بقية القصة :
وأعتذر عن الأخطاء المطبعية الواردة في القصة
فماذا تقولين؟ وخفق قلبي خوفا من الحرج وفوجئت بها توافق حتي بعد اطلاعها علي جميع
الظروف التي تحيط بي, وطلب مني الرجل ألا أبوح بما حدث لأحد إلا من اثق به ثقة كاملة حتي
لا يتسرب الخبر الي والدتي, وبالفعل لم ابح لأحد بسري سوي خالي وزوج إحدي شقيقاتي,
وخلال ذلك خطرت لوالد فتاتي فكرة كان لها أثر السحر في إتمام الارتباط, فقد اقترح علي إرسال
أمي لأداء العمرة عارضا أن يتكفل هو بنفقاتها كاملة, وخلال غيابها فيها يتم عقد القران والزفاف والانتقال
إلى بيت الزوجية في بلدتي.. وترجع أمي من عمرتها فتجدني زوجا ورب أسرة مع حرصي علي مراعاتها
ورعايتها وتحملها خلال فترة الثورة الأولي, ونفذنا الفكرة بالفعل.. ورحبت أمي بها ولم تسألني عن مصدر النقود
التي دفعتها للعمرة, ولعلها اعتبرتها آخر مدخراتي التي كنت قد ادخرتها للزواج, واطمأنت بذلك الي أني لن اتمكن
من الزواج ذات يوم, وسافرت والدتي الي العمرة ورجعت واستقبلتني بالقبلات ثم عرفت بما تم في غيابها, ولك ان
تتخيل ماحدث وماجري بعد ذلك, وكيف بعد ان بح صوتها من الصراخ والعويل هاجمتها جميع امراض الأرض حتي عجزت
عن الحركة ولازمت الفراش؟ وتفرغت أنا وزوجتي لخدمتها ورعايتها وتمريضها, وصرنا ننام علي الأرض بجوار فراشها
لنجيب نداءها في أية لحظة, ونصحبها الي الأطباء لعلاج أمراض لا ندري عنها شيئا, وهكذا طوال ثلاثة أشهر كاملة..
فاذا استأذناها في العودة لبيت الزوجية في مساء أحد الأيام لكي نبدل ملابسنا ونرتب أمورنا.. واذنت لنا علي مضض
لم نكن نستقر في البيت ساعة حتي يلاحقنا الجيران بالتليفون: عودوا والدتك تموت!
فنرجع مهرولين.. ونجدها في نفس الحال.. ونسلم أمرنا الي الله.. وهكذا عشت شهور الزواج الأولي كلها في جو
الإرهاب المعنوي هذا.. والويل لزوجتي اذا ارتدت فستانا نظيفا في البيت, والويل لي ولها اذا تبادلنا الحديث امامها
بكلمة, لأن الكلام ينبغي له ألا يوجه إلا لها هي, واخيرا ظهرت بارقة امل في ان تخفف امي من موقفها هذا من زواجنا,
فلقد تحركت ثمرة الحب في أحشاء زوجتي, وأملنا ان تسعد امي بالخبر وابلغتها به امام خالي,
فلم أنس تعبير وجهها حين سمعته ولا كيف اسود وجهها واظلم كانما قد أبلغتها بأسوأ خبر في الوجود,
وانقضت من شهور الحمل ثلاثة أشهر وزوجتي برغم كل شيء دائمة الابتسام في وجه أمي وحريصة علي خدمتها
وتجاهل إساءاتها..
ثم خرجت ذات يوم لأصلي العصر في المسجد القريب
ورجعت فوجدت زوجتي مستلقية علي الأرض والدم يغرق فستانها
وامي تحاول مساعدتها علي النهوض, وسمعت روايتين تفسيرا لماحدث, الأولي
من أمي وتقول إن زوجتي داخت من الحمل وسقطت علي الكرسي ثم علي الأرض,
والثانية من زوجتي علي انفراد وتقول ان أمي ألقت علي الأرض عامدة قشر الموز وبعض
الزيت لكي تتزحلق عليها, وانها جمعت قشر الموز من الأرض ومسحت الزيت قبل وصولي بدقائق,
ثم تظاهرت بمساعدتها علي النهوض وطلبت زوجتي أن تذهب الي بيت أهلها لتستريح فترة تسترد خلالها
عافيتها بعد ان فقدت جنينها فوافقتها علي ذلك.
وشفيت امي من كل امراضها بقدرة قادر بمجرد ان رحلت زوجتي الي بيت أهلها.
. وتحركت في البيت وتزينت وارتدت اجمل ملابسها البيتية وغطت الابتسامة وجهها,
وبعد أسابيع اخري حملت زوجتي من جديد.. فحرصنا علي تكتم الخبر عن أمي هذه المرة,
فلم تعلم به إلا بعد أن لاحظت انتفاخ بطن زوجتي, ولم تعلق سوي بالسباب واللعنات.. ثم بدأ مسلسل
الأمراض والأزمات الصحية.. فحرصت علي إبعاد زوجتي عن أمي بقية شهور الحمل, وتحملت انا كل العبء
وحدي في رعايتها, وحين جاء موعد الولادة نقلت أمي الي المستشفي لاشتداد الأزمة عليها وحرت في رعايتها
ورعاية زوجتي التي علي وشك الوضع, واستعرت سيارة صهري لأتنقل بين الاثنتين, ووضعت زوجتي طفلا وطفلة
فرحت بهما فرحة طاغية, وهرولت لأطمئن علي أمي التي دخلت العناية المركزة, فوجدتها قد تحسنت وغادرت العناية,
ولم تسألني عن زوجتي ولا عن مولودها, وأرادتني ان ابقي إلي جوارها ليل نهار وأدع زوجتي لنفسها.
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129