جميلة الكؤوس الملونة للأتاي.. لكن وين البرّاد؟؟
على طاري الغريبة الهبلة الي تكلمت عنها، طريقة الطهي مش سهلة. ولحد الآن فيه كثير ناس يبعثوها على الفرن الشعبي، أو الفرّّان (فرن الحي)، نتكلم عنه شوية..
لا أدري هل هو موجود عندكم. طبعا اليوم الجميع يمتلك فرن منزلي لكن زمان كان شائع جدا طهي الخبز والحلويات في فرن الحي. ولازالوا في الاحياء التقليدية. هو عبارة عن محل كبير يمكن تشبيهه بالفرن الايطالي التقليدي لكنه اكبر بكثير بحيث يقوم العمال بطهي الخبز والحلويات لسكان الحي، تقوم النساء في الصباح الباكر بوضع الخبز الطري على لوحة خشبية مستطيلة تسمى (الوصلة) وتغطيه بمنديل و ترسله مع ابنها او ابن الجيران للفرن والعجيب ان العامل هناك رغم كثرة (الوصلات) -حيث يقوم الحي كامل بالطهي عنده- إلا أنه يعرف كل خبزة لمن وعددها والى اي وصلة يجب ارجاعها وعندما يرجع أصحابه لاستلامه بعد الطهي يقوم العامل باعطائهم خبزهم دون ان يشيروا اليه هو يعلم كل وصلة لاي بيت تنتمي سبحان الله..
بعض الناس رغم امتلاكهم للفرن في المنزل الا انهم لازالوا يبعثون حلوى غريبة البهلة التي تكلمتَ عنها الى الفرّان لطهيها بالشكل المثالي ورغم ان الفران عبارة عن كوخ واحد (مالقيت الاسم
) كله حار الا ان العامل يعرف كيف يطهو الحلوى والخبز وكذلك بعض الأطباق وخاصة الطنجية المراكشية التي من شروطها الاساسية الطهي في فرّان الحي في الرماد..
الحلويات جاهزة أظنها غريبة أو القراشل
هذه الطنجية المراكشية في فرن الحي
بذكر لكم قصة.. يوم كنت صغيرة كنا ننزل المغرب بالعطلة الصيفية، نستقر في بيت جدي رحمه الله في حي تقليدي بالمدينة القديمة (الاحياء العتيقة)، كنت العب بين الازقة ونادتني إمرأة من باب البيت رحت لها، عطتني الخبز أوديه للفرن، انا ماكنت اعرف كيف بس اخذتو وهي ساعدتني حطيتو على راسي وتميت رايحة للفرن وفجأة وقع العجين من الوصلة (اللوح الخشبي) على الأرض
لميته وصار كللله حصى وغبار وحاولت اعدله بشكل دائري ورجعت حطيته على الوصلة وغطيته بالمنديل ياخوفي ورعبي هذاك اليوم رحت وحطيت الخبز امام بيتها بالارض ودقيت وهربت وتميت اطل عليها من جانب الزقاق مسكينة فتحت الباب وكشفت عن الخبز وحطت ايديها على راسها وشافتني اطل عليها صارت تصرخ علي وانا هربت لبيت جدي وحرمت أمر قريب بيتها لين رجعنا صرت كل ما اطلع اتلفت مفكرة انها بتدور علي.. يامحلاها من ايام..
هذي خلاصة الفرن الشعبي المغربي