عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاستسلام والانقياد لأوامر الله
كان لتغيير القبلة عند المسلمين تحولا عظيما وكما كان لليهود نكسة كبيرة
عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قال: (( .. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال أخواله - من الأنصار وأنه - صلى الله عليه وسلم - صلى قِبَل بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله، لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبل مكة، فداروا كما هم قِبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك )( الحاكم ).
والحكمة من ذلك أن التسليم المطلق والانقياد الكامل لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم مطلب أساسي في المسلم
لقد خلق الله الخلق للعبادة ، فالمسلم الحق يسلم بأحكامه وينقاد لأوامره برضا وقناعة ويقينا ، ويستجيب لفطرته بحماس، ويسارع للامتثال لأوامر الله وينتهي عن نواهيه بنفس راضية مستبشرة
فأصل الإسلام التسليم، وخاصية الإيمان الانقياد، وأساس المحبة الطاعة
وعلى كل مسلم صدق ما جاء به الرسول عليه الصلاة السلام أن يستجيب لأوامر الله طوعا لا مكرها مبادرا لا متتاقلا مستمدا ذلك من قوة إيمانه، ومحبته لله ورسوله ، لا يوقفه عن الامتثال والطاعة شيئ مهما كان لتيقنه من الحكمة الربانية واقتناعه بها، وأنه ما أمره الله تعالى بأمر ولا نهاه عن شيء، إلا كان في مصلحته سواء علم ذلك أو لم يعلمه.
صدق التوجه والاخلاص وصفاء السريرة هو المقصود
البر الحقيقي هوالصدق في العقيدة وحسن الخلق و السلوك، ولهذا ردَّ على اليهود الذين يقفون عند الرسوم والشكليات بقوله:
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ(177)
ومن الحكمة في هذا الدين الحنيف الوسطية لذلك فوسطية هذه الأمة تتجلى في كل أمورها
فهي أمة وسط في كل شيء، قال تعالى :
(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) [البقرة: 143]
و الوسطية تكون في الاعتقاد، وفي التعبد، وفي الأخلاق، وفي السلوك، وفي التشريع في المعاملات .....
وتغيير القبلة كان لحكمة، و يقول العلماء والباحثون اليوم: إن الكعبة البيت الحرام تعتبر وسط العالم، وسط الدائرة، ومركز الكون .