزوجت في سن السادسة عشر أشترطت بإستماته في عقد زواجي
أن تكون دراستي ووظيفتي أمر مفروغ منه حتى لا أواجه نفس المصير
الذي واجهته أمي
أحب زوجي وأعلم أنه يحبني ولايمكن أن يتسبب بجرح لي أو أذى
لكن في داخلي أحذر منه كثيراً ودائماً في حالة أستعداد للأسوء
لا أستطيع أن أرتاح في علاقتي معه وأبوح بكل مشاعر الحب له بل
أكتفي بمقدار يساعدني على إلا أندم لأني أعطيته الكثير
زوجي يقول لي أحياناً
تأتيك أيام أشعر فيها أنك تكرهيني رغم أني واثق من محبتك لي
والدليل تعاملك معي لكن فجأة تتغيرين لبضعة أيام ثم تعودين
سيدي الفاضل:
أجعل زوجي يتعامل مع أطفالي وكأني أنا الطفلة التي بين أحضانه
وليسو هم
فأنا أطلب منه أن يحتضنهم وأطلب منهم أن يقول لهم كذا وكذا
لأني لا أريد أن يعيشوا ذلك الحرمان من الأب الذي عشته ولأني أريد أن أعوض مافقدته بهم
لا أحب أن أرآه يضربهم أو يعاقبهم
تصيبني حالة من الألم والقهر لا أعلم مصدرها ولكن صورة والدي
القاسي وهو يضرب أخواني لايمكن أن تفارقني حتى صوته وصراخه
ووجهه المتجهم أمور أرآها رغم أنه تغير كثيراً في كبره وبعد أن
تعرض لحادث وتخلت عنه زوجته الأخرى وأولاده منها وقمنا أنا
وأخواني وأخواتي وأمي برعايته
أنا لم أكل في حياتي مع والدي بصحن واحد أو على مائدة واحدة
لا أذكر أنه نام عندنا أو بقي معنا النهار أو تحدث معنا كأب
كانت أمي هي والدنا وأبانا وهي من تقوم بنا وتحمينا
هو لا أرآه إلا لحظات كل شهر يدخل ويزأر كأسد ويضرب هذا
ويشتم هذا ويكيل التهم والشتم لأمي ويعايرها وينتقصها ويخرج
كان دائماً يردد أنتم مثل أمكم أنتم فاشلون أنتم مافيكم واحد راح يكون فالح
حتى أني عندما اصبحت أم سألتها كيف كنت تحملين بنا وهو يأتي
كلمح البصر لللبيت ولايعرف إلا الأهانات فكانت تقول كان هذا يحدث
كلما اصبح لزوجته تلك عذر أو كانت نفساء يأتي وأنتم في مدارسكم
ليمتهني ويذهب وكأني وعاء لإفراغ الشهوات
كانت تمر علينا أيام نحتاج أن يكون لنا أب وخاصة أخواني الذكور
كانو يصادفون والدي أحياناً عند باب المدرسة أتين ليأخذ ابنه من الزوجة الثانية
ويتعامل مع أخواني كأنهم أولاد شخص آخر وكأنه لايعرفهم
لم انسى صراخ أخي حين يعود للبيت ويبدأ في البكاء ويقول ونحن
ألسنا ايضاً أولاده...؟!!
لقد حثتني أمي على الزواج المبكر لأخرج من جو ذلك البيت الملي بالوجع والألم
لكني ظللت طول عمري أنظر للرجال أنهم لايؤتمن جانبهم وقلوبهم سريعة التغير
أريد أن أمنح زوجي الحب الكامل الذي لاقيود به
أريد أن أشعر بالثقة التامة به والأمان
أريد أن أسامح أبي وأغفر لها مافعله بنا وبوالدتي
أريد أن أعوض على أمي ما عانته لكن مهما فعلنا أنا وأخوتي
إلا أنها دائماً تعيسة وحزينه ماذا أفعل لأجعلها ترتاح أريدها أن تكون
سعيدة جداً
كلنا اصبحنا متميزون ومتفوقون بدراستنا ونحمل شهادات عالية بفضل الله
ثم بفضلها وكلنا كنا نجتمع مع بعضنا ونقول مشجعين بعض
نريد أن نعوض على أمنا أمنا فعلت الكثير من أجلنا
كل واحد منا ولله الحمد بذل أقصى جهوده لتفخر به وكلنا نرعاها
وندللها لكن بقي بداخلها غصة لاتزول ودائماً نخاف من الفشل خشية
أن تتحقق نبوءات والدي ويشمت بنا الشامتون
والدنا نحن لانكرهه لكن نتذكر مافعل بنا ونتألم
اليوم جميعاً نقوم به ونتردد عليه ونرعاه تقرباً لله وهو نادم أشد
الندم ويريد العودة إلى أمي لكنها ترفض
مع العلم والدي طلق أمي ظلماً دون أي جريرة أرتكبتها فقط
إرضاء لرغبة زوجته الثانية وتخلى عنا نهائياً حتى المصروف الشهري
قطعه عنا وأمي من قامت بنا بمساعدة أهلها
ظللنا سنوات لم نرآه إلا في ظروف معينة وكنا إذا ذهبنا لزيارته
يتعامل معنا بفوقية وبرسمية وكأنه متضايق لزيارتنا له التي لم نكن نفعلها
إلا لأن أمي ترغمنا عليها خوفاً من الله وتخاف علينا من العقوبة
هذا مالدي الآن
وهكذا ذكريات تنهكني وتجعلني أجلس يوماً كاملاً حزينة
وأكره أن أذكرها لكني ألتمس فيك الأب الفاضل الذي بيده
أخراجي من هذه الحالة
::
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|