استخيري ...
وإن كان حاله كما ذكرتِ فلا يصح البقاء معه ... كما أنه ليس هناك ما يدعو للبقاء معه..
وإليك من فتاوى ابن باز:
1-
س / أنا شاب حريص على الصلاة غير أني أنام متأخراً فأضع الساعة ( المنبّـه ) على الساعة
السابعة صباحاً أي بعد شروق الشمس ثم أصلي وأذهب للمحاضرات , وأحياناً في يوم الخميس أو الجمعة أستيقظ متأخراً أي قبل صلاة الظهر بقليل بساعة أو ساعتين فأصلي الفجر عندما أستيقظ علماً بأني أغلب الأوقات بغرفتي بالسكن ومسجد السكن الجامعي ليس بعيداً عني وقد نبّـهني أحد الأخوة إلى أن ذلك لا يجوز .
أرجو من سماحتكم إيضاح الحكم فيم سبق . وجزاكم الله خيراً
فأجاب سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله
ج / من يتعمّـد تركيب الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لا يصلي فريضة الفجر في وقتها
هذا قد تعمّـد تركها فهو كافر بهذا عند جمع من أهل العلم نسأل الله العافية لتعمّـده ترك الصلاة .
وهكذا إذا تعمّـد تأخير الصلاة إلى قرب الظهر ثم صلاّها عند الظهر أي صلاة الفجر . أما من غلبه النوم حتى فاته الوقت فهذا لا يضرّه ذلك وعليه أن يصلي إذا استيقظ ولا حرج عليه إذا كان غلبه النوم أو تركها ناسياً أما الإنسان الذي يتعمّـد تأخيرها إلى ما بعد الوقت أو يركب الساعة إلى ما بعد الوقت حتى لا يقوم في الوقت فهذا عمل متعمّـد للترك فقد أتى منكراً عظيماً عند جميع العلماء ولكن هل يكفر أو لا يكفر فهذا فيه خلاف بين العلماء إذا كان ما جحد وجوبها فالجمهور يرون أنه لا يكفر بذلك. وذهب جمع من أهل العلم على أنه يكفر بذلك كفراً أكبر وهو منقول عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
وأيضاً ترك صلاة الجماعة منكراً لا يجوز . الواجب عليه أن يصلي في المسجد لما ورد في حديث ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له ,فلما ولى دعاه فقال له : ( هل تسمع النداء للصلاة ) قال : نعم , قال : فأجب .
هذا أعمى ليس له قائد يلازمه ومع هذا يأمره النبي بالصلاة في المسجد فالصحيح البصير أولى
والمقصود أنه يجب على المؤمن أن يصلي في المسجد ولا يجوز له التساهل والصلاة في البيت مع قرب المسجد .
2- وردتنا هذه الرسالة من خ. أ. خ. من الرياض جاء فيها: لي صديق يسكن بالقرب مني، والمسجد قريب منا جداً، وصديقي لا يذهب لصلاة الصبح، ويقضي وقت الليل في مشاهدة التلفاز، ولعب الورق، ويسهر حتى الساعات الأولى من الصباح، ولا يصلي الصبح إلا بعد طلوع الشمس، ولقد عاتبته كثيراً، وكان عذره أنه لا يسمع الأذان مع أن المسجد قريب منا جداً، وقد أبديت له رغبتي بأني سوف أوقظه لصلاة الصبح، وفعلا أذهب إليه وأوقظه، ولكنني لا أشاهده في المسجد ومن ثم آتي إليه بعد الصلاة وأجده نائماً فأعتب عليه ويعتذر بأعذار واهية، وكان يقول لي في بعض الأحيان: إنك مسؤول عني أمام الله يوم القيامة؟ لأنني جارك.
أرجو من سماحتكم أن تفيدوني في ذلك، وهل أنا ملزم فعلاً بإيقاظه للصلاة؟
ج: لا يجوز للمسلم أن يسهر سهراً يترتب عليه إضاعته لصلاة الفجر في الجماعة أو في وقتها، ولو كان ذلك في قراءة القرآن، أو طلب العلم، فكيف إذا كان سهره على التلفاز أو لعب الورق أو ما أشبه ذلك...؟
وهو بهذا العمل آثم ومستحق لعقوبة الله سبحانه، كما أنه مستحق للعقوبة من ولاة الأمر بما يردعه وأمثاله.
وتأخير الصلاة إلى ما بعد طلوع الشمس كفر أكبر إذا تعمد ذلك عند جمع من أهل العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" رواه مسلم في صحيحه، ولقوله عليه الصلاة والسلام: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" أخرجه الإمام أحمد، وأهل السنن، عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بإسناد صحيح.
وفي الباب أحاديث أخرى وآثار تدل على كفر من أخر الصلاة عن وقتها عمداً وبلا عذر شرعي.
والواجب على المسلم أن يحافظ على الصلاة في وقتها، وأن يستعين على ذلك بمن يوقظه لها من أهله أو إخوانه، أو بإيجاد ساعة يؤكدها على وقت الصلاة.
وعليه وعلى أمثاله ألا يسهر سهراً يسبب نومهم عن صلاة الفجر، ولو في أمر مباح أو مستحب، فكيف إذا كان السهر على ما هو محرم من الملاهي أو مشاهدة ما حرم الله في التلفاز أو غيره؟ أصلح الله حال الجميع.
وعليك أيها السائل أن تعينه على ذلك، وتنصحه كثيراً، فإن أصر على عمله القبيح، فارفع أمره إلى مركز الهيئة حتى تعاقبه بما يستحق، ولا يلزمك أن توقظه ما دام على فعله القبيح لا ينتفع بالإيقاظ ولا يأخذ بالأسباب.
نسأل الله للجميع الهداية والاستقامة على الحق
3-