و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أختي العزيزة لوفتي اعتذر منك و من الأخت و يبقى الحنين على تأخري في الرد عليكِ لغيابي عن المنتدى .. و أسأل الله تعالى أن يعينني و الأخت أمة الرحمان على الوصول معك لنتيجة طيبة في موضوعنا هذا نسأل الله أن يعيننا و يرزقنا البركة في الوقت و الجهد و الإخلاص في القول و العمل .. سأعود إن شاء الله تعالى |
النظرة العامة
1- كل مسلم منتمي لمؤسسة الإسلام العظيمة فهو على الحقيقة نيته الاساسية و الأولى هي الإخلاص ليرضى الله عنه . 2- لأن المسلم يعمل لمصلحة الإسلام و وفق قوانينه و شرائعه ( يأتمر بأمر الله و ينتهي بنهيه ) . هذا هو الأساس الثابت الذي نبني عليه حديثنا عن النية . و بعدها ندخل في التفاصيل .. التفاصيل ناتجة عن 3- أخذنا بعين الإعتبار أن المسلم بشر تتنازعه حظوظ النفس و طبيعتها و أطياف شياطين الجن و إضلال شياطين الإنس و كل هذه الأمور و الحقائق التي لا مفر منها و لا سلامة إلا بالإستعانة بالله تعالى و المجاهدة و المحاسبة . |
قبل أن أسترسل في الكتابة
أريد فقط أن أكتب لكِ شعوري الأول عنما قرأت كلامك في بداية الموضوع . خطر ببالي هذا الحديث الشريف .. روى الترمذي وغيره عن عائشة قالت : ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر ، ويسرقون ؟ قال : لا ، يا بنت الصديق أو يا بنت أبي بكر ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون ألا يقبل منهم ، أولئك الذين يسارعون في الخيرات . ) نحسبكِ كذلك و الله حسيبكِ . سأعود إن شاء الله في وقت لاحق .. بالتوفيق . |
السلام عليكم
عودا حميدا هند يسعدني تواجدك فهو يخفف عني الحمل أحسبك والله حسيبك على خير و أحبك في الله لوفتي الحبيبة وضعت لك المقال لأنه لامس نفسي بتذكرته فأحببت أن نتشاركه عسى الله أن ينفعنا به البارحة يا لوفتي كنت أتابع برنامجا للفتاوى و سألت أخت عن الإخلاص فأجابها الشيخ بما معناه لأني لا أستحضر ألفاظه بأن هذا الوجل و الخوف من الرياء طبيعي أن يراود كل مسلم يحرص على إخلاص عمله لله حتى الصالحين بل هو ليس شيئا مذموما إذا فالأمر صحي يا لوفتي أما ما أحسبه يساعد في اجتناب الرياء - أولا العناية بأمر التوحيد و تعظيمه في النفس فهو أول الواجبات و يكون بمعرفته و معرفة أنواعه و مقتضياته و محذوراته كأن نقرأ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله و أحد شروحه و منها شرح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله الشرك الأصغر هو الرياء كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أحمد عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء.." . -روى أحمد والطبراني عن أبي موسى قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله. قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" إذا الإكثار من الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه -الاحتساب في كل الأمور -تصحيح النية إذا أحسسنا ميلانا أو انحرافا -عدم إكثار النظر في أعمالنا الصالحة حتى لا نغتر بها -محاولة إخفاء العمل إلا لو كنا نرجو مصلحة من إظهاره كإسداء النصح أو الحث على الخير - استشعار أن الرياء يحبط العمل الذي يخالطه أو ينقص ثوابه. هذا ما تيسر لي على عجالة لانشغالي فاعذريني حبيبتي لوفتي و لي عودة ان شاء الله تعالى |
أما بخصوص النقطتين الاخيرتين فطبيعة أعمالي لا تستوجب الإخفاء قطعا ، و ليس لي فيها أي إمعانٍ غير إطراء أخاف ان أخلص له دون الله ... فهو للنفس مشبع ، و هي - اي النفس - له عاشقة ، و انا بين مطرقة الاول و سندان الثانية !!!!! ما يدفعني تفكير الترك : لأتخبط مرة أخرى في دوامة فخ الشيطان و تمكنه من صرفي عن عمل طيب !!!! |
أختاي الفاضلتان أعتذر منكما على التأخير
و أحب أن أختصر الكلام في موضوعنا هذا 1- الرياء يتحقق بأمور : الرغبة في الحصول على المدح من الناس الرغبة في الحصول على استحسانهم و لفت انتباههم حتى لو عرف أنهم لن يمدحوه شفوياً . زيادة العمل الصالح أكثر مما يفعل عادة في عدم وجود الناس تحسين العمل الصالح أكثر مما ايفعل عادة في عدم وجود الناس . 2- المدح .. إن حصلت عليه من الناس رغم عدم سعيك له أو رغبتك فيه بمعنى عملت العمل الصالح لله .. ثم تلقيت عليه المدح من الناس فهذا هو عاجل بشرى المؤمن في هذه الحياة الدنيا .. كما أخبرنا رسول الله فالمسلمين هم شهداء الله في أرضه . و هنا يجب أن ينتبه صاحب العمل الصالح على اخلاصه لله و نيته و يحرص على ثباتها و و أن لا تتزحزح شعرة لأجل المدح .. فيجاهدها .. و لا يبلغ المسلم مرتبة عالية إلا عندما يكون مدح الناس له و ذمهم سواء في قلبه لا يفرحه المدح و لا يحزنه الذم .. لأنه يحاسب نفسه دوماً و يؤمن أن أراء الناس و رؤيتهم ناتجة عن تصوراتهم و تصورات البشر يشوبها النقص و الخطأ .. فهو في الحقيقية إنما يرجو رضى رب العالمين و لا يبالي بمن سواه . فيحقق التوحيد . بالتوفيق و جزاكما الله خير الجزاء . |
لوفتي
1- إن استطعتي أن تشاركي في أعمال تطوعيه جماعية فهذا أفضل لكِ لأن العمل الجماعي أقرب إلى الإخلاص أكثر من العمل الفردي . 2- لا تتركي العمل خوفاً من الرياء فهذا يصنف على أنه رياء أيضاً . 3- اعملي فكل مُيسر لما خلق له .. و افرحي بأن يسر الله لكِ الطاعة و ساقها لكِ و وفقكِ و هيئكِ و أعانكِ على أدائها فالفضل فيما تؤدين من عمل صالح هو لله أولاً و آخراً . 4- اعلمي أننا بشر خلقنا الله تعالى بصفات النقص و الخطأ هكذا أرادنا الله تعالى أن نكون و لو أرادنا كاملين في العبادة لجعلنا ملائكة تقبلي طبيعتكِ البشرية التي قضاها الله فيك .. و كلما شعرتي بانزلاق نيتك عودي و قوميها و استغفري الله ( فهذا ما اراده الله منا ) 5- لا تحتقري نفسك و إخلاصك و نيتك .. فقط تعهديها و ربيها جيدا لتصل لمبلغ عالي و دعينا نرجع للتاريخ منذ بدء الخليقة هل تعلمين لماذا تكبر ابليس على آدم عليه السلام و قال : أنا خير منه .. ؟ يقولون : أن ابليس احتقر نفسه و عبادته أمام ما يرى من عبادة الملائكة في السماء شعوره بالنقص و الدونية هو ما جعله يتكبر و يحتقر آدم عليه السلام .. و هو ما جعله في نهاية المطاف يترك العمل و العبادة لله عز و جل بالكلية بل و يخالف منهج الله و يعادي الله و رسله و يحرص على غواية بني آدم . 6- من أجمل ما في ديننا هو أن كل عمل صالح مهما كان صغيراً إلا أنه عظيم أدركي هذه الحقيقة فرب كلمة يقولها المسلم تكون سبباً مباشراً في دخوله الجنة و أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل ( كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه و سلم ) فلا تجعلي من رغبتك في تحقيق عمل صالح كبير أن تستصغري العمل الصالح القليل . فكل عمل كبير ما هو إلا مجموعة أعمال قليلة . بالتوفيق |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|