السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
•✦✿ #حديث_اليوم ✿✦•
مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحائطٍ مِن حيطانِ المدينةِ ، أو مكةَ ، فسمِع صوتَ إنسانَينِ يُعَذَّبانِ في قُبورِهما، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يُعَذَّبانِ وما يُعَذَّبانِ في كبيرٍ . ثم قال : بلَى كان أحدُهما لا يَستَتِرُ من بوْلِه، وكان الآخَرُ يمشي بالنَّميمَةِ ) ثم دَعا بجَريدَةٍ، فكسَرَها كِسرَتَينِ، فوضَع على كُلِّ قَبرٍ منهما كِسرَةً، فقيل له : يا رسولَ اللهِ ، لِمَ فعَلتَ هذا ؟ قال : ( لَعلَّه أنْ يُخَفَّفَ عنهما ما لم تَيبَسا )
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 216 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
https://safeshare.tv/x/48v6XLh03m4
•✦••✦••✦•
•✦✿ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✿✦•
#شرح_الحديث : 🌼🍃
في هذا الحديثِ: يُخبِرُ النبيُّ ﷺ بأحدِ الأعمالِ المُوجِبة لعَذابِ القَبْرِ، حيث مَرَّ على حائطٍ من حِيطَانِ المَدِينَةِ أو مَكَّةَ، والحائِطُ: هو البُسْتان إذا كان له سُورٌ، فسَمِع صوتَ إنسانَيْن يعذَّبان في قُبورِهما، فقال النبيُّ ﷺ «يُعَذَّبانِ، وما يعذَّبان في كَبِيرٍ» يعني: لا يعذَّبان في أمرٍ كبيرٍ في نَظرِكم، وإنْ كان هو في الحقيقةِ كَبِيرًا عند اللهِ تعالى؛ ولذلك قال ﷺ «بَلَى»، أي: إنَّه كَبِيرٌ في الحقيقةِ.
وسببُ عذابِهما كما أَخْبَر النبيُّ ﷺ أنَّ أحدَهما كان لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِه، يَعنِي: لا يَسْتَبْرِئُ منه ولا يَتَحفَّظُ مِن أن يُصِيبَه منه. والآخَرُ كان يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ بين الناسِ، أي: يَنقُل كلامَ غيرِه بقَصْدِ الإضرارِ وإيقاعِ الخِلافِ والوَقِيعَةِ بين الناسِ.
ثُمَّ دَعَا ﷺ بِجَرِيدَةٍ، فكَسَرها نِصفَيْن، ووَضَع على قَبْرِ كلِّ واحدٍ منهما جزءًا منها، فقيل له: لِمَ فعلتَ هذا؟ فقال ﷺ «لَعَلَّهُ أن يُخَفَّفَ عنهما ما لم يَيْبَسَا، أو إلى أنْ يَيْبَسَا»، أي: لعلَّ الله تعالى أن يُخَفِّفَ عنهما العذابَ إلى أن يَجِفَّ الجَرِيدُ الذي وَضَعه ﷺ على قبرَيْهما.
🍃وفي الحديثِ إثباتُ عذابِ القبرِ، وأنَّه حقٌّ يَجِبُ الإيمانُ والتَّسليمُ به. وفيه التَّحذِيرُ مِن مُلابَسةِ البَوْل، ويَلتحِق به غيرُه مِنَ النَّجاساتِ في البَدَن والثَّوْب.
فإذا كان هذا الوعيد لمن قصر في الطهارة وهي شرط الصلاة يعذب في قبره ويفتن في قبره إلى حشره فكيف بمن أضاع أركان الصلاة؟ كيف بمن ضيع واجباتها؟ كيف بمن ضيع أوقاتها؟ كيف بمن لم يصل بالكلية والعياذ بالله العظيم ، وفيه النَّهيُ عن النَّمِيمَةِ.